الجمعة 10 مايو 2024 الموافق 02 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الدكتور شريف جورج يكتب عن سرطان الثدى

الأربعاء 24/أغسطس/2022 - 01:15 م
سرطان الثدى
سرطان الثدى


سرطان الثدي هو من أهم الأمراض التي تصيب السيدات وتؤدي للوفاة. بل لعله أهم هذه الأمراض. هل تعلم أن سرطان الثدي هو أكثر السرطانات التي يتم اكتشافها أو تشخيصها فى جميع أنحاء العالم؟ وهو أيضا أكثر السرطانات التي تؤدي للوفاة.  

توجد الآلاف من الأبحاث والمقالات العلمية المنشورة عن هذا المرض الخطير. والمجال لا يتسع هنا لأكثر من إشارة سريعة للمساعدة في فهم بعض الأمور شديدة الأهمية ولكن بصورة عملية مفيدة لعموم الناس. 

قال القدماء إن الوقاية خير من العلاج وهذا صحيح. والوقاية هنا ربما تكون بالأكثر في الاكتشاف المبكر حينما يكون العلاج أكثر فاعلية وحينما تكون فرصة الشفاء أكبر كثيرا. 

ببساطه ومن ناحية العرضة للإصابة توجد فئتان من السيدات: الفئة الأولى تتضمن السيدات اللاتي هن لسن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. أو بمعنى آخر فرصة إصابتهن هي الفرصة المعتادة أو المتوسطة لجميع السيدات average-risk. وجدير بالذكر أن فرصة الإصابة هذه خلال كامل حياة السيده فى الولايات المتحدة (lifetime risk) هو 13% او واحده من بين كل ثمانية سيدات امريكيات 

أما الفئه الثانية فتتضمن السيدات اللاتي هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي higher-risk، وهذا له أسباب متعددة، ربما أهمها هو وراثي مثل إصابة قريبة من الدرجة الأولى كالأم أو الأخت بالمرض. وبالطبع فإن السيدات اللاتي اصبن سابقا هن ايضا اكثر عرضه للإصابة لاحقا. أما عن الاسباب الأخرى المصحوبة بازدياد  فرص الإصابة فنذكر منها البعض مثل ابتداء الدورة الشهرية في سن مبكر، توقف الدورة الشهرية في سن متأخر،  الحمل للمرة الاولى فى سن متأخر، وأيضا التدخين (الذي يسبب أيضا العديد من الأمراض والسرطانات مثل سرطان الرئة والمثانة البولية).

من أهم الأدوات المتاحة للاكتشاف المبكر استخدام الأشعة  السينية أو أشعة إكس لفحص الثدي للسيدات mammography. 

 وتوجد أدلة علمية قوية على أن استخدام الأشعة السينية mammography  لفحص الثدي يؤدي إلى تقليل الوفيات والعاهات من سرطان الثدي. 

 ولكن للأسف ولعشرات الأعوام كانت التوصيات من الجمعيات والهيئات العلمية المختلفة متضاربة وأدت إلى عزوف الأطباء عن وصف الأشعة لمرضاهم وعدم استخدام هذه الوسيلة الفعالة كما ينبغي. فالبعض اوصى ببداية الفحص عند سن الخمسين أما البعض الآخر فلم يوصى بسن معين لبداية الفحص. ولم يقف التضارب عند هذا الحد، فالبعض ترك الامر في يد الطبيب بعد المناقشة مع السيدة!   

ووسط هذه "اللخبطة" وقف الأطباء والمرضى في حيره بالغه.  لذا قامت الشبكة القومية (الأمريكية) للسرطان (National Comprehensive Cancer Network) بجهد مشكور وقامت بمراجعة وبحث وتحقيق التوصيات المختلفة وكذلك الابحاث العلمية المنشورة لجعل التوصيات أكثر بساطة مع اتباع المنهج العلمي ولم يكن هذا بالأمر اليسير.  قام بهذا العمل فريق من الأطباء والمساعدين المتخصصين فى هذا المجال.

 بناء على هذا أوصت الجمعية بالاتي: تحقيق فرص الإصابة بسرطان الثدي بداية من سن الخامسة والعشرين بناء على العوامل السابق ذكرها وذلك لتصنيف السيدة إلى واحده من الفئتين: 

الفئه الأولى السيدات اللاتي هن لسن أكثر عرضه للإصابة بسرطان الثديaverage-risk اوصت الشبكة‏ بالفحص السنوي  بدأ من سن الاربعين. هذه الفه تتضمن اغلب السيدات

الفئه الثاني السيدات اللاتي هن أكثر عرضه للإصابة higher-risk كما هو الحال مثلا في وجود ام قد أصيبت بهذا المرض كما سبق الذكر، فقد أوصت الشبكة بالفحص قبل سن الاربعين حسبما تتطلب الامور ووفق ما يوصى به الطبيب المعالج بناء على تحقيق فرص الإصابة للسيدة المعنية. 

باختصار تحقيق فرص الإصابة فى سن مبكر 25، الاستخدام المبكر للأشعة عند سن 40 لأغلبية السيدات، او قبل سن 40 فى حالة وجود عوامل تزيد من فرص الإصابة

ونأمل أن يؤدي هذا التبسيط إلى تعميم استخدام الأشعة لتقليل الوفيات وتقليل العاهات وذلك لحياه أكثر صحة للسيدات المصريات