الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

مرتبطة بالتوحد ونقص الانتباه.. تحذير من مادة بلاستيكية شائعة تهدد الأطفال

الأحد 08/أكتوبر/2023 - 07:00 ص
التوحد وفرط الحركة
التوحد وفرط الحركة


ارتفع عدد الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب طيف التوحد (ASD) واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) بشكل حاد في العقود الأخيرة.

وتشير دراسة جديدة إلى مادة البيسفينول A البلاستيكية الشائعة (BPA) كسبب محتمل لذلك، وفق ما نُشر في موقع ساينس ألرت.

يتم استخدام مادة BPA في الكثير من عمليات إنتاج البلاستيك، ويمكن العثور عليها أيضا داخل علب الأطعمة والمشروبات.

ومع ذلك، فقد ربطت الأبحاث السابقة أيضًا بينه وبين المشكلات الصحية التي تنطوي على اضطراب الهرمونات، بما في ذلك سرطان الثدي والعقم.

تفاصيل الدراسة

في هذه الدراسة الجديدة، نظر باحثون من جامعة روان وجامعة روتجرز في الولايات المتحدة إلى 3 مجموعات من الأطفال: 66 طفلًا مصابًا بالتوحد، و46 مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، و37 طفلًا عصبيا.

وعلى وجه الخصوص، قام الباحثون بتحليل عملية الجلوكورونيدات، وهي عملية كيميائية يستخدمها الجسم لإزالة السموم الموجودة في الدم عن طريق البول.

وجد البحث أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يمكنهم التخلص من مادة BPA ومركب آخر مشابه يسمى ثنائي إيثيل هكسيل فثالات (DEHP) بنفس القدر من الكفاءة مثل الأطفال الآخرين، مما قد يؤدي إلى التعرض لفترة أطول لآثارها السامة.

وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: «إن إزالة السموم من هذين الملدنين معرض للخطر لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وبالتالي، فإن أنسجتهم أكثر عرضة لهاتين الملدنات».

كان الفرق ذو دلالة إحصائية فقط في حالة BPA، إذ انخفضت الكفاءة بنحو 11% للأطفال المصابين بالتوحد و17% للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مقارنة بالمجموعة الضابطة من الأطفال.

ويعتقد الباحثون أن الطفرات الجينية لدى بعض الأفراد تعني أنه لا يمكن التخلص من مادة BPA بالشكل المطلوب، مما يعني بقاء المادة في الجسم، ومن المحتمل أن يسبب ذلك ضررًا من حيث تطور الخلايا العصبية وتشغيلها.

يُعتقد أن حالات مثل ASD وADHD تنشأ عن مجموعة من التأثيرات الجينية والبيئية، وهذه الدراسة الجديدة تجمع بين الاثنين معًا.

ومع ذلك، فهذا جزء فقط من القصة، ليس كل طفل يعاني من اضطراب النمو العصبي يعاني من مشاكل في التخلص من مادة BPA، لذلك هناك عوامل أخرى تلعب دورا أيضا.

ويستمر العمل لتحديد كيفية سيطرة ASD وADHD على الجسم، سواء كان ذلك في الرحم قبل الولادة على سبيل المثال، أو في وقت لاحق من الحياة، حيث إن البيانات ليست كافية لإظهار ما إذا كان التعرض لـBPA يسبب أي من الاضطرابين.

وكتب الباحثون: «هناك مجموعة واسعة من الأدلة الوبائية على وجود علاقة بين اضطرابات النمو العصبي والملوثات البيئية مثل الملدنات».

وأضافوا: «لا يُعرف مدى أهمية اضطراب النمو العصبي الناجم عن الملدنات في حدوث هذه الاضطرابات بشكل عام، ولكن يجب أن يمثل نسبة كبيرة وإلا لم يكن من السهل اكتشافها في دراسة استقلابية متوسطة الحجم مثل هذه الدراسة».