الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

لماذا يموت بعض المصابين بـ فيروس كورونا دون غيرهم؟ دراسة تجيب

الأحد 02/أكتوبر/2022 - 06:30 ص
متوفى نتيجة الإصابة
متوفى نتيجة الإصابة بكورونا


لماذا يموت بعض المصابين بكورونا دون غيرهم؟ سؤال طالما تردد على ألسنة الكثيرين، ممن يرغبون في معرفة السبب وراء وفاة بعض مصابي كورونا، ونجاة البعض الآخر من الفيروس الذي اجتاح العالم.

فعلى مدى سنوات انتشار الفيروس في مختلف الدول، سُجلت الملايين من حالات وفاة، بينما تعافى آخرون من فيروس كورونا، وتمكنوا من تخطي أزماتهم الصحية، وهو ما دفع الكثرين إلى التساؤل بشأن ما إذا كانت هناك أسباب واضحة يمكن النظر إليها بعين الاعتبار، يمكن أن تكون وراء وفاة بعض مصابي كورونا دون غيرهم.

لماذا يموت بعض مصابي كورونا؟

للجواب على ذلك، سعت ورقة بحثية جديدة، نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر» إلى تتبع الأسس الجينية لهذا الانقسام، وخلال التجارب التي أجريت على الفئران، وجد باحثون من جامعة روكفلر أن الفئران ذات المتغيرات الجينية المرتبطة سابقا بمرض ألزهايمر كانت أكثر عرضة لخطر الموت عند الإصابة بفيروس كورونا.

وتأتي هذه النتائج متوافقة تماما مع تحليل أجري بأثر رجعي، وكشف أن المرضى الذين لديهم نفس المتغيرات الجينية، كانوا أكثر عرضة للوفاة طوال فترة جائحة كورونا.

وبالنظر إلى مجمل نتائج، مع الأخذ في الاعتبار أن 3% من سكان العالم يمتلكون هذه المتغيرات الجينية، فإن النتيجة حتما ستشير إلى أن مئات الملايين من سكان العالم يتأثرون بإصابتهم بـ فيروس كورونا.

عوامل زيادة الخطر

يقول سهيل تافازوي، الباحث الرئيسي بالدراسة، وهو أستاذ بجامعة روكفلر، إن من الواضح أن العمر والجنس وبعض الأمراض مثل السكري تزيد من خطر التعرض لنتائج سلبية عند إصابة الشخص بـ فيروس كورونا، لكن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذا المتغير الجيني الشائع المرتبط بوفيات كورونا.

وفي دراسات سابقة، درس مختبر تافازوي جينا يسمى «APOE»، يمنع انتشار الورم الميلانيني، وينظم الاستجابات المناعية المضادة للورم، حيث بدأ مع فريقه البحثي في النظر إلى أشكاله المختلفة عن كثب، فوجدوا أن الغالبية العظمى من الناس لديهم شكل يسمى «APOE3»، لكن 40% من الناس يحملون نسخة واحدة على الأقل من متغير «APOE2» أو «APOE4».

وتوصلت النتائج أيضا إلى أن الأفراد المصابين بـ«APOE2» أو «APOE4»، تنتج أجسامهم بروتينات تختلف عن البروتين المنتج بواسطة الحاملين لمتغير «APOE3»، وذلك نتيجة للاختلاف في واحد أو اثنين من الأحماض الأمينية، مما يجعل المصابين بـ«APOE4» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر وتصلب الشرايين.

وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يحملون هذا المتغير، بالإضافة إلى المتغير «APOE2» هم اكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

تأثير متغيرات «APOE» على نتائج الإصابة بكورونا

ومع انتشار جائحة كورونا، طرح تافازوي وفريقه سؤالا عما إذا كانت متغيرات الجين «APOE» قد تؤثر على نتائج الإصابة بـ فيروس كورونا أيضا، وعما إذا كانت هناك استجابات مناعية مختلفة ضد الفيروس؟

وللتعرف على ذلك، استخدم الباحثون فئران التجارب، وهنا وجدوا أن الفئران المصابة بمتغيرات «APOE4» و«APOE2» من الجين، كانت أكثر عرضة للوفاة من الفئران التي لديها متغير «APOE3» الأكثر شيوعا.

وقال بنجامين أوستندورف، الباحث المشارك بالدراسة، إن نتائج مذهلة توصلوا إليها، إذ خلصت الأبحاث إلى أن الاختلاف في واحد أو اثنين فقط من الأحماض الأمينية في جين «APOE» كانت كافية لإحداث اختلافات كبيرة في بقاء الفئران التي تظهر عليها أعراض كورونا.

وكان لدى الفئران المصابة التي لديها متغيرات «APOE2» و«APOE4» الجينية، مزيد من الفيروسات المتكاثرة في الرئتين، ومزيد من علامات الالتهاب وتلف الأنسجة، وإلى جانب هذا وجد الباحثون أن المتغير «APOE3» يبدو أنه يقلل من كمية الفيروس التي تدخل الخلية، في حين أن الحيوانات ذات المتغيرات الأخرى لديها استجابات مناعية أقل فاعلية للفيروس.

وفي الختام، أوضح أوستندورف أن هذه النتائج مجتمعة تشير إلى أن التركيب الوراثي للجين «APOE» يؤثر على نتائج كورونا بطريقتين، من خلال تعديل الاستجابة المناعية ومنع الفيروس من إصابة الخلايا.

بعد ذلك انتقل الباحثون إلى الدراسات البشرية، واجروا تحليلا لـ13 ألف مريض في البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، فوجدوا أن الأفراد الذين لديهم نسخة من «APOE4» أو «APOE2» كانوا أكثر عرضة للوفاة نتيجة الإصابة بكورونا من أولئك الذين لديهم «APOE3».