السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أسامة شوقي يكتب.. الورم الليفي أسبابه وعلاجه

الثلاثاء 30/أغسطس/2022 - 08:00 م
الورم الليفي
الورم الليفي


هو ورم حميد تماما وينشأ من أنسجة خلايا عضلات الرحم، هي حالة منتشرة بين السيدات والفتيات، أورام الرحم الليفية تصيب تقريبا من 30 - 50 %  من السيدات.

الأعراض والشكوى الطبية تعتمد أساسا على مكانه وموقعه، هل الورم في العضلات في جدار الرحم أو متدلي بروزا داخل تجويف الرحم؟، أو خارج التجويف يبرز داخل تجويف البطن؟.

لكن ليس من الضروري أن تسبب الأورام الليفية أعراضا، وهي في الواقع حميدة تماما تماما، كما يجب أن نزيل من رؤسنا فكرة تحوله إلى ورم خبيث، هي موجودة فعلا في الكتاب ولكن حدوثها شبه معدوم ولا يستدعي القلق بتاتا بتاتا، وفي حياتنا نقابل حالات كثيرة مصابة بالورم الليفي وتعيش حياتها بشكل طبيعي بدون أعراض أو مشاكل صحية.

وإذا تحدثنا عن الأعراض الإكلينيكية للورم الليفي وشكوى المريضة فهي كما يلي:
 

  • أهم عرض هو نزيف بدرجات متفاوتة وممكن يكون غزير وشديد جدا يؤدي إلى أنيميا حادة وتدهور الصحة، هذا النزيف قد يكون مصاحبًا للدورة الشهرية وامتداد أيام الدورة لفترات طويلة عن السابق، أو استمراره طول الشهر لا ينقطع مع نزول قطع دم متجلط.
  • آلام وأوجاع شديدة مع الدورة أو مستمرة طوال الشهر، تمنع المريضة من ممارسة حياتها الطبيعية والاحتياج لمسكنات قوية.
  • بلا شك لو كان الورم داخل الرحم أو يضغط على بطانة الرحم فسيتسبب في تأخر الحمل وتكرار الإجهاض وربما العقم.
  • ولو حدث حمل في وجود الورم الليفي، فاحتمال كبير أن الورم سيتضخم ويزيد في الحجم ويتسبب ذلك في مضاعفات بدرجات متفاوتة في فترة الحمل والولادة.
  • قد يصل حجم الورم لأحجام كبيرة، ويضغط على الأعضاء المجاورة ويتسبب في مشاكل في الكلى والقولون وقد يضغط على العمود الفقري.
  • وسائل العلاج غالبا جراحية وليس هناك دواء فعال يساعد على ضمور الورم، ومعظم الأدوية الموجودة تأثيرها مؤقت وليس شفاء وأدوية تقلل النزيف، أشبهها مثل إصابة أحد في الأرياف بجرح، يكبسون الجرح بالبن، وهنا الدم يقل لكن السبب لم يُعالج.

التدخلات غير الجراحية
 

  • حقن الشريان المغذي للورم بمادة تسبب جلطات وتسد سريان الدم إلى الورم فيضمر، وذلك يتم تحت إشراف متخصص أشعة تداخلية وهو إجراء بسيط ولكن تطبيقاته لها ضوابط وحدود ولا تناسب كل الحالات.

تدمير الورم باستخدام أشعة فوق صوتية ذات تردد عال،  هو أسلوب حديث نوعا ما ويناسب حالات معينة ونتائجه مبشرة بالخير.
أما بقي بالنسبة للتدخلات الجراحية
المريضات اللاتي تخطين سن الإنجاب أو لديهن عدد كاف من الأبناء ولا مانع لديهن من استئصال الرحم، فيكون الحل المثالي استئصال الرحم والأفضل عن طريق البطن وليس بالمنظار، ولو أن المنظار يجوز أيضا لكن التعامل مع رحم ضخم وأورام عديدة يستدعي خبرات عالية ومعدات تقنيات معقدة.


