الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

في ذكرى وفاة ملك المغرب محمد الخامس.. تفاصيل جراحة أودت بحياته

الإثنين 26/فبراير/2024 - 10:30 ص
ذكري وفاة ملك المغرب
ذكري وفاة ملك المغرب محمد الخامس


 ذكرى وفاة ملك المغرب محمد الخامس، تحل اليوم، الذكرى الـ63 لرحيل العاهل المغربي، الملك محمد الخامس، الذي توفي في 26 فبراير من عام 1961، الموافق 10 رمضان 1380 هجرية، والذي ظل سببت وفاته لغزا حير الكثيرين.

فوفاة الملك محمد الخامس بشكل مفاجئ، عن عمر يناهز 51 عاما، شكلت مفاجأة للشعب المغربي، الذي كان قد خرج للتو من وجع الحماية الفرنسية، وكان يُنظر إلى الملك الراحل على أنه واحدا من المساهمين الأساسيين في تحقيق الاستقلال لبلاده.

سبب وفاة الملك محمد الخامس

منذ رحيله قبل 63 عاما، ظل سبب وفاة الملك محمد الخامس من الأمور المختَلَف عليها، إذ تعددت الأقاويل، واختلفت الشهادات حول وفاة الملك، بل إن البعض ذهب إلى التشكيك في وفاته بشكل طبيعي.

لكن ما تم تداوله عبر التاريخ، أنه كان قد أصيب بوعكة صحية، إذ كان يعاني من نزيف في الأنف، مما تطلب خضوعه لعملية جراحية، وُصفت بأنها بسيطة، لكنها كانت عملية فاشلة، وأرجع البعض سبب الوفاة إليها، وإلى إهمال أو خطأ طبي.. فماذا حدث؟

سرطان في الأذن

كانت الجراحة التي خضع لها الملك محمد الخامس مسار جدل على مدى سنوات، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كان قد تم الإعداد لها بشكل صحيح، وما إذا كان هناك تساهل أو تفريط أو خطأ ما خلال العملية، ترتب عليه وفاة الملك.

وفقا لرواية عبد الله إبراهيم، الذي تولى رئاسة وزراء المغرب خلال الفترة من 24 ديسمبر 1958، حتى 21 مايو 1960، سافر الملك محمد الخامس إلى سويسرا للعلاج من غيبوبة متقطعة، وهناك تم اكتشاف أنه يعاني من سرطان في الأذن، لكن الطبيب السويسري المعالج لم يشِر إلى أن الملك بحاجة إلى إجراء أي جراحة.

ومع عودة الملك محمد الخامس إلى المغرب، زادت أوضاعه الصحية سوءًا، وتم استدعاء الطبيب السويسري من أجل إجراء جراحة للملك، لكن أمام ندرة فصيلة دم الملك محمد الخامس، لم يستطع الأطباء توفير الدم المطلوب، ليرحل الملك محمد الخامس متأثرا بآلامه.

وتعزز هذه الرواية ما كتبته الراحلة فاطمة أوفقير، في روايتها «حدائق الملك»، التي سردت خلالها تفاصيل ما جرى في مأدبة إفطار نظمها الملك، الذي قال للحضور: «كلوا واشبعوا، ستأكلون قريبا في مأتم ملككم».

وقالت أوفقير إن أحدا لم ينتبه لكلمات الملك، ولم يأخذه على محمل الجد، لا سيما وأن الملك كان يبدو بصحة جيدة، لكنها أكدت أنها عندما استفردت به وسألته عن سبب ما قاله، أخبرها بأنه يتألم بشكل كبير.

وتعتقد أوفقير أن الملك محمد الخامس كان مصابا بـ سرطان في الأذن، ولعل هذا الأمر كان سببا في عدم قدرة الملك على تحمل أي أصوات مرتفعة، وبالرغم من أن الأطباء نصحوه بعدم اللجوء إلى التدخل الجراحي، إلا أنه اضطر في نهاية المطاف للخضوع للعملية التي تم إجراؤها دون حضور طبيب متخصص في القلب، وهو ما تسبّب في فقدان الملك لحياته بعد أن عانى من مشاكل قلبية في أثناء العملية.

التهاب اللوزتين

أما المؤرخ الراحل عبد الهادي بوطالب، فقد تبنى رواية أخرى لوفاة الملك محمد الخامس، إذ قال إن الملك مات في أثناء خضوعه لعملية جراحية، لكنه لم يكن مصابا بـ سرطان في الأذن، ولكنه كان يعاني من التهاب اللوزتين.

وأشار إلى أن الأطباء كانوا قد استهانوا بـ التهاب اللوزتين الذي كان يعاني منه الملك محمد الخامس، وقرروا إجراء عملية جراحية بسيطة، حتى إنه خضع لها داخل مصحة بالقصر الملكي، ولم يتم نقله إلى المستشفى، ومع دخول الملك إلى العملية، اكتشف الأطباء غياب الأدوات اللازمة، وكذلك عدم توافر فصيلة دم الملك، مما اضطر الطبيب الراحل عبد الكريم الخطيب إلى استقلال  طائرة خاصة للبحث عن فصيلة الدم، لكن العملية كانت تجرى في يوم عطلة، مما جعل من الصعب إيجاد فصيلة الدم هذه، وعجل ذلك بفشل العملية ووفاة الملك محمد الخامس.

رواية أخرى حول العملية التي تعتبر لغزا وعلامة استفهام كبيرة في تاريخ المغرب، تبناه الراحل عبد الكريم الفيلالي، الذي شكك في العام 2011، في الرواية الرسمية لوفاة الملك، وطالب بفتح تحقيق حول هذه الواقعة.

وقال الفيلالي إن طبيبا من الذين حضروا هذه العملية الجراحية أسر له ذات يوم بأنه في حال فُتِح التحقيق في وفاة الملك محمد الخامس، فسيفضي ذلك إلى محاكمة من قام بإجراء العملية، لأنها جرت من دون حضور طبيب القلب، ومن دون الاستعداد لها بشكل كامل، من حيث توفير الأدوات اللازمة وفصيلة الدم، مشددا على أن التفريط والتساهل الشديد الذي تم التعامل به مع عملية يتم إجراؤها لملك البلاد، ما كانا إلا ليثيرا الكثير من الشكوك التي تستدعي التحقيق.