الإثنين 07 أكتوبر 2024 الموافق 04 ربيع الثاني 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تزيد موجات الحر احتمالات الإصابة بالنوبات لدى المصابين بالصرع؟

الخميس 12/سبتمبر/2024 - 07:31 ص
نوبات الصرع
نوبات الصرع


يمكن أن تؤدي موجات الحرارة إلى تفاقم الاستثارة غير الطبيعية للدماغ لدى الأشخاص المصابين بالصرع، وفقًا لنتائج دراسة جديدة أجريت على نطاق صغير بواسطة علماء سريريين في جامعة لندن.

استخدم البحث، الذي نُشر في مجلة Brain Communications، اختبارات تخطيط كهربية الدماغ داخل الجمجمة (icEEG).

تم إدخال أقطاب كهربائية صغيرة في مادة الدماغ لقياس النبضات الكهربائية لتتبع نشاط الدماغ لدى تسعة مرضى يتم تقييمهم للعلاج الجراحي للصرع المقاوم للأدوية في المستشفى الوطني لطب الأعصاب وجراحة الأعصاب في أشهر الصيف (مايو - أغسطس) من عام 2015 إلى 2022.

وأظهرت الاختبارات الجينومية أن أيا من المشاركين لم يكن يعرف أي نوع من أنواع الصرع الجيني المرتبط بالفعل بتفاقم النوبات أثناء موجات الحر، وفق ما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

في لندن، يتم تعريف موجة الحر على أنها ثلاثة أيام متتالية أو أكثر مع درجات حرارة قصوى يومية تزيد عن 28 درجة مئوية.

كان المرضى التسعة المشاركون في الدراسة، عن طريق الصدفة، يحصلون على تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ الجليدي (ICEEG) أثناء موجات الحر العفوية في لندن، مما يسمح للباحثين بفحص نشاط أدمغتهم بشكل مباشر خلال فترات الطقس الحار بشكل غير عادي.

ثم قارن الباحثون هذه البيانات بتسجيلات تخطيط كهربية الدماغ الجليدي (icEEG) المأخوذة من المرضى خلال فترات غير موجات الحر، مع التأكد من أن جميع الظروف الأخرى (باستثناء درجة الحرارة) ظلت كما هي.

بالنسبة لكل مشارك، سجل الفريق أي نشاط كهربائي غير طبيعي عبر أربعة مقاطع مدتها 10 دقائق داخل وخارج موجات الحر. كما قاموا بتتبع جميع النوبات.

ووجد الباحثون أن عدد النوبات التي تم تسجيلها بواسطة مخطط كهربية الدماغ الجليدي خلال موجات الحر كان أكبر بشكل عام مقارنة بفترة عدم موجة الحر. وفي الوقت نفسه، كان لدى ثلاثة مرضى أيضًا نشاط كهربي دماغي غير طبيعي إلى جانب النوبات التي حدثت خلال موجات الحر.

درجات الحرارة المرتفعة ونوبات الصرع

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور سانجاي سيسوديا، من معهد كوين سكوير لعلم الأعصاب التابع لجامعة لندن: "تُظهر أبحاثنا أنه بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالصرع - وخاصة أولئك الذين يعانون من أشد حالات الصرع - فإن درجات الحرارة المحيطة المرتفعة تزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات".

وأضاف: "هذا الاكتشاف مهم، ويوفر بعض الأدلة الأولى على أن درجات الحرارة المرتفعة أثناء موجات الحر قد تجعل حال بعض الأشخاص الذين يعانون بالفعل من الصرع أسوأ".

وتابع: "إن مثل هذه المعلومات مهمة لرعاية الأفراد المصابين بالصرع، وكذلك للجهود الأوسع نطاقًا لضمان إمكانية الحفاظ على سلامة الأشخاص المصابين بالصرع مع تغير المناخ".

ويأمل الفريق الآن في إجراء دراسة مستقبلية أكبر، ويتم حاليًا جمع البيانات.

وقال البروفيسور سيسوديا: "على الرغم من حجم العينة المحدود للدراسة، فإن نتائجنا تظل ذات قيمة في سياق تغير المناخ، ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتكرار الأحداث الجوية المتطرفة، فإن فهم تأثيرات موجات الحرارة على نشاط الدماغ أمر بالغ الأهمية".

توصل الباحثون إلى أن تأثير تغير المناخ على أنماط الطقس والأحداث الجوية المعاكسة من المرجح أن يؤثر سلبًا على صحة الأشخاص الذين يعانون من حالات دماغية، بما في ذلك السكتة الدماغية والصداع النصفي ومرض الزهايمر والتهاب السحايا والصرع والتصلب المتعدد.