تناول البيض يقلل خطر الوفاة بنسبة 17%│دراسة

ربما سمعت أن تناول الكثير من البيض، يسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، ما يؤثر بشكل سلبي على صحتنا.
وأجرى مختصون بحثا بمنهج علمي وراء هذه الأسطورة مرارا وتكرارا، وكشفوا إلى حد كبير عن زيف هذا الادعاء.

البيض يدعم صحة القلب
وبحسب مت نشره موقع The Conversation، تشير دراسة جديدة إلى أن تناول البيض بين كبار السن يدعم صحة القلب وحتى يقلل من خطر الوفاة المبكرة.
وفحص الباحثون البيانات من دراسة كبيرة مستمرة تتابع كبار السن، وتتبع صحتهم ( دراسة ASPREE ).
وفي تحليلهم لأكثر من 8000 شخص، فحص الباحثون الأطعمة التي يتناولها الناس عادة، ثم نظروا إلى عدد المشاركين الذين ماتوا على مدى فترة ست سنوات وأسباب وفاتهم، باستخدام السجلات الطبية والتقارير الرسمية.
قام الباحثون بجمع المعلومات عن نظامهم الغذائي من خلال استبيان غذائي، والذي تضمن سؤالا حول عدد المرات التي تناول فيها المشاركون البيض في العام الماضي.
بشكل عام، كان الأشخاص الذين تناولوا البيض من 1 إلى 6 مرات أسبوعيًا أقل عرضة لخطر الوفاة خلال فترة الدراسة (29% أقل بالنسبة لوفيات أمراض القلب و17% أقل بالنسبة للوفيات بشكل عام) مقارنة بأولئك الذين نادرًا ما يأكلون البيض أو لم يأكلوه أبدًا.
كما أن تناول البيض يوميا لا يزيد من خطر الوفاة.
ما مدى مصداقية الدراسة؟
نُشر البحث في مجلة محكمة، مما يعني أن هذا العمل تم فحصه من قبل باحثين آخرين ويعتبر موثوقًا ويمكن الدفاع عنه.
وفي التحليل، تم "تعديل" عوامل مثل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية والصحية والسريرية، وجودة النظام الغذائي بشكل عام، حيث يمكن أن تلعب هذه العوامل دورًا في المرض وخطر الوفاة المبكرة.
ما هي حدود هذه الدراسة؟
بسبب نوع الدراسة، فقد استكشفت فقط أنماط استهلاك البيض، التي أبلغ عنها المشاركون بأنفسهم.
لم يجمع الباحثون بيانات حول نوع البيض (على سبيل المثال، الدجاج أو السمان)، أو كيفية تحضيره، أو عدد البيض المستهلك عند تناوله.
وقد بحث هذا التحليل على وجه التحديد عن وجود ارتباط أو صلة بين استهلاك البيض والوفاة.
هناك حاجة إلى تحليلات إضافية لفهم كيفية تأثير استهلاك البيض على جوانب أخرى من الصحة والرفاهية.
وأخيرا، كانت عينة السكان من كبار السن يتمتعون بصحة جيدة نسبيا، مما يحد من مدى إمكانية تطبيق النتائج على كبار السن ذوي الاحتياجات الخاصة أو الحالات الطبية.
لماذا التركيز على البيض؟
البيض مصدر جيد للبروتين، ويحتوي على فيتامينات ب، وحمض الفوليك، والأحماض الدهنية غير المشبعة، والفيتامينات التي تذوب في الدهون (أ، د، هـ، ك)، والكولين، والمعادن.
إن الضجة التي أثيرت حول البيض تعود إلى محتواه من الكوليسترول ومدى ارتباطه بمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
يحتوي صفار البيض الكبير على حوالي 275 مليجرامًا من الكوليسترول - وهو ما يقرب من الحد اليومي الموصى به من تناول الكوليسترول.
في الماضي، حذر خبراء الطب من أن تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل البيض قد يرفع نسبة الكوليسترول في الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
لكن الأبحاث الأحدث تظهر أن الجسم لا يمتص الكوليسترول الغذائي بشكل جيد، وبالتالي فإن الكوليسترول الغذائي ليس له تأثير كبير على مستويات الكوليسترول في الدم.
وبدلًا من ذلك، تلعب الأطعمة مثل الدهون المشبعة والدهون المتحولة دورًا رئيسيًا في مستويات الكوليسترول.
ونظرًا لهذه التوصيات المتغيرة بمرور الوقت، والفروق الدقيقة في علم التغذية، فمن المفهوم أن يستمر البحث في البيض.
سواء كنت تفضل البيض المسلوق أو المخفوق أو المسلوق أو المقلي، فإن البيض يوفر مصدرًا مرضيًا للبروتين والعناصر الغذائية الأساسية الأخرى.
في حين أن العلم لا يزال غير مؤكد، فلا يوجد سبب للحد من تناول البيض ما لم ينصح بذلك على وجه التحديد متخصص صحي معترف به مثل أخصائي التغذية المعتمد. وكما هو الحال دائمًا، فإن الاعتدال هو المفتاح.