السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يؤثر الالتهاب على نتائج جراحات السمنة؟

السبت 02/سبتمبر/2023 - 08:30 م
جراحات السمنة
جراحات السمنة


يلجأ الكثير من الأشخاص إلى جراحات السمنة، كخيار سريع لفقدان الوزن الزائد، والتخلص من الدهون، ومن ثم التمتع بجسم رشيق، وبصحة جيدة أيضا.

لكن هذا النوع من الجراحات ثبت أن يتأثر ببعض العوامل، التي يصل بها الأمر إلى تقليل فاعلية هذه الجراحات، أو بمعنى آخر فقدان الوزن بشكل بطيء بعد جراحة السمنة.

تأثير الالتهاب على نتائج جراحات السمنة

وحسب ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس، أظهر بحث جديد أن ارتفاع مستويات الالتهاب في دم المرضى الذين يعانون من السمنة ويخضعون لجراحة السمنة يمكنه أن يقلل فقدان الوزن بعد 6 أشهر من الجراحة.

نُشرت هذه الدراسة في مجلة الطب النفسي بقيادة باحثين من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب (IoPPN)، كلية كينجز لندن، وهي أول دراسة تبحث في الروابط بين الاكتئاب والالتهاب لدى المرضى الذين يعانون من السمنة قبل وبعد جراحة السمنة.

وأظهر التحليل وجود علاقة قوية بين الاكتئاب والالتهاب لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة قبل وبعد الجراحة، كما أشار إلى أن زيادة الالتهاب وليس الاكتئاب هي التي تؤدي إلى ضعف فقدان الوزن بعد جراحة السمنة.

وقالت فاليريا مونديلي، المؤلفة الرئيسية، والأستاذة السريرية لعلم المناعة العصبية النفسية في IoPPN بكلية كينجز لندن: «إن دراستنا لها آثار سريرية مهمة لأنها تحدد أهدافا محددة للتدخلات الشخصية المستقبلية التي يمكن أن تحسن نتائج الصحة البدنية والعقلية بعد جراحة السمنة، على سبيل المثال، تظهر بياناتنا أن زيادة الالتهاب تتنبأ بانخفاض فقدان الوزن بعد جراحة السمنة، وتشير إلى أن العلاجات الشخصية التي تتضمن أساليب تقلل الالتهاب يمكن أن تتيح نتائج أفضل بعد الجراحة».

ويمكن للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة أن يفقدوا ما يصل إلى 70% من الوزن الزائد بعد الجراحة، ولكن هناك اختلاف في النتائج.

ولمساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة والتأكد من أن الجراحات التي تعد من العلاجات المكلفة فعالة قدر الإمكان، من المهم فهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على الجراحة.

من المعروف أن الاكتئاب والسمنة يحدثان معا في كثير من الأحيان، وتشير الأبحاث السابقة إلى أن إطلاق البروتينات الالتهابية كجزء من الاستجابة المناعية قد يكون آلية مرضية مشتركة تؤدي إلى كلا الحالتين.

ولتحسين فهم هذه العلاقة ودورها المحتمل في السمنة ونتائج جراحة السمنة، بحثت الدراسة في الاختلافات في البروتينات التي يتم إطلاقها في الجسم أثناء الالتهاب بين المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من الاكتئاب والذين يخضعون لعملية جراحية.

كان المشاركون الـ85 في الدراسة، الذين تم تسجيلهم في مؤسسة King's College Hospital NHS Foundation Trust في جنوب لندن، يعانون من السمنة المفرطة، تم قياس مستويات البروتينات التي يتم إطلاقها أثناء الالتهاب، مثل البروتين التفاعلي C (CRP)، والسيتوكينات، مثل إنترلوكين 6 (IL-6) وإنترلوكين 4 (IL-4)، قبل وبعد الجراحة في دم المشاركين والأنسجة.

قبل الجراحة، كانت لدى 41 مشاركًا أعراض الاكتئاب التي وصلت إلى عتبة التشخيص السريري، بينما في المشاركين الـ44 المتبقين، كانت أعراض الاكتئاب أقل من هذه العتبة.

وأظهرت الدراسة أن المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات أعلى من البروتينات الالتهابية CRP وIL-6 في الدم ومستويات أقل من البروتين المضاد للالتهابات IL-4، وكان لديهم أيضًا مستويات أعلى من بروتين التهابي واحد في الأنسجة الدهنية.

بعد 6 أشهر من الجراحة، استمر مرضى السمنة الذين عانوا من الاكتئاب قبل الجراحة في الحصول على مستويات أعلى من IL-6 وCRP في الدم، بالرغم من عدم وجود اختلاف في فقدان الوزن بين أولئك الذين يعانون من الاكتئاب والذين لا يعانون منه.

بشكل عام، أدت جراحة السمنة إلى فقدان الوزن لدى جميع المرضى بما يتماشى مع ما كان متوقعا، كما شهد غالبية المرضى الذين أصيبوا سابقا بالاكتئاب قبل الجراحة انخفاضا في أعراضهم بحيث لم يعودوا يعتبرون مكتئبين سريريًا.

فمن بين 44 مريضًا أصيبوا بالاكتئاب قبل الجراحة، أكمل 29 مريضًا المتابعة لمدة 6 أشهر، وحوالي الثلث فقط من هؤلاء لا يزالون يعانون من الاكتئاب السريري بعد الجراحة.

وحلل الباحثون ما إذا كانت قياسات الالتهاب والاكتئاب قبل الجراحة قد تكون قادرة على التنبؤ بفقدان الوزن والاكتئاب بعد الجراحة.

أظهر هذا أن المستويات الأعلى من بروتين CRP تنبأت بانخفاض فقدان الوزن عند المتابعة لمدة 6 أشهر، ومع ذلك، فإن مستويات CRP في الدم قبل الجراحة لم تتنبأ بمستويات الاكتئاب بعد ذلك؛ بدلًا من ذلك، تم التنبؤ بهذا بسبب الاكتئاب قبل الجراحة وتجربة صدمة الطفولة.

وقالت المؤلفة الأولى، الدكتورة آنا ماكلولين، باحثة ما بعد الدكتوراة في IoPPN، كينجز كوليدج لندن: «دراستنا هي الأولى التي تظهر أن مستويات الالتهاب في الدم، وليس الاكتئاب، تلعب دورا مهما في نتائج فقدان الوزن بعد جراحة السمنة، بالإضافة إلى ذلك، يتوافق بحثنا مع النتائج السابقة، مع التأكيد على أن المرضى الذين يعانون من صدمة الطفولة قد يستفيدون من المزيد من الدعم النفسي بعد الجراحة، وبينما نمضي قدمًا، سيكون الجمع بين بيانات الالتهاب والرؤى السريرية أمرًا حاسمًا لتحديد عوامل الخطر وتحسين النتائج لمرضى السمنة».