الإثنين 09 ديسمبر 2024 الموافق 08 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

خلايا رئيسية يمكن استهدافها لمنع تفاقم التهاب المفاصل.. ما هي؟

الأحد 01/ديسمبر/2024 - 01:30 ص
 التهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل الروماتويدي


حددت أبحاث جديدة خلايا رئيسية يمكن استهدافها لمنع نوبات التهاب المفاصل الروماتويدي المؤلمة، مما يوفر أملا جديدا محتملا لملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة في جميع أنحاء العالم.

نُشرت النتائج الجديدة المهمة في مجلة Immunity وتسلط الضوء على إمكانية استخدام الخلايا الشجيرية كعلامات مبكرة للتنبؤ بتفاقم التهاب المفاصل الروماتويدي، مما يمهد الطريق لمزيد من المرضى لتحقيق شفاء مستدام.

وأجريت الدراسة بواسطة باحثين في جامعة جلاسكو كجزء من مشروع RACE (مركز الأبحاث في التهاب المفاصل الالتهابي "مقابل التهاب المفاصل"، وهو تعاون بين جامعات جلاسكو ونيوكاسل وبرمنغهام وأكسفورد) بالتعاون مع جامعة A. Gemelli IRCCS في روما.

فحص مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي

ولإجراء الدراسة، قام فريق البحث بفحص مفاصل مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال تحليل أنسجتهم باستخدام تقنية جديدة تسمى النسخ المكاني، والتي تسمح بالتعرف الدقيق على مواقع الخلايا الفردية.

اكتشف الباحثون فرقًا جوهريًا في سلوك الخلايا الشجيرية بين الأشخاص الذين من المرجح أن يتعرضوا لنوبات من المرض وأولئك الذين لا يتعرضون لذلك.

على وجه الخصوص، في المرضى المعرضين لخطر الإصابة بنوبات من المرض، تم اكتشاف الخلايا الشجيرية في الدم قبل أسابيع من تكرار المرض، مما يشير إلى أنه يمكن استخدام هذه الخلايا كعلامات حيوية - أو أهداف علاجية محتملة - للمساعدة في إبقاء الأشخاص في مرحلة هدوء المرض.

تشير أحدث الأرقام إلى أن حوالي 450 ألف بالغ في المملكة المتحدة يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي، في حين أن حوالي 1% من سكان العالم مصابون بهذا المرض.

يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو حالة مؤلمة وموهنة في بعض الأحيان، عادة لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا، وهو أكثر شيوعًا لدى النساء منه لدى الرجال.

ورغم تحسن العلاجات، فإن العديد من الأشخاص يعانون من نوبات مؤلمة وغير متوقعة، وفي حين يختفي التهاب المفاصل لدى بعض المرضى حتى بعد انتهاء العلاج، فإن 50% من المرضى يعانون من تفاقم المرض في غضون أسابيع أو أشهر بعد التوقف عن العلاج.

غالبًا ما توصف الخلايا الشجيرية بأنها "محققو الخلايا" أو جامعو المعلومات، نظرًا لدورها في التقاط ومعالجة المعلومات من الخلايا الأخرى في الجسم، هذه الخلايا الرئيسية مسؤولة عن جمع الأدلة حول التهديدات المحتملة ثم تنشيط أو قمع الخلايا المناعية الأخرى، المعروفة باسم الخلايا التائية.

في المرضى الذين يعانون من هدوء المرض، دون أي نوبات، تقوم الخلايا الشجيرية بمهمة قمع الخلايا التائية.

على النقيض من ذلك، في التهاب المفاصل النشط، يبدو أن الخلايا الشجيرية تهاجر من الدم إلى المفاصل، مما يتسبب في الالتهاب وتلف المفاصل عن طريق إصدار تعليمات للخلايا التائية بمهاجمتها.

ويأمل الباحثون أن تمهد نتائجهم الطريق لإيجاد علاجات جديدة تستهدف الخلايا الشجيرية في الدم قبل حدوث النوبات، مما يسمح لمزيد من الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي بالبقاء في حالة هدوء المرض.

قالت البروفيسور ماريولا كوروسكا ستولارسكا، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة جلاسكو: "إن التطورات الأخيرة في التكنولوجيا تسمح لنا بفحص الأنسجة بدقة عالية، وتحديد التفاعلات المحددة بين الخلايا التي تسبب الأمراض، وهذا يساعد في تحديد سبب الأمراض، مثل النوبات، قبل أن تبدأ".

وقال البروفيسور ستيفانو عليفيرنيني، المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة: "نأمل أن يكون هذا البحث هو الخطوة الأولى لإيجاد طرق جديدة لمساعدة المزيد من مرضى التهاب المفاصل وتحسين إدارتهم، والسماح لهم بالبقاء خاليين من الأعراض والبقاء في حالة هدوء بعد رحلتهم العلاجية".

قالت الدكتورة كارولين آيلوت، رئيسة قسم الأبحاث في مؤسسة فيرسس آرثريتيس: "تمثل النوبات تحديًا مؤلمًا ومتكررًا لأولئك الذين يعيشون مع التهاب المفاصل الروماتويدي، وغالبًا ما تكون مصحوبة بآثار منهكة تعطل الحياة اليومية".

وأضافت: "باستخدام هذه التقنية الجديدة، أصبح الباحثون قادرين على النظر بتفصيل أكبر من أي وقت مضى إلى الخلايا المسؤولة عن الالتهاب في المفصل، وهذا يعني أننا أقرب إلى استخدام هذه الخلايا كعلامات للتنبؤ بموعد حدوث النوبات المؤلمة، وهو ما سيساعد الناس على إدارة التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل أفضل".