الخميس 10 أكتوبر 2024 الموافق 07 ربيع الثاني 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دواء شائع لعلاج السكري يبطئ نمو الخلايا الطبيعية الحاملة لطفرة سرطانية

الخميس 12/سبتمبر/2024 - 01:30 م
مرض السكري
مرض السكري


تشير دراسة جديدة إلى أن دواء الميتفورمين، وهو دواء شائع لعلاج مرض السكري، يبطئ نمو الخلايا السرطانية في المريء، في حين تعمل بعض الحالات الأيضية على تسريع ذلك.

اكتشف باحثون من معهد ويلكوم سانجر أن الميتفورمين يقلل من نمو الخلايا السرطانية المحتملة سواء في الفئران أو في التجارب المعملية، كما وجد الفريق أن الظروف الأيضية مثل مرض السكري والسمنة يمكن أن تعزز ميزة نمو هذه الخلايا المعدلة في العينات البشرية.

تسلط النتائج، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة Nature Genetics، الضوء على الدور المحتمل للميتفورمين والصحة الأيضية العامة في إدارة خطر الإصابة بسرطان المريء الحرشفي.

ويشير الباحثون إلى أن الدواء قد يكون مفيدًا بما يتجاوز دوره في علاج مرض السكري، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث.

سرطان المريء

وذكر موقع ميديكال إكسبريس أنه يتم تشخيص حوالي 9200 حالة جديدة من سرطان المريء في المملكة المتحدة كل عام، وحوالي خمس هذه الحالات هي سرطانات حرشفية.

ويعاني المرضى من معدل بقاء ضعيف - نحو 17٪ فقط من هؤلاء في إنجلترا يعيشون لمدة خمس سنوات أو أكثر. تنشأ هذه السرطانات من خلايا متحولة موجودة في المريء.

مع تقدمنا ​​في العمر، تتراكم التغيرات الجينية بشكل طبيعي في خلايا أجسامنا.

وفي حين أن معظمها غير ضار، إلا أن بعضها يمكن أن يمنح الخلايا ميزة النمو وقد يؤدي إلى أمراض مرتبطة بالعمر مثل السرطان بمرور الوقت.

ومن المعروف أن الجين المسمى PIK3CA يلعب دورًا رئيسيًا في نمو الخلايا. وعندما تحدث طفرات في هذا الجين، فإنها تتسبب في تكاثر الخلايا بسرعة، ويمكن أن تؤدي إلى سرطان المبيض والثدي والرئة والدماغ والمريء.

في هذه الدراسة الجديدة، استخدم باحثون من معهد ويلكوم سانجر تجارب على الفئران ومزارع الخلايا وتسلسل الحمض النووي لعينات بشرية لدراسة تطور الطفرات في المريء. وركزوا على طفرة محددة في جين PIK3CA والتي يمكن أن تدفع نمو الخلايا العدواني عند تغييرها.

ولاحظ الفريق أن الخلايا التي تحمل طفرات PIK3CA تنمو بشكل أسرع من الخلايا الطبيعية، كما وجدوا أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون ومرض السكري من النوع الأول لدى الفئران يعزز نمو الخلايا التي تحمل طفرات PIK3CA.

وعندما نظروا إلى عينات المريء البشرية، وجدوا أن الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم المزيد من الخلايا التي تحمل طفرات PIK3CA مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بوزن طبيعي، مما يشير إلى أن السمنة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.

وعلى العكس من ذلك، اكتشف الباحثون أنه عند علاجها بعقار الميتفورمين المضاد لمرض السكري، فقدت الخلايا الطافرة ميزة النمو، سواء في الفئران أو في الخلايا المزروعة في المختبر. وقد لوحظ هذا التأثير في الفئران غير المصابة بمرض السكري.

الميتفورمين

الميتفورمين هو الدواء الأكثر شيوعًا الذي يصفه الأطباء لمرضى السكري من النوع الثاني، ويستخدم لعلاج ارتفاع نسبة السكر في الدم. وقد أشارت دراسات وبائية سابقة إلى أن الميتفورمين قد يقلل من الإصابة بالسرطان بين مرضى السكري، ولكن آليات العمل المحددة والفئات التي قد تستفيد من العلاج لم تكن مفهومة بشكل جيد.

إن تأثير الميتفورمين على نمو الخلايا التي تحمل طفرات PIK3CA يفتح الباب لإعادة استخدام هذا الدواء للوقاية من السرطانات المرتبطة بـ PIK3CA.

مع تقدمنا ​​في العمر، تتراكم في أجسامنا خلايا متحولة.

إن معرفة العوامل التي تسبب نمو الخلايا التي تحمل هذه الطفرات المرتبطة بالسرطان قبل فترة طويلة من تطور السرطان يفتح الباب أمام استراتيجيات وقائية جديدة، وهذا يسلط الضوء على الكيفية التي يمكن بها للتقدم في علم الأحياء الخلوي أن يؤدي إلى فوائد صحية غير متوقعة.

يقول الدكتور ألبرت هيرمس: "مع اكتسابنا المزيد من المعرفة حول ما يدفع إلى الإصابة بالسرطان، تتزايد الفرص لإعادة استخدام الأدوية الموجودة، واكتشاف علاجات جديدة، واستكشاف تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان".

يقول الدكتور فيل جونز: "تظهر نتائجنا كيف يمكن استخدام دواء شائع وآمن مثل الميتفورمين بطرق جديدة للوقاية من السرطانات المرتبطة بطفرات PIK3CA، ويمكن أن يوفر هذا الاكتشاف أداة جديدة للوقاية من السرطان، وخاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بسبب الاضطرابات الأيضية".

وأضاف: "إن إحدى أسرع الطرق لتحسين نتائج علاج السرطان هي إيجاد أغراض جديدة للأدوية الحالية. ويمنحنا هذا البحث لمحة أولى مهمة عن الطرق التي يمكن بها استخدام الميتفورمين للوقاية من سرطان المريء، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من التجارب السريرية لفهم كيفية إدارته، وأي المرضى قد يستفيدون منه أكثر".

ويقول الدكتور إيان فولكس: "إن هذا البحث والمشاريع المماثلة له تأخذنا نحو مستقبل مثير حيث يمكن الوقاية من السرطان بشكل أكبر".