الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يقلل لقاح السل (BCG) من أورام سرطان الكبد؟

الإثنين 26/فبراير/2024 - 08:30 ص
سرطان الكبد
سرطان الكبد


وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في ديفيس هيلث أن جرعة واحدة من لقاح Bacillus Calmette-Guérin (BCG)، وهو لقاح لمرض السل، قللت من عبء ورم الكبد، وأطالت فترة بقاء الفئران المصابة بسرطان الكبد.

وتعد الدراسة، التي نشرت في مجلة Advanced Science، هي الأولى التي تظهر التأثيرات الواعدة للقاح في علاج سرطان الكبد.

سرطان الخلايا الكبدية

سرطان الخلايا الكبدية (HCC) هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الكبد، وهو أيضًا السبب الرئيسي الثالث للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم.

تشمل العلاجات الحالية الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج المناعي وزراعة الكبد، ومع ذلك، فإن نتائج علاج سرطان الكبد لا تزال قاتمة.

BCG، لقاح السل الموجود منذ قرن من الزمان، مشتق من البكتيريا الحية المتفطرة البقرية، تعتبر آمنة وتستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

ومن المعروف أيضًا أن BCG يعزز مناعة الجسم، وقد وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج سرطان المثانة.

ومع ذلك، فإن التأثير المحتمل لـ BCG في علاج الأورام الصلبة، مثل سرطان الكبد، ظل غير معروف.

تقليل تليف الكبد

أظهرت الدراسة الجديدة، التي قادها البروفيسور المتميز يو جوي إيفون وان، أن جرعة واحدة من BCG يتم حقنها تحت الجلد تقلل من تندب الأنسجة (التليف)، وتحسن وظائف الكبد، وتخفض نسبة الدهون في الكبد، وتقلص الورم.

وقال وان، كبير مؤلفي الدراسة، ونائب رئيس قسم الأبحاث في قسم علم الأمراض والطب المخبري بجامعة كاليفورنيا في ديفيس: «من الصعب للغاية علاج سرطان الكبد، ويعتبر هذا السرطان ورمًا باردًا، ولا يستجيب بشكل جيد للعلاج المناعي».

وأضاف: «كان لدينا سبب وجيه للاعتقاد بأن لقاح BCG يمكن أن يحفز الاستجابة المناعية، لذلك، أعطينا جرعة من BCG للفئران المصابة بسرطان الكبد، ولدهشتنا، كانت كافية لتنشيط جهاز المناعة في الجسم وتقليل حمل الورم».

كيف يحارب لقاح السل سرطان الكبد؟

أعطى الباحثون جرعة BCG تحت الجلد للفئران المصابة بسرطان الكبد، وهذه هي نفس الطريقة التي يتم بها إعطاء لقاح BCG للإنسان، ووجدوا أن BCG يقلل الالتهاب ويعزز عمل الخلايا التائية المناعية.

لقد سمح على وجه التحديد بتسلل خلايا CD4 + وCD8 + T والبلاعم M1 إلى الورم.

وقال وان: «لقد اكتشفنا أن علاج BCG أدى إلى حركة الخلايا التائية والبلاعم إلى الورم، كما أنه قام بتنشيط مناعة الجسم وتعزيز إشارات IFN-γ، مما يساهم في التأثير المضاد لسرطان الكبد».

البلاعم هي خلايا دم بيضاء يمكنها محاربة السرطان.

تسبب BCG في ظهور إشارات IFN-γ، مما أدى إلى موت الخلايا السرطانية.

اختبرت الدراسة أيضًا ما إذا كانت تأثيرات BCG على سرطان الكبد تعتمد على الجنس.

وأضاف وان: «بينما أظهرت الدراسات السابقة اختلافات بين الجنسين في تأثيرات BCG على المناعة، أظهرت بياناتنا أن فئران سرطان الكبد من الذكور والإناث استجابت لعلاج BCG».

علاج مناعي أفضل لسرطان الكبد

يقدم العلاج المناعي البكتيري، مثل BCG، بديلًا للعلاج المناعي الحالي القائم على مثبطات نقاط التفتيش المناعية، لديه القدرة على إحداث ثورة في نهج علاج سرطان الكبد.

الاتجاهات المستقبلية

تشير نتائج الدراسة إلى أنه يمكن إعادة استخدام لقاح BCG كعلاج لسرطان الكبد.

يعد هذا الاكتشاف مهمًا، نظرًا لأن BCG يُستخدم بالفعل بأمان في جميع أنحاء العالم.

ويشير الباحثون إلى الحاجة إلى استكشاف القدرة الوقائية المحتملة لـ BCG وما إذا كانت الجرعات المتعددة ستكون أكثر فعالية في مكافحة سرطان الكبد.

ويمكن أيضًا تعزيز الفعالية من خلال تعديلات الجرعة وتوقيت مختلف وعدد الجرعات.

وأوصى الفريق أيضًا بفحص تأثير BCG على ميكروبيوم الأمعاء عبر محور الأمعاء والكبد.