الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

يصيب الأطفال.. ما دور العلاج الجيني في علاج مرض باتن؟

السبت 18/يناير/2025 - 09:00 ص
العلاج الجيني
العلاج الجيني


ناقش باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، التنكس العصبي الذي يحدث في الجهاز العصبي للأمعاء في مرض باتن، وهو حالة وراثية نادرة ومميتة.

في دراستهم الأخيرة، أظهر فريق بقيادة جوناثان كوبر، أستاذ طب الأطفال في كلية الطب بجامعة واشنطن، أن العلاج الجيني للأمعاء في الفئران التي تحاكي مرض باتن أدى إلى تقليل الأعراض وإطالة العمر.

نُشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine.

وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال كوبر: "نشعر جميعًا بالتعاسة عندما لا نتمكن من التبرز. يمكن أن يكون الأمر مؤلمًا ويشكل مشكلة خطيرة تتعلق بجودة الحياة بالنسبة للطفل وأسرته".

وقد قاد كوبر رحلة علمية بدأت قبل أربع سنوات، وتستمر حتى اليوم، لدراسة نصف مليار خلية عصبية في جدار الأمعاء والتي تشكل جزءًا من الجهاز العصبي المعوي وكيف يؤثر مرض باتن على وظائفها.

ويظهر عمله الجديد أن الخلايا العصبية المعوية في نموذجين من الفئران لمرض باتن تتدهور في الأمعاء، بالتوازي مع التنكس العصبي المعروف منذ فترة طويلة بأنه يحدث في الدماغ والحبل الشوكي.

كما أظهرت أبحاث كوبر السابقة أن إمداد الدماغ بالإنزيم المفقود في نماذج مرض باتن لدى الفئران أو الأغنام من خلال العلاج باستبدال الإنزيم أدى إلى إبطاء التنكس الخلوي.

العلاج الجيني

الآن وجدت دراسته الأخيرة أن العلاج الجيني لدى الفئران أنتج نفس التأثير الوقائي في الأمعاء.

وقد أدى هذا العلاج الجيني إلى تقليل أعراض الأمعاء وإطالة عمر الفئران من خلال منع تنكس الخلايا العصبية المعوية.

وقد تؤدي هذه النتائج يومًا ما إلى علاجات جديدة لمرض باتن بالإضافة إلى الاضطرابات العصبية التنكسية الأخرى ذات الأعراض الجهازية الهضمية.

وقال كوبر، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة: "نعتقد أن دراساتنا على الفئران أثبتت طريقة جديدة وواعدة للغاية لعلاج حالات الجهاز الهضمي بنجاح باستخدام العلاج الجيني".

وأضاف أن "الأمر المهم هو أننا أثبتنا أيضًا أن مشكلات الجهاز الهضمي لم تكن ثانوية للتغيرات العصبية في الدماغ أو النخاع الشوكي الناجمة عن المرض، ولكنها حدثت في الأمعاء نفسها".

مرض باتن

يشير مرض باتن إلى مجموعة من الاضطرابات الوراثية في الجهاز العصبي حيث يفتقر الطفل إلى إنزيم أساسي يعمل على تكسير وإعادة تدوير النفايات الخلوية.

يُعرف هذا المرض أيضًا باسم داء الليبوفوسين العصبي، وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى المادة المتراكمة داخل الخلايا.

يؤدي عدم وجود هذه الإنزيمات إلى تلف دماغي تدريجي يؤدي إلى الوفاة. يستكشف كوبر وزملاؤه بالضبط كيف يحدث هذا.

لا يزال العدد الدقيق للأطفال المصابين بمرض باتن غير معروف؛ ومع ذلك، فقد قدر بعض الباحثين أن المرض يصيب حوالي ثلاثة من كل 100 ألف طفل في الولايات المتحدة.

اكتشف العلماء معًا أن مرض باتن، في حين يدمر الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، فإنه يقتل أيضًا الخلايا العصبية التي تعد جزءًا من الجهاز العصبي المعوي في الجهاز الهضمي.

وقد أظهرت أبحاثهم حول مرض باتن في نماذج الفئران وفي أنسجة القولون لدى الأطفال الذين ماتوا بسبب مرض باتن أن تنكس الخلايا العصبية في الأمعاء يحدث بالتوازي مع الأحداث في الدماغ، وفقًا لنمط وتسلسل زمني مماثل. ويموت حوالي نصف الخلايا العصبية الموجودة بشكل طبيعي في فئران باتن مع تقدم المرض، مما يسبب مشاكل في حركة الأمعاء.

إن الأساس لعلاج هذه الأمراض هو إدخال نسخة عاملة من الجين المعيب.

يتم ذلك عن طريق فيروس العلاج الجيني الذي يأمر الخلايا بإنتاج هذا الإنزيم المفقود، وإفرازه لعلاج الخلايا المجاورة. وقد أدى إعطاء العلاج الجيني للفئران حديثي الولادة المصابة بمرض باتن إلى منع فقدان العديد من الخلايا العصبية في الأمعاء ومنع المشاكل المرتبطة بوظيفة الأمعاء.

كما عاشت الفئران المعالجة بالعلاج الجيني لفترة أطول بكثير من الفئران غير المعالجة بمرض باتن.

بدأ الباحثون في تطبيق نتائجهم على أشكال أخرى من مرض باتن وحالات تنكسية عصبية مماثلة لدى الأطفال، مثل داء عديدات السكاريد المخاطية، وهي مجموعة أخرى من الأمراض الوراثية النادرة الناجمة عن نقص الإنزيمات التي تعوق قدرة الخلية على تحليل المواد، وتشمل الأعراض ضائقة الجهاز الهضمي، والتدهور المعرفي والتنموي، ومشاكل الهيكل العظمي والمفاصل، وضعف البصر والتشوهات الجسدية، وغيرها.

وأوضح كوبر أن "استدلالنا هو أنه إذا ماتت الخلايا العصبية في المخ بسبب افتقارها إلى إنزيم رئيسي، فهناك احتمال كبير أن تموت الخلايا العصبية في أجهزة أعضاء أخرى أيضًا، ونظرًا لأن الإنسان لديه نصف مليار خلية عصبية في أمعائه، وهو ما يعادل تقريبًا العدد الموجود في النخاع الشوكي، فقد كان من المهم تحديد ما إذا كان هذا يحدث، مما يفتح منظورًا جديدًا تمامًا لهذه الأمراض".