الخوف من الإصابة بنوبة قلبية أخرى.. كيف يشكل ضغطا على المريض؟
إن التوتر بعد الإصابة بنوبة قلبية أمر مفهوم، وتشير الأبحاث الجديدة حول أسباب مثل هذا التوتر إلى أن الخوف من الإصابة بنوبة قلبية أخرى قد يلعب دورًا مهمًا.
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قالت الدكتورة سارة زفونار، إن فهم كيفية عمل هذا الخوف، وكيف يختلف عن حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، أمر مهم لأنه قد يؤدي إلى رعاية أفضل للناجين.
وأضافت زفونار إن الخوف من تكرار الإصابة بالسرطان تمت دراسته على نطاق أوسع بين الأشخاص المصابين بالسرطان، ولكن بدرجة أقل في مجال أمراض القلب.
وقد استلهمت زفونار البحث في هذا الموضوع بعد أن شاهدت والدها وآباء أربعة من أصدقائها الذين قضوا معهم حياتهم وهم يعانون من النوبات القلبية والقلق الذي يعقبها.
وكثيرًا ما كان الرجال يسألون: "هل سيحدث هذا مرة أخرى؟"
ولفحص هذه المشاعر، سجلت زفونار وزملاؤها 171 شخصًا نجوا من نوبة قلبية واحدة على الأقل بين نوفمبر 2021 وديسمبر 2022، وأعطوهم سلسلة من الاستطلاعات لقياس مستويات التوتر والقلق والاكتئاب والخوف من تكرار المرض وكيفية إدراكهم لحالتهم.
وفي المتوسط، مرت نحو ستة أشهر منذ تعرض المشاركين لنوبة قلبية، وكرر الباحثون الاستطلاعات بعد ستة أسابيع تقريبًا.
وقد بحثت تحليلات زفونار أولًا في العوامل التي قد تتنبأ إما بالخوف من تكرار المرض أو الشعور بالتوتر.
ووجدت أن بعض العوامل تختلف، فالأشخاص الأصغر سنًا أو البيض يميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة من أولئك الأكبر سنًا أو السود للإصابة بالخوف من تكرار المرض.
وقال زفونار إن الخوف من تكرار المرض كان متوقعا من خلال درجة كيفية إدراك الناس لحالتهم، والتي كانت تقيس أشياء مثل مخاوفهم بشأن المدة التي ستستمر فيها مشاكلهم أو الجوانب التي كانوا تحت سيطرتهم.
وفي الوقت نفسه، كان الشعور بالضغط والتوتر متوقعًا من خلال تعاطي الكحول والخوف من تكرار الإصابة بالمرض نفسه.
وعندما قام الباحثون بتعديل النتائج لتأخذ القلق والاكتئاب في الاعتبار، ظل الخوف من تكرار المرض عاملًا مستقلًا يساهم في التوتر.
وقال زفونار: "إن الأشخاص الذين لديهم خوف أكبر من تكرار الإصابة بالمرض كانوا يعانون من مستوى متزايد من التوتر"، ويمكن أن يكون التوتر "مؤشرا ضخما" على تعرض الأشخاص لمشاكل قلبية مستقبلية، بما في ذلك احتمال الإصابة بنوبة قلبية أخرى.
وقالت إن فهم كيفية فصل الخوف من تكرار المرض والتوتر المرتبط به عن الاكتئاب أو القلق قد يؤثر على رعاية المرضى.
القلق والاكتئاب
القلق والاكتئاب هما حالتان ذهنيتان طويلتا الأمد يمكن علاجهما بالأدوية، ولكن إذا كانت المشكلة مرتبطة بالخوف والتوتر، فقد لا تعالج هذه الأدوية المشكلة الجذرية.
يقول زفونار إن الخوف من تكرار الإصابة بالنوبة القلبية قد يكون متقطعًا، فقد يظهر فجأة، ربما عندما يشعر شخص ما بألم أثناء أداء مهمة روتينية ويتساءل: "هل هذه نوبة قلبية مرة أخرى؟" أو قد يتجلى في صورة خوف من الذهاب إلى الطبيب خوفًا من تلقي أخبار سيئة.
قالت الدكتورة كيم إل. فينجولد، إن نتائج الدراسة التي تفيد بأن الخوف من المستقبل من شأنه أن يؤثر على مستويات التوتر لدى شخص ما كانت منطقية.
"يؤدي الخوف والقلق المتزايد إلى تحفيز استجابة الجهاز العصبي للتوتر للمساعدة في حمايتنا من تهديد محتمل"، وهو ما قد يكون أمرًا جيدًا عندما تكون هذه المشاعر مؤقتة.
كما قال فاينجولد، الذي لم يشارك في البحث الجديد، ولكن "الخوف المفرط أو الخوف المزمن يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الحالة المزاجية والصحة".
يقول فاينجولد إن العديد من الناس يفقدون الثقة في أجسادهم بعد الإصابة بنوبة قلبية، ويصبحون غير متأكدين من كيفية التمييز بين الأعراض الحميدة والأعراض التي تسبب مشاكل.
وشبهت المشاعر بالتعرض لحادث سيارة، ثم الاضطرار إلى القيادة مرة أخرى.
وتقول فاينجولد إن العمل مع فريق الرعاية الصحية يمكن أن يساعد في وقت مبكر.