الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 الموافق 09 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الشيخوخة الصحية.. دراسة تكشف علاقتها بميكروبيوم الأمعاء

الأحد 10/نوفمبر/2024 - 02:00 ص
الشيخوخة
الشيخوخة


كشفت دراسة جديدة، أن بكتيريا الأمعاء قد تلعب دورًا رئيسيًا في الشيخوخة، وأنه من الممكن استهداف ميكروبات محددة لتعزيز الشيخوخة الصحية.

تم إجراء الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications من قبل علماء من وكالة العلوم والتكنولوجيا ومعهد البحوث الجينومية في سنغافورة، بالتعاون مع باحثين لعلم المناعة في سنغافورة.

الشيخوخة

الشيخوخة ظاهرة معقدة متعددة العوامل، حيث يتدهور عدد من الوظائف الفسيولوجية بشكل تدريجي. ومع مواجهة سنغافورة لنمو سكاني سريع في السن، يسعى الباحثون إلى إيجاد طرق لفهم عملية الشيخوخة وتحديد العوامل الرئيسية المرتبطة بأسلوب الحياة والنظام الغذائي لتشجيع الشيخوخة الصحية.

وكجزء من هذا الجهد، أجرى الفريق أول دراسة واسعة النطاق على أكثر من 200 شخص في الثمانينيات من العمر (تتراوح أعمارهم بين 80 و89 عامًا) في سنغافورة.

كشفت تحقيقاتهم عن كيفية تغير ميكروبيوم الأمعاء مع تقدم العمر، وسلطت الضوء على الأنواع الميكروبية الرئيسية المرتبطة بالشيخوخة، وتأثيراتها المحتملة على الصحة.

وباستخدام تسلسل الحمض النووي المتقدم، اكتشف فريق البحث انخفاضًا كبيرًا في تنوع البكتيريا المعوية مع تقدم الأفراد في السن.

كان الاكتشاف الجدير بالملاحظة بشكل خاص هو انخفاض Faecalibacterium prausnitzii، وهي بكتيريا أساسية مسؤولة عن إنتاج الزبدات - وهو حمض دهني أساسي قصير السلسلة يحافظ على صحة الأمعاء ويقلل الالتهاب ويدعم وظيفة حاجز الأمعاء ويسهل التواصل بين الأمعاء والدماغ.

لاحظ الباحثون زيادة في أنواع Alistipes وBacteroides، حيث تستخدم Alistipes ركائز بديلة من Bacteroides لإنتاج الزبدات.

قد يعوض هذا التحول الملحوظ عن انخفاض F. prausnitzii، مما يعزز القدرة الأيضية لأمعاء كبار السن لإنتاج الزبدات ويعزز الشيخوخة الصحية.

ثم لجأ الفريق إلى نماذج ما قبل السريرية للشيخوخة الصحية للتحقق من صحة نتائجهم من مجموعة من البشر.

وبالرغم من الاختلافات في الميكروبات الموجودة في أنواع مختلفة من المضيفين، فقد توصل الباحثون إلى اكتشاف مدهش مفاده أن لديهم إثراءات وظيفية متشابهة بشكل ملحوظ، وخاصة في المسارات المرتبطة بإنتاج الزبدات، وهذا يشير إلى أنه على الرغم من أن الميكروبات المحددة قد تختلف عبر الأنواع، إلا أن الأدوار الوظيفية التي تلعبها في تعزيز الشيخوخة الصحية قد تكون متشابهة.

بالإضافة إلى ذلك، فحص فريق البحث العلاقة بين التغيرات البكتيرية المعوية وعلامات الصحة مثل الالتهاب وسكر الدم ومستويات الفيتامينات، وحددوا Parabacteroides goldsteinii، وهو نوع بروبيوتيك واعد مرتبط بمستويات الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، بالإضافة إلى أنواع معوية رئيسية مثل Streptococcus parasanguinis وBacteroides coprocola، والتي ارتبطت بمستويات فيتامين ب 12 في المصل، مما يشير إلى أن هذه البكتيريا قد تعمل كمؤشرات لمراقبة الشيخوخة الصحية.

وإدراكًا لإمكانات هذه الارتباطات، تصور الباحثون تطوير اختبارات غير جراحية للوهن بناءً على تحليل بكتيريا الأمعاء.

وفي المرحلة التالية من بحثهم، يخطط الفريق لمزيد من التحقيق في السلالات الميكروبية التي تم تحديدها ومساراتها الأيضية.

وباستخدام الاختبارات السريرية المسبقة، يهدفون إلى استكشاف كيفية ترجمة هذه النتائج إلى تركيبات تعزز الشيخوخة الصحية.

علقت آرثي رافيكريشنان، العالمة الرئيسية في الدراسة، قائلةً: "يقدم بحثنا رؤى أساسية حول الجوانب الفريدة لميكروبيوم الأمعاء والتحولات الأيضية المرتبطة بالشيخوخة، تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة ومثيرة لاستكشاف بيولوجيا الشيخوخة، مع التركيز بشكل خاص على السكان في آسيا".

وأضاف الأستاذ المشارك نيرانجان ناجاراجان: "إن نتائجنا تضع الأساس لأبحاث مستقبلية تهدف إلى تطوير علاجات بروبيوتيك وبريبايوتيك مستهدفة لتمكين الشيخوخة الصحية من خلال تعديل ميكروبيوم الأمعاء".