السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

يستخدم في حالات قصور القلب.. هل يمكنه علاج سرطان المبيض؟

السبت 01/فبراير/2025 - 10:00 ص
سرطان المبيض
سرطان المبيض


يعد سرطان المبيض من أكثر أنواع السرطانات النسائية فتكا على مستوى العالم، ويتزايد معدل الإصابة به والوفيات به مع أكثر من 300 ألف حالة جديدة و200 ألف حالة وفاة سنويا، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.

ومن بين هذه السرطانات نوع من الأورام عالية الدرجة، وهو خفي ومقاوم للأدوية في كثير من الأحيان، ومعقد بالضرورة.

والأسوأ من ذلك أنه لا توجد علاجات دائمة قادرة على إجبار الأورام الخبيثة عالية الدرجة في المبيض على التعافي على المدى الطويل.

لكن يجري تحليل دواء تجريبي لهذا النوع من السرطان في دراسات يقودها مركز أبحاث سرطان المبيض في جامعة بنسلفانيا.

دواء لسرطان المبيض

لا يزال هذا الدواء (كولفورسين داروبات) في مرحلة الأبحاث المعملية المبكرة ولم يتم اختباره بعد على النساء المصابات بسرطان المبيض.

وبالرغم من حداثته في علم الأورام النسائية، فإنه دواء مألوف تم استخدامه كدواء معتمد منذ منتصف التسعينيات لعلاج قصور القلب الحاد، ويأمل علماء الأحياء السرطانية في إعادة استخدام الدواء في نهاية المطاف لعلاج نوع فرعي من الأورام القاتلة بشكل استثنائي.

إن نوع سرطان المبيض الذي يلفت انتباه الباحثين يُعرف رسميًا بسرطان المبيض المصلي عالي الدرجة، أو HGSOC.

ويشير إليه الأطباء أيضًا بسرطان المبيض المصلي الظهاري عالي الدرجة.

من بين الأنواع الفرعية لسرطان المبيض، يؤثر سرطان المبيض الخبيث على شريحة كبيرة من النساء ويحمل سمعة سيئة للغاية بسبب ارتفاع معدلات تكرار الإصابة وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد لسرطان المبيض الخبيث أي علامات بيولوجية للكشف المبكر عنه ويصعب علاجه.

وكتب الدكتور ماثيو جيه كنار، الباحث في مجال السرطان، والمؤلف الرئيسي للتحليل الجديد: "سرطان المبيض المصلي الظهاري عالي الدرجة هو النوع الفرعي الأكثر شيوعًا وفتكًا من سرطان المبيض، ويمثل حوالي 70% من الحالات التي يتم تشخيصها، و75% من وفيات سرطان المبيض".

وأضاف كنار أن "ارتفاع معدل الوفيات يرجع إلى غياب الأعراض المبكرة، مما يؤدي إلى تشخيص 80% من المرضى في مراحل لاحقة في كثير من الأحيان بعد انتشار المرض في جميع أنحاء التجويف البريتوني"، مشيرا إلى أن 80% من هذه السرطانات تتكرر في غضون 5 سنوات.

وفي تقرير عن نتائج الدراسة في مجلة "ساينس سيجنالنج"، أكد كنار وفريق من علماء الأحياء المتخصصين في السرطان أن هناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة لهذا السرطان الذي يصعب علاجه، ولهذا السبب من المهم عدم ترك أي حجر دون تحريكه، وفقًا لمناصري مرضى سرطان المبيض، الذين يشيدون بجهود مثل تلك التي بذلها فريق جامعة بنسلفانيا، الذين بحثوا في دستور الأدوية الحالي عن شيء جديد.

فحص كنار وزملاؤه تأثيرات عقار كولفورسين داروبات على الخلايا وفي نماذج الحيوانات.

وقد أثبت بحثهم أن عقار القلب هذا قادر على قتل خلايا سرطان المبيض وتقليص حجم الأورام عند دمجه مع عقار العلاج الكيميائي القياسي سيسبلاتين.

