الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

للمرة الأولى.. نجاح تصوير أوعية القلب المجهرية بدقة فائقة

الأربعاء 08/مايو/2024 - 08:00 ص
 أوعية القلب
أوعية القلب


عمل باحثون من قسم الهندسة الحيوية وكلية الطب في إمبريال كوليدج لندن جنبًا إلى جنب مع أكاديميين من كلية لندن الجامعية لإنتاج صور بدقة أقل من المليمتر للأوعية القلبية الدقيقة.

تم اختبار تقنية التصوير الجديدة غير الجراحية على 4 مرضى من البشر، وفق ما أفاد به موقع ميديكال إكسبريس.

يمكن لتقنيات التصوير الحالية تصوير الأوعية الكبيرة على سطح القلب.

ومع ذلك، فإن هذه التقنية الجديدة يمكن أن تسمح للعلماء بدراسة فسيولوجيا القلب بمزيد من التفصيل عن طريق تصوير الأوعية الدقيقة الأصغر داخل عضلة القلب.

يمكن أن يساعد البحث، الذي نُشر في مجلة Nature Biomedical Engineering، الأطباء على فهم أفضل للدور الذي تلعبه هذه الأوعية في أمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض الشريان التاجي للأوعية الدموية الدقيقة واعتلال عضلة القلب، بالإضافة إلى آلام الصدر غير المشخصة.

وقال البروفيسور مينجكسينج تانج، من قسم الهندسة الحيوية في إمبريال كوليدج لندن، والمؤلف المقابل للبحث: "إن تصوير الأوعية القلبية أمر بالغ الأهمية لإدارة أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن هناك نقص في فهم كيفية تدفق الدم داخل الأوعية الصغيرة، وتصور دراستنا هذه الأوعية بأعلى دقة حتى الآن، والتي، بعد إجراء المزيد من الأبحاث، يمكن أن تساعد الأطباء على إدارة هذه الأمراض".

تصوير الأوعية المجهرية

يعتمد القلب على تدفق الدم بكفاءة ليتمكن من ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وتزويد الأنسجة بالأكسجين مع إزالة ثاني أكسيد الكربون والفضلات.

ومع ذلك، يمكن أن تؤدي أوعية القلب التالفة إلى تدفق دم غير طبيعي، مما قد يؤدي إلى إصابة الأنسجة مما يؤدي إلى فشل القلب.

اختبر العلماء تقنية التصوير على 4 مرضى يعانون من اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM)، وهي حالة تجعل جدران غرفة القلب أكثر سمكًا بأنسجة غير طبيعية وتقلل من كمية الدم التي يتم ضخها للداخل والخارج، واستخدموا الموجات فوق الصوتية والفقاعات الدقيقة (فقاعات صغيرة مملوءة بالغاز تستخدم للتمييز بين الهياكل الداخلية في التصوير الطبي ) لتصوير بنية الأوعية الدموية الدقيقة وديناميكيات التدفق لقلوب المرضى بدقة فائقة. وتم جمع البيانات في مستشفى سانت بارثولوميو في لندن.

إن حجم الأوعية الدقيقة، بالإضافة إلى الحركات السريعة للقلب، جعل تصويرها أمرًا صعبًا، خاصة بدقة أقل من المليمتر.

يمكن أن تساعد تقنية الباحث في تقييم حالات القلب المختلفة.

على سبيل المثال، يمكن للأطباء استخدام هذه التقنية لتصور التشوهات الهيكلية لدى المرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي للأوعية الدموية الدقيقة واعتلال عضلة القلب، مما يسهل التشخيص والعلاج، وبالتالي تحسين النتائج الصحية.

وقال البروفيسور تانج: "هذه هي المرة الأولى التي أثبتنا فيها أنه من الممكن تصوير هذه الأوعية بمثل هذه الدقة، وهو ما لم يحدث من قبل لدى البشر. وقد فتح هذا مجموعة واسعة من الفرص لدراسة فسيولوجيا القلب ومراقبة الأمراض المختلفة والظروف غير الغازية وآمنة".

وقالت المؤلفة المشاركة وطبيبة القلب البروفيسور روكسي سينيور، من المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبريال كوليدج لندن: "لأول مرة، تسمح هذه التقنية بالتصور المباشر لأوعية عضلة القلب الصغيرة جدًا والتي عندما تصاب بالمرض تؤدي إلى ألم في الصدر، وقد تؤدي أيضًا إلى الوفاة، لأنه في الوقت الحالي لا يمكن تقييم هذه الأوعية إلا عن طريق وسائل غير مباشرة، وقد يتم تشخيص الحالة بشكل خاطئ".

لا يزال البحث في مراحله الأولى، على الرغم من النجاح الأولي، لذلك ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على المزيد من المرضى لفهم القيمة السريرية والبحثية لهذه التقنية بشكل أفضل.

قد يؤدي إجراء المزيد من الأبحاث أيضًا إلى تحسينات في جودة الصورة.

وقال البروفيسور تانج: "نحن متفائلون بشأن ما يمكن أن تقدمه تقنيتنا الجديدة للرعاية الصحية لمرضى القلب والأوعية الدموية".