هل يزيد هرمون التستوستيرون الضرر بعد الإصابة بنوبة قلبية؟
يؤدي هرمون التستوستيرون إلى تفاقم الضرر الناجم عن النوبة القلبية من خلال زيادة عدد خلايا الدم البيضاء التي يتم إطلاقها من نخاع العظم.
وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة جوتنبرج بالسويد ذلك.
وقد يكون للنتائج آثار على علاج النوبات القلبية لدى الرجال والنساء على حد سواء.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications وقد تفسر لماذا يكون الضرر الذي يصيب عضلة القلب بعد الإصابة بنوبة قلبية أكثر انتشارًا بين الرجال مقارنة بالنساء.
أُجري البحث على نماذج حيوانية واستخدم بيانات المرضى من تجربة سريرية.
تسلط النتائج الضوء على الضرر الذي يصيب القلب بسبب الالتهاب وهي ذات صلة بالدراسات الجارية حول الأدوية المضادة للالتهابات لعلاج النوبات القلبية.
هرمون التستوستيرون يزيد الالتهاب
تحدث النوبة القلبية عندما يتوقف تدفق الدم إلى القلب، مما يتسبب في تلف عضلة القلب، ويتبع ذلك استجابة التهابية قوية، حيث تلعب الخلايا المتعادلة - وهي نوع من خلايا الدم البيضاء - دورًا رئيسيًا في جعل الإصابة أكثر خطورة.
وفي تجارب أجريت على الفئران، لاحظ الباحثون أن عدد الخلايا المتعادلة في الدم خلال الأيام القليلة الأولى من الإصابة بنوبة قلبية كان أعلى لدى الذكور منه لدى الإناث.
وأظهرت تحقيقات أخرى أن هرمون التستوستيرون، الذي يوجد بمستويات أعلى بشكل ملحوظ لدى الذكور، يسرع من إطلاق الخلايا المتعادلة من نخاع العظام.
وقالت آسا تيفستن، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "نرى أن هرمون التستوستيرون يعزز الاستجابة الالتهابية لدى الفئران الذكور، مما يؤدي إلى إصابة القلب على نطاق أوسع، ويلعب هرمون التستوستيرون دورًا واضحًا في تفاقم الالتهاب بعد الإصابة بنوبة قلبية".
تأثير أكبر عند الرجال
حلل الباحثون بيانات من تجربة سريرية تم فيها إعطاء عقار توسيليزوماب المضاد للالتهابات للمرضى بعد فترة وجيزة من الإصابة بنوبة قلبية.
وأظهر التحليل أن العقار قلل من مستويات العدلات وقلص تلف القلب، وكان تأثيره أكبر بشكل ملحوظ لدى الرجال مقارنة بالنساء.
وأضافت تيفستن: "تظهر دراستنا كيف يؤثر هرمون التستوستيرون على الخلايا المتعادلة من خلال آلية لم تكن معروفة من قبل. وتوضح النتائج أهمية مراعاة الاختلافات بين الجنسين في كل من البحث والرعاية الصحية، وإذا تم تجاهل هذه الاختلافات، فقد تكون العلاجات أقل فعالية، وخاصة بالنسبة للنساء، اللواتي غالبًا ما لا يتم تمثيلهن بشكل كافٍ في الدراسات".
