حقن الخلايا الجذعية.. الكشف عن طريقة أكثر أمانًا لعلاج أمراض العيون الالتهابية

مرض الطعم ضد المضيف (GVHD) هو أحد المضاعفات الشائعة والخطيرة التي تحدث بعد زراعة الخلايا الجذعية، حيث تهاجم الخلايا المناعية للمتبرع أنسجة المتلقي.
يعد ظهور مرض الطعم ضد المضيف في العين من بين أكثر المضاعفات صعوبة في العلاج، وغالبًا ما يؤدي إلى التهاب مزمن وتلف أنسجة القرنية، مما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية.
تُستخدم العلاجات التقليدية، بما في ذلك الكورتيكوستيرويدات، بشكل متكرر لإدارة الالتهاب العيني المرتبط بمرض الطعم ضد المضيف، ومع ذلك، تأتي هذه العلاجات مع آثار جانبية كبيرة، بما في ذلك خطر الإصابة بالجلوكوما ومضاعفات العين الأخرى.
من المعروف أن الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs)، وهي مجموعة غير متجانسة من الخلايا الموجودة في أنسجة مختلفة من الجسم، تمتلك خصائص تنظيمية وتعديلية للمناعة.
إن قدرتها على التنقل إلى المواقع التي عانت من إصابة والتهاب في الجسم تجعلها مطلوبة بشدة لتطوير العلاجات التجديدية والأدوية.
في الواقع، استكشفت العديد من الدراسات إمكانات الخلايا الجذعية المتوسطة المشتقة من الإنسان لعلاج مثل هذه الحالات، ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما يتعين معرفته عن إمكاناتها الحقيقية لعلاج GVHD العيني وتطوير تطبيقاتها السريرية.
الآن، في دراسة جديدة أجراها الدكتور شيجيتو شيمورا وروبرت م. روش من جامعة فوجيتا هيلث وجامعة كيو في اليابان، اقترح الباحثون علاجًا جديدًا لـ GVHD العيني يتضمن الخلايا الجذعية الوسيطة.
استكشف الفريق إمكانات الخلايا الجذعية الوسيطة المتجددة في تقليل الالتهاب العيني في الفئران المصابة بـ GVHD.
نتائج الدراسة
تستكشف دراستهم، المنشورة في The Ocular Surface، إمكانات الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الأنسجة الدهنية (adMSCs) لتقليل الالتهاب وتعزيز إصلاح الأنسجة.
وفي شرحه للمنطق وراء هذه الدراسة، يقول الدكتور شيمورا، إن من السهل الحصول على الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الأنسجة الدهنية وقد أثبتت فوائدها في تجديد أنسجة القرنية.

وعلاوة على ذلك، قمنا بحقن الخلايا الجذعية الوسيطة المشتقة من الأنسجة الدهنية بعد ظهور GVHD وقمنا أيضًا بمراقبتها لفترة طويلة من الزمن، مما ساعدنا في التحقق من قابليتها للتطبيق العلاجي.
وباستخدام الفئران التي تم تحريضها بمرض GVHD المزمن، قام الباحثون بحقن الخلايا الجذعية الوسيطة في العين عن طريق حقنة واحدة.
وعلى مدى ثلاثة أسابيع، وجد الباحثون أن علاج الخلايا الجذعية الوسيطة أدى إلى زيادة الخلايا التنظيمية T مع تقليل الالتهاب في الفئران.
عززت الوسائط المكيّفة بالخلايا الجذعية الوسيطة هجرة الخلايا وانتشارها في اختبارات الخدش المعملية، مما أظهر القدرة التجديدية للخلايا.
والأمر المهم هو أن الخلايا المحقونة اختفت في غضون أسبوع، مما قلل من خطر حدوث مضاعفات طويلة الأمد مثل تكوين الورم.
تسلط النتائج الضوء على الفوائد المزدوجة للخلايا الجذعية الوسيطة فهي تقمع الالتهاب وتعزز التئام الأنسجة، وهذا يجعلها مرشحًا واعدًا لعلاج الاضطرابات العينية المرتبطة بالمناعة دون آثار جانبية جهازية.
تشير هذه الملاحظات إلى إمكانات الخلايا الجذعية الوسيطة كعلاج مستهدف وموضعي لحالات العين المرتبطة بالمناعة.
وعلى عكس العلاجات الجهازية، ضمنت هذه الحقن الموضعية بقاء التأثيرات العلاجية موضعية على سطح العين.
بفضل خصائصها التنظيمية المناعية والمتجددة، قد تقدم الخلايا الجذعية الوسيطة شريان حياة للمرضى الذين يعانون من مرض الطعم المضيف المزمن والأمراض الالتهابية المرتبطة به.
ومع ذلك، تحتاج الدراسات المستقبلية إلى التركيز على تحسين الجرعة وطرق التوصيل لتعظيم النتائج العلاجية.
باختصار، تقدم هذه النتائج الأمل في مستقبل حيث يمكن للعلاجات المبتكرة القائمة على الخلايا الجذعية أن تحول الطريقة التي ندير بها الأمراض المناعية الذاتية، مما يوفر للمرضى نتائج أفضل ونوعية حياة محسنة.