استئصال الورم والحفاظ علي الرحم

  • استئصال الأورام عن طريق جراحة تقليدية فتح البطن ورتق الرحم وخياطة العضلات بدقة للحفاظ على متانة عضلات جدار الرحم، كي يتحمل فرص حمل في المستقبل. هذا أسلوب معتمد وآمن، ولكن يحتاج إلى مهارات جراحية أيضا لإتقان خياطة جدار الرحم وتجنب نزيف يؤدي لمضاعفات، وأيضا تجنب حدوث التصاقات في البطن وداخل الرحم.
  • استئصال الأورام بمنظار البطن، هو أسلوب جذاب ولكن يستلزم عمل 4 فتحات في جدار البطن 1 - 2 سم)،  ويتم استخلاص الورم من جدار الرحم ثم إجراء تفتيت وفرم الورم بواسطة جهاز مفرمة سريع وقوي، واستخلاص قطع شذرات الورم من البطن، للأسف منظمة الصحة الأمريكية أصدرت قرارا صارما بمنع إجراء تفتيت الرحم بالمفرمة داخل البطن، لأن ذلك قد يؤدي لتداعيات ومضاعفات خطيرة، من وجهة نظري القرار مغالي بعض الشيء ولكن لابد من احترامه.

وقد لجأ الجراحون للتحايل والالتفاف حول هذا القرار، بإجراء فرم الورم داخل كيس بلاستيك داخل البطن، من وجهه نظري هذا الموضوع أصبح معقدا جدا، وليس له داع، تعقيد الأمور والانبهار بكلمة منظار بينما لا يؤدي لاستفادة حقيقية، وبلا شك إن إتقان رتق وخياطة الرحم بالمنظار ليس بنفس كفاءة الأسلوب التقليدي فتح البطن، لأنها تحتاج إلى مهارات عالية وتقنيات معقدة وخيوط جراحية ومعدات باهظة، وفي الآخر هي ليست أفضل من فتح البطن وخاصة في وجود أورام عديدة، لابد هنا أن يكون الجراح صادقا، وأمينا مع المريضة، ولا يستغل وهم وجاذبية استئصال أورام ليفية بمنظار البطن لكن في حالة وجود ورم وحيد متوسط الحجم، وجراح متمكن جدا من المنظار، هنا ممكن هذا الاختيار.

استئصال أورام تجويف الرحم بمنظار الرحم الجراحي هو الاختيار الأمثل بل الأفضل لتجنب أي قطع أو فتح في جدار الرحم، هي بلا شك عملية رائعة والمريضة تحت مخدر بسيط وبدون أي فتحات أو جرح أو غرز والمريضة تعود لحياتها الطبيعية وعملها في نفس اليوم.

لكن إحقاقا للحق، هذا الإجراء دقيق للغاية ويتطلب مهارات عالية جدا، والمضاعفات هنا لا تغتفر، مشاهده فيديو العملية يبدو جذابا وسهلا للغاية، لكن التطبيق يحتاج إلى سنوات وسنوات من التدريب.

في هذا النوع من الجراحات نستخدم سائلا لتمدد الرحم كي يتثني للجراح الرؤية، هذا السائل خطير جدا لو تسرب قدر كبير داخل جسم المريضة، ولذا السرعة هنا مطلوبة جدا وليس فلحسة ولا منظرة ولا استعراض.

هذا الفيديو بدون edit يستعرض استئصال ورم كبير يحتل تجويف الرحم واستغرقت الجراحة تقريبا 8 دقائق.

من حق كل طبيب إتقان هذا الفن من الجراحات الرائعة، ولكن تدريب مستمر تحت إشراف خبير ومراعاة القواعد والشروط والأهم مراعاة الضمير.

الدكتور أسامة شوقي أستاذ النساء والتوليد