السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة صادمة تكشف عن علاقة بين لعب كرة القدم ومرض باركنسون

الإثنين 14/أغسطس/2023 - 01:00 ص
مرض باركنسون
مرض باركنسون


لا شك في أن ممارسة الرياضة من الأمور الجيدة التي تحافظ على صحة الإنسان، لكن الصادم أن تكون لدينا نتائج تشير إلى أن لعب كرة القدم قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.

فوفقا لشبكة CNN الأمريكية، أعلن مركز CTE بجامعة بوسطن أن لديه نتائج جديدة تشير إلى أن لعب كرة القدم قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.

باستخدام بيانات من استطلاع كبير عبر الإنترنت، وجد الباحثون أن المشاركين الذين لديهم تاريخ في لعب كرة القدم المنظمة كانوا أكثر عرضة بنسبة 61% للإبلاغ عن تشخيص مرض باركنسون أو مرض باركنسون، وهو مصطلح شامل لكلمة باركنسون، بحيث تم الإبلاغ عن أعراض تشمل الرعشة والصلابة التي تسبب مشاكل في الحركة، مقارنة بمن يمارسون الرياضات المنظمة الأخرى.

كما وجد التقرير، الذي نُشر في المجلة الطبية JAMA Network Open، أن المشاركين الذين لعبوا كرة القدم في مستويات أعلى، سواء في المجال المهني أو في الكلية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بـ3 مرات تقريبا مقارنة بأولئك الذين لعبوا في الشباب أو في مرحلة الدراسة الثانوية.

ما هو مرض باركنسون؟

وفقًا للمعهد الوطني للشيخوخة، فإن مرض باركنسون هو اضطراب دماغي يسبب حركة غير مقصودة أو لا يمكن السيطرة عليها، بما في ذلك الاهتزاز وصعوبة التوازن والتصلب.

تحدث هذه الأعراض عندما تضعف الخلايا العصبية في العقد القاعدية، وهي جزء الدماغ الذي يتحكم في الحركة، أو تموت، بالرغم من أن العلماء لا يزالون غير متأكدين من سبب حدوث ذلك.

يصاب معظم الناس بالمرض بعد سن الستين، وعادة ما تبدأ الأعراض تدريجيا قبل أن تتفاقم ببطء بمرور الوقت.

في العقد الماضي، ربطت مجموعة متزايدة من الأبحاث إصابات الرأس من الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي مثل كرة القدم بأمراض الدماغ التنكسية العصبية، مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو اعتلال الدماغ الرضحي المزمن، المعروف باسم CTE.

ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الإصابة بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن في 99% من أدمغة لاعبي اتحاد كرة القدم الأمريكي المتوفين والتي تم التبرع بها للبحث العلمي، بعد عام من اعتراف اتحاد كرة القدم الأمريكي علنا بالصلة بين كرة القدم واضطرابات الدماغ التنكسية العصبية مثل الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن.

من الملاكمة إلى كرة القدم

استكشاف كيف يمكن لرياضات الاحتكاك أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض عصبية ليست مهمة جديدة لمركز CTE بجامعة بوسطن، الذي قاد الكثير من الأبحاث حول الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن في الولايات المتحدة.

لكن مايكل ألوسكو، مؤلف الدراسة، والمدير المشارك للبحوث السريرية في المركز، قال إن اهتمام فريقه بمرض باركنسون لم ينبع من كرة القدم، وإنما جاء من الملاكمة.

وقال ألوسكو: «منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي، كان هناك ارتباط بين الملاكمة ومرض باركنسون، وبينما تشترك كل من الملاكمة وكرة القدم في الكثير من التعرض لضربات متكررة في الرأس، أردنا أن نرى هل من علاقة بين لعب كرة القدم ومرض باركنسون؟».

وأشار ألوسكو إن البحث عن الصلة بين كرة القدم ومرض باركنسون محدود، فدراسة فريقه هي الأكبر حتى الآن التي تصف العلاقة بين كرة القدم والحالة العصبية.

وأضاف أنه على عكس الدراسات الأخرى حول الرياضة وأمراض الدماغ، فإن هذه الدراسة تركز على الهواة أيضا.

ارتفاع خطر الإصابة بمرض باركنسون

تضمنت الدراسة الجديدة 1875 رجلا تم تسجيلهم في Fox Insight، وهي دراسة سريرية عبر الإنترنت مصممة لدراسة مرض باركنسون.

كان جميع المشاركين رياضيين سابقين أشاروا إلى أنهم لعبوا رياضة جماعية منظمة على مستوى ما، بالرغم من أن الغالبية لعبت على مستوى الهواة، إذ إن ما يقرب من 40% منهم يلعبون كرة القدم.

ووجد الباحثون أنه مقارنة بالمشاركين الذين لعبوا رياضات أخرى، فإن أولئك الذين لعبوا كرة القدم الأمريكية كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن مرض باركنسون أو تشخيص مرض باركنسون، حتى بعد التكيف مع عوامل الخطر التقليدية لمرض باركنسون مثل تاريخ العائلة والعمر.

ولمعرفة تأثير الرأس المحتمل للعب كرة القدم من الرياضات الأخرى التي تتطلب الاحتكاك الجسدي مثل كرة القدم أو الهوكي، ركز الباحثون أيضًا على المشاركين الذين لعبوا كرة القدم فقط، فوجدوا أن خطر الإصابة بمرض باركنسون زاد بنسبة طفيفة إلى 65% مقارنةً بأولئك الذين شاركوا في الرياضات التي لا تتطلب الاحتكاك الجسدي.

ووجد الباحثون أيضا أنه كلما طالت مدة لعب المشارك لكرة القدم، زادت احتمالات إصابته بمرض باركنسون أو مرض باركنسون، وخصوصا بالنسبة للأشخاص الذين لعبوا لمدة 5 مواسم أو أكثر.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن المشاركين الذين لعبوا كرة القدم في الكلية أو المستوى المهني كانوا أكثر عرضة بنسبة 2.93 مرة للإصابة بمرض باركنسون أو مرض باركنسون مقارنةً باللاعبين الشباب أو في المدارس الثانوية.

ومع ذلك، فإن العمر الذي بدأ فيه اللاعب ممارسة كرة القدم لم يغير من احتمالية الإصابة بمرض باركنسون.

وفقًا للدكتور ستيفن بروجليو، مدير مركز الارتجاج في جامعة ميشيغان، فإن الأفراد الذين يلعبون بشكل احترافي، قد يكون الخطر لديهم متزايد، لكن رياضي المدرسة الثانوية، ربما لا توجد لديهم الكثير من المخاطر المتزايدة».

ولا يزال الأطباء غير متأكدين من كيفية ظهور اضطرابات الدماغ المنهكة، مثل الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن ومرض باركنسون، من لعب كرة القدم.

وفي حين أن الآلية الدقيقة غير واضحة، فإن النظرية الرائدة، وفقًا لأحد الباحثين، هي أن الضربات الشديدة المتكررة على الرأس يمكن أن تسبب التهابًا وتلف المادة البيضاء في الدماغ.

وأكد الخبراء أيضًا ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث قبل أن يتمكنوا من معرفة ما إذا كان لاعبو كرة القدم أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون.