السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن تغيرات على مستوى الدماغ في أثناء فترة الحيض

الأحد 22/أكتوبر/2023 - 11:30 م
فترة الحيض
فترة الحيض


إن المد والجزر المستمر للهرمونات التي توجه الدورة الشهرية لا يؤثر فقط على التشريح التناسلي، كما أنها تعيد تشكيل الدماغ، وقد أعطتنا دراسة جديدة نظرة ثاقبة حول كيفية حدوث ذلك.

بقيادة عالمتي الأعصاب إليزابيث ريزور وفيكتوريا بابينكو، من جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، تتبّع فريق من الباحثين 30 امرأة يحضن خلال دوراتهن، ووثقوا التغيرات الهيكلية التي تحدث في الدماغ بالتفصيل مع تقلبات الهرمونات، وفق ما نُشر في موقع ساينس ألرت.

تغيرات هيكلية في الدماغ

تشير النتائج، التي لم تتم مراجعتها بعد، ولكن يمكن العثور عليها على خادم الطباعة المسبق bioRxiv، إلى أن التغيرات الهيكلية في الدماغ أثناء الحيض قد لا تقتصر على تلك المناطق المرتبطة بالدورة الشهرية.

وكتب الباحثون: «هذه النتائج هي الأولى التي تشير إلى تغيرات متزامنة على مستوى الدماغ في البنية المجهرية للمادة البيضاء البشرية والسمك القشري الذي يتزامن مع إيقاعات الهرمونات التي تحركها الدورة الشهرية».

وأضافوا: «قد لا تقتصر التأثيرات القوية للتفاعل بين هرمونات الدماغ على المناطق الكثيفة لمستقبلات محور الغدة النخامية المعروفة تقليديًا (محور HPG)».

ستواجه السيدات والفتيات اللائي يحضن حوالي 450 دورة شهرية أو نحو ذلك خلال حياتهن، لذلك سيكون من الجيد معرفة التأثيرات المختلفة التي يمكن أن تحدثها على الجسم.

ومع ذلك، وبالرغم من أن هذا شيء يحدث لنصف سكان العالم طوال نصف حياتهم، إلا أن الأبحاث كانت مفقودة إلى حد ما.

ركزت معظم الأبحاث حول التأثير الهرموني على الدماغ على التواصل الدماغي أثناء المهام المعرفية، وليس على الهياكل الفعلية نفسها.

وقد لاحظ ريزور وبابينكو وفريقهما أن التقلبات الدورية في هرمونات محور HPG تمارس تأثيرات سلوكية وهيكلية ووظيفية قوية من خلال الإجراءات على الجهاز العصبي المركزي للثدييات.

ومع ذلك، لا يُعرف سوى القليل جدا عن كيفية تغيير هذه التقلبات للعقد الهيكلية وطرق المعلومات السريعة في الدماغ البشري.

تغير البنية المجهرية للمادة البيضاء

وقد تبين أن البنية المجهرية للمادة البيضاء ــ الشبكة الدهنية من الألياف العصبية التي تنقل المعلومات بين مناطق المادة الرمادية ــ تتغير مع التحولات الهرمونية، بما في ذلك سن البلوغ، واستخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم، والعلاج الهرموني المؤكد للجنس، والعلاج بالإستروجين بعد انقطاع الطمث.

ولمعالجة فجوة الحيض في فهمنا، أجرى الفريق فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لموضوعاتهم خلال 3 مراحل الحيض: الحيض، والإباضة، والأصفري الأوسط.

وفي وقت إجراء كل من هذه الفحوصات، قام الباحثون أيضًا بقياس مستويات الهرمونات لدى المشاركين.

وأظهرت النتائج أنه مع تقلب الهرمونات، تتغير أحجام المادة الرمادية والبيضاء أيضًا، وكذلك حجم السائل النخاعي.

على وجه الخصوص، قبل الإباضة مباشرة، عندما يرتفع هرمون 17 بيتا استراديول وهرمون اللوتين، أظهرت أدمغة المشاركات تغيرات في المادة البيضاء مما يشير إلى نقل أسرع للمعلومات.

ارتبط الهرمون المنبه للجريب، الذي يرتفع قبل الإباضة، ويساعد على تحفيز بصيلات المبيض، بالمادة الرمادية الأكثر سمكا.

ارتبط هرمون البروجسترون، الذي يرتفع بعد الإباضة، بزيادة الأنسجة وانخفاض حجم السائل النخاعي.

ما يعنيه هذا بالنسبة للشخص الذي يحرك الدماغ غير معروف، لكن البحث يضع الأساس للدراسات المستقبلية، وربما فهم أسباب مشاكل الصحة العقلية غير العادية ولكن الشديدة المرتبطة بالدورة الشهرية.

وكتب الباحثون: «بالرغم من أننا لا نبلغ حاليا عن عواقب وظيفية أو ارتباطات بالتغيرات الهيكلية في الدماغ، إلا أن النتائج التي توصلنا إليها قد يكون لها آثار على التغيرات التي يحركها الهرمون في السلوك والإدراك».

وأضافوا أن «التحقيق في العلاقات بين هرمونات الدماغ عبر الشبكات أمر ضروري لفهم عمل الجهاز العصبي البشري على أساس يومي، خلال فترات التحول الهرموني، وعبر عمر الإنسان».