رؤى جديدة في علاج الأمراض العصبية

سلط علماء الضوء على أكثر العلاجات فعالية للأمراض العصبية من خلال التغلب على أحد أصعب التحديات التي تواجه الطب، وهو حاجز الدم في المخ.
وتحت قيادة الدكتور ديفيد ديكنز، تقدم النتائج التي توصلوا إليها أملا جديدا للمرضى الذين يعانون من حالات مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون وأورام المخ والصرع.
يعمل حاجز الدم في الدماغ كدرع انتقائي للغاية يحمي الدماغ من المواد الضارة في مجرى الدم، ومع ذلك، فإن هذه الخاصية الوقائية نفسها تجعل من الصعب على معظم الأدوية الوصول إلى الدماغ.
ويقدر الباحثون أن هذا الحاجز يحجب أكثر من 98% من الأدوية الجزيئية الصغيرة ونحو 100% من العوامل العلاجية الأكبر حجما، مما يحد بشدة من خيارات العلاج للأمراض المرتبطة بالدماغ.
الآن، تسلط دراسة نشرت في مجلة لانسيت لعلم الأعصاب الضوء على عدة استراتيجيات رائدة واعدة في تجاوز هذا الحاجز بأمان.
عنوان الدراسة هو "عبور حاجز الدم في المخ: استراتيجيات علاجية ناشئة للأمراض العصبية".
قام الفريق بتحليل الدراسات القائمة خلال السنوات الخمس الماضية والتي بحثت في مجموعة من العلاجات.
من خلال تجميع المعرفة الناتجة عن كل من هذه الدراسات، تم اكتشاف رؤى جديدة، وكشفت عن أكثر طرق العلاج فعالية لعبور حاجز الدم في الدماغ، وتشمل هذه:

تقنية الموجات فوق الصوتية
تعمل الموجات فوق الصوتية المركزة، جنبًا إلى جنب مع الفقاعات الصغيرة التي يتم حقنها في مجرى الدم، على فتح حاجز الدم في المخ مؤقتًا، مما يسمح للأدوية بالوصول إلى المخ. وقد أظهرت هذه الطريقة إمكانات في تحسين توصيل الأدوية لمرض الزهايمر وبعض أنواع سرطان المخ.
تكنولوجيا النانو
يتم استخدام جزيئات نانوية صغيرة لتوصيل الأدوية مباشرة إلى خلايا المخ. تستطيع هذه الجزيئات نقل المواد العلاجية عبر حاجز الدم في المخ مع تقليل الآثار الجانبية.
توصيل الأدوية المستهدفة
يتم تطوير تقنيات مبتكرة باستخدام أنظمة النقل الطبيعية في الجسم لتوجيه الأدوية عبر الحاجز، واستهداف المناطق المتضررة في الدماغ على وجه التحديد.
الحقن المباشر في المخ
بالنسبة لحالات مثل مرض باركنسون أو أورام المخ، تسمح أجهزة التوصيل المتقدمة بحقن دقيق للأدوية أو الفيروسات العلاجية مباشرة في المخ.
وقال الدكتور ديفيد ديكنز، المحاضر في قسم الأدوية والعلاجات في جامعة ليفربول: "كان حاجز الدم في الدماغ لفترة طويلة يشكل عقبة في علاج الأمراض العصبية، وهذه الأساليب المتطورة تمكننا من توصيل العلاجات مباشرة إلى الدماغ، وتحسين الفعالية والحد من المخاطر".
وقد أظهرت التجارب السريرية المبكرة بالفعل نتائج مشجعة.
على سبيل المثال، نجحت الموجات فوق الصوتية الموجهة في زيادة اختراق الدواء في المرضى الذين يعانون من نقائل الدماغ وأورام الدماغ.
وعلى نحو مماثل، أظهر توصيل الدواء المستهدف نتائج واعدة في استهداف أورام الدماغ العدوانية.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن العديد من هذه الأساليب لا تزال في مهدها وتتطلب المزيد من التحقق في التجارب السريرية، وفهم عمليات النقل والاستفادة من النماذج الخلوية المتقدمة لحاجز الدم الدماغي.
وأضاف الدكتور ديكنز: "في حين نشهد تقدمًا مثيرا، تظل هناك حاجة إلى مواصلة الاستثمار في الأبحاث لتحسين هذه التقنيات وتوسيع نطاق تطبيقها على حالات عصبية أخرى، ومع ذلك، فإن هذه الاختراقات قد تؤدي إلى تغيير الطريقة التي نعالج بها أمراض الدماغ، مما يوفر أملًا جديدًا لملايين المرضى في جميع أنحاء العالم".