كما يتمتع العقار بفائدة إضافية تتمثل في التأثير على الخلايا السرطانية فقط مع ترك الأنسجة السليمة سليمة.

وأردف كنار: "نظرًا لأن خلايا سرطان المبيض تميل إلى الانتشار على شكل كرات مقاومة للأدوية، أردنا أيضًا تحديد ما إذا كان داروبات الكولفورسين يمكن أن يسبب توقف دورة الخلية و/أو موت الخلية في الكرات الكروية HGSOC".

تُعد أورام سرطان المبيض الكروية عبارة عن مجموعات كروية صلبة من خلايا السرطان التي تظهر مع تقدم المرض.

يمكن أن تنتشر هذه الأورام في جميع أنحاء التجويف البريتوني وتلتصق بالأنسجة.

إن الانتكاسات شائعة حتى لو كان لدى مريض سرطان الخلايا اللمفاوية في الكبد استجابة إيجابية أولية للعلاج القياسي بالبلاتين/التاكسان.

وأضاف كنار أن الأورام المتكررة المقاومة للعلاج الكيميائي لها خيارات علاجية محدودة، مشيرًا إلى أن العلاج التجريبي أثار اهتمامًا علميًا ليس فقط لأنه قد يقدم خيارًا جديدًا، ولكن لأنه يقدم آلية عمل فريدة.

تثبيط بروتين مرتبط بالسرطان

يعمل دواء كولفورسين داروبات عن طريق تثبيط بروتين مرتبط بالسرطان يُعرف باسم MYC، والذي يميل إلى النشاط المفرط في HGSOC. ويبدو أن عقار القلب يقلل من نشاط MYC.

هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح كيف يعمل عقار كولفورسين داروبات، وهو مركب تجريبي في علاج سرطان المبيض، على خفض مستويات MYC لدى النساء المصابات بهذا المرض.

تشير البيانات حتى الآن إلى أن عقار كولفورسين داروبات يثبط إشارات MYC.

في بحثهم عن عقار قادر على مهاجمة خلايا HGSOC، قام فريق العلماء أولًا بفحص عقار فورسكولين، الذي يتمتع بخصائص قوية مضادة للسرطان.

تكمن المشكلة في عقار فورسكولين في أنه لم يتحول في المختبر إلى دواء مفيد سريريًا لعلاج سرطان المبيض.

ثم تحول الفريق إلى مشتق الفورسكولين، وهو كولفورسين داروبيت، الذي يمتلك خصائص دوائية أكثر ملاءمة والتي تركز على الآليات الجزيئية التي تسبب السرطان.

وأكد كنار أن "الفورسكولين يستخدم في العيادة لعلاج الجلوكوما، ويجري البحث عنه لعلاج الربو، وقصور القلب، والسمنة"، مضيفًا أن الفورسكولين غير قابل للذوبان في الماء، وبالتالي فهو ليس مثاليًا لنوع الدواء اللازم لعلاج HGSOC.

يمتلك الكولفورسين داروبات القابل للذوبان في الماء نشاطًا قويًا مضادًا للسرطان ويعتبر مرشحًا قويًا لمعالجة الخصائص الفريدة للورم الخبيث.

بالإضافة إلى ذلك، ولأن عقار كولفورسين داروبات كان معتمدًا بالفعل لعلاج قصور القلب الحاد، فقد أصبح مرشحًا قويًا، وإذا استمر أداء العقار في المختبر بنفس الطريقة التي كان عليها حتى الآن، فقد يجد الدواء طريقه إلى الاختبارات السريرية في المستقبل غير البعيد، كما يقول العلماء.

وفي تقرير نشرته إحدى الدوريات العلمية، نجح عقار كولفورسين داروبات في هزيمة أورام المبيض من خلال إيقاف دورة الخلية وتحفيز موت الخلايا في خلايا HGSOC المزروعة والكرات، وعند إعطائه للفئران، أدى المركب إلى إبطاء نمو الأورام وإطالة عمر الحيوانات.