الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة جديدة تكشف.. ماذا يحدث للدماغ عند اتخاذ القرار؟

الخميس 11/يناير/2024 - 09:00 ص
ماذا يحدث للدماغ
ماذا يحدث للدماغ عند اتخاذ القرار


على مدى عقود، كان اتخاذ القرار البشري محورًا لمجموعة واسعة من الدراسات البحثية التي يجريها عدد من العلماء والباحثين.

بشكل جماعي، يمكن لهذه الجهود البحثية أن تساعد في فهم أفضل لكيفية اتخاذ الأشخاص لأنواع مختلفة من الخيارات اليومية مع تسليط الضوء أيضًا على العمليات العصبية التي تقوم عليها هذه الاختيارات، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

تشير النتائج إلى أنه في أثناء اتخاذ قرارات فورية، أو بعبارة أخرى، الاختيارات التي يجب اتخاذها بسرعة بناءً على المعلومات المتاحة في لحظة معينة، يعتمد البشر بشكل كبير على المعلومات السياقية.

يمكن لهذه المعلومات السياقية أيضًا أن توجه ما يسمى بالقرارات المتسلسلة، والتي تستلزم اتخاذ قرار بعد ملاحظة التطور المتسلسل للعملية.

تفاصيل الدراسة

أجرى باحثون في جامعة أكسفورد، والمجلس الوطني للبحوث في روما، وكلية لندن الجامعية، ومعهد ماكس بلانك للتنمية البشرية مؤخرا دراسة لاستكشاف تأثير السياق على عملية صنع القرار الموجه نحو الأهداف.

تشير النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في مجلة Neuron، إلى أن البحث عن الهدف «يضغط» على الخرائط المكانية في الحصين والقشرة الأمامية الحجاجية في الدماغ.

وكتب بول س. موهي كاربي، وهانا شيهان، وزملاؤهما في ورقتهم البحثية: «يستطيع البشر التنقل بمرونة لتحقيق أهدافهم».

وأضافوا: «لقد سألنا كيف يتم تشويه التمثيل العصبي للمساحة المخصصة من خلال السلوك الموجه نحو الهدف، وقد قام المشاركون بنقل الوكيل إلى موقعين متتاليين للهدف في بيئة شبكية عالمية تضم 4 غرف مترابطة، مع إشارة سياقية تشير إلى الاعتماد المشروط لموقع هدف واحد على آخر».

لمزيد من استكشاف ما يحدث في الدماغ أثناء اتخاذ القرارات الموجهة نحو الأهداف، أجرى الباحثون تجربة شملت 27 مشاركًا بشريًا، أكمل هؤلاء المشاركون مهمة على شاشة الكمبيوتر، والتي استلزمت التنقل في بيئة افتراضية من خلال التحكم في الصورة الرمزية.

يمكن لهذه الصورة الرمزية أن تتحرك عبر عالم مرئي جزئيًا ممثلًا في شكل شبكة.

يتضمن هذا العالم الافتراضي 4 غرف مختلفة متصلة ببعضها البعض، ولم ير المشاركون إلا الغرفة التي كانت الصورة الرمزية الخاصة بهم تشغلها من الأعلى (أي من منظور عين الطير).

خلال كل تجربة تجريبية، ظهرت الصورة الرمزية للمشاركين في غرفة تم اختيارها عشوائيًا، وطُلب من المشاركين تحريكها باستخدام الأزرار الموجودة على لوحة المفاتيح للحصول على المكافآت عن طريق الاصطدام ببعض الصخور مع تجنب الصخور التي كانت فارغة.

في بداية كل تجربة، عُرض على المشاركين أيضًا تلميح سياقي، يخفي أدلة جزئية تشير (ولكن لا تكشف بوضوح) إلى المكان الذي يمكن العثور على المكافآت فيه داخل العالم الافتراضي.

الجدير بالذكر أنه عندما أكمل المشاركون هذه المهمة التي تتطلب اتخاذ قرارات موجهة نحو الهدف، تم تسجيل نشاط أدمغتهم بواسطة ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

كتب موهي كاربي وشيهان وزملاؤهما: «بفحص الهندسة العصبية التي تم من خلالها تشفير الغرفة والسياق في إشارات الرنين المغناطيسي الوظيفي، وجدنا أن تمثيلات البيئة الشبيهة بالخريطة ظهرت في كل من الحصين والقشرة المخية الحديثة».

وأضاف: «تم ضغط الخرائط المعرفية في الحصين والقشرة الأمامية الحجاجية بحيث يتم ترميز المواقع المحددة كأهداف معًا في مساحة الحالة العصبية، وتنبأت هذه التشوهات بالتعلم الناجح. تم التقاط هذا التأثير من خلال نموذج حسابي يتم فيه تشفير المواقع الحالية والمحتملة بشكل مشترك في كود المكان، مما يوفر نظرية حول كيفية تشوه الأهداف للتمثيل العصبي للمكان في الإشارات العصبية العيانية».

بشكل أساسي، وجد موهي كاربي وشيهان وزملاؤهما أن البيئة التي تم الوصول إليها فعليًا من قبل المشاركين تم تشفيرها على شكل خريطة في بعض أجزاء أدمغتهم، وخاصة الحصين والقشرة المخية الحديثة. ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام أن هذه الخرائط المعرفية كانت مضغوطة إلى حد ما، حيث قامت بترميز المواقع ذات الصلة بالهدف الذي كانوا يحاولون تحقيقه معًا.

تسلط هذه النتائج ضوءًا جديدًا على الأسس العصبية لعملية اتخاذ القرار الموجه نحو الهدف، مما يشير إلى أن الدماغ يمكنه استخدام آليات الضغط لتعديل المعلومات الحسية سياقيًا أثناء اتخاذ القرار لتحقيق هدف محدد.

في المستقبل، يمكن لدراسات جديدة إجراء مزيد من التحقيق في عمليات الضغط هذه، مما قد يؤدي إلى اكتشافات جديدة رائعة.