أجسام مضادة لتحسين الوظيفة الحركية لدى مرضى إصابات الحبل الشوكي

يمكن للأجسام المضادة أن تعمل على تحسين إعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من إصابات حادة، في النخاع الشوكي.
وقد أجرى باحثون في 13 عيادة في ألمانيا وسويسرا وجمهورية التشيك وإسبانيا، تحقيقات في هذا الأمر وتوصلوا إلى نتائج واعدة.
وللمرة الأولى، كان من الممكن تحديد مجموعات المرضى الذين أظهروا تأثيرًا علاجيًا ذا صلة سريرية، وغف ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
تم نشر نتائج الدراسة في مجلة The Lancet Neurology.

تفاصيل الدراسة
تم إجراء تجربة سريرية متعددة المراكز (تجربة NISCI: دراسة تثبيط Nogo-A في إصابة الحبل الشوكي الحادة) للتحقيق في الجسم المضاد NG 101 (مضاد Nogo-A)، والذي يمنع وبالتالي يحيد بروتين Nogo-A الخاص بالجسم.
وقد أظهرت العديد من الدراسات الدولية التي أجريت على نماذج حيوانية أن بروتين Nogo-A هذا يثبط تجديد الألياف العصبية التالفة في النخاع الشوكي بعد الإصابة الحادة.
يهدف هذا الجسم المضاد إلى إبطاء آليات التثبيط هذه في الجسم وبالتالي تمكين المسارات العصبية المصابة من التجدد وتعافي النخاع الشوكي.
في المجموع، شارك في الدراسة السريرية 126 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا. وكانوا جميعًا يعانون من إصابة حادة كاملة أو غير كاملة في النخاع الشوكي في منطقة الرقبة (ما يسمى بالشلل الرباعي، والذي يؤثر أيضًا على وظائف الذراع واليد).
تم علاج 78 شخصًا بالأجسام المضادة التي تم حقنها مباشرة في القناة الشوكية؛ بينما تلقى الأشخاص الـ 48 الباقون علاجًا وهميًا. وتألفت دورة العلاج الكاملة من ست حقن بالتوازي مع الرعاية الشاملة للمرضى الداخليين.
كانت الدراسة عشوائية ومزدوجة التعمية وخاضعة لسيطرة الدواء الوهمي، أي أن المرضى الذين تلقوا العلاج أو الذين تلقوا العلاج لم يعرفوا من تلقى الأجسام المضادة ومن أعطي الدواء الوهمي. وتم توزيع المرضى بشكل عشوائي على مجموعة.
تحسنات كبيرة
تم التحقيق في استعادة الوظائف الحركية في عضلات اليد والذراع لدى المرضى بطريقة موحدة. هذه المجموعات العضلية مهمة بشكل خاص للحياة اليومية لدى المرضى المصابين بالشلل الرباعي.
بعد 6 أشهر، تمت مقارنة التأثير على المرضى الذين عولجوا وغير عولجوا (دواء وهمي).
ولم يؤدِّ العلاج إلى تحسين تعافي الوظائف الحركية لدى المرضى الذين يعانون من إصابة كاملة في النخاع الشوكي.
وقد أدى العلاج لدى المرضى الذين يعانون من إصابة غير كاملة في النخاع الشوكي إلى تحسن كبير في التنشيط الطوعي للعضلات المشلولة وفي الاستقلال الوظيفي في الحياة اليومية.
كان الجسم المضاد جيد التحمل بشكل عام، ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية ذات صلة حتى الآن، وبالتالي، فإن سنوات عديدة من البحث في الأجسام المضادة في إعادة التأهيل التي أجريت تحت قيادة مستشفى جامعة بالجريست تظهر نجاحًا مشجعًا.