العمر وخطر الإصابة بالسرطان.. هل المرض يهدد جميع الفئات العمرية؟

العمر هو أكبر عامل خطر للإصابة بـ السرطان، يتم تشخيص أكثر من تسعة من كل 10 حالات سرطان لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا أو أكثر، ويشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 74 عامًا ما يقرب من 28٪ من جميع حالات السرطان الجديدة والباحثون غير متأكدين من سبب ذلك.
قد يكون السبب هو أن العقود الماضية تمنح خلاياك مزيدًا من الوقت لتتحول إلى خلل أو تحور وتنمو إلى سرطان، أو أن التقدم في السن يعني ببساطة أنك تعرضت لأشعة الشمس ودخان السجائر والمواد الكيميائية وغيرها من العوامل المسببة للسرطان لفترة أطول.
ومن المحتمل أن يكون مزيجًا من الوقت والتعرض يزيد من خطر الإصابة بالسرطان في سن أكبر.
يمكن أن يحدث السرطان في أي عمر، بما في ذلك الرضع والأطفال الصغار، لكن السرطان هو في الغالب مرض منتصف العمر وما بعده.
يبلغ متوسط العمر عند التشخيص 66 عامًا، مما يعني أن نصف جميع الحالات الجديدة يتم اكتشافها قبل ذلك الوقت ويتم تشخيص النصف الآخر لاحقًا.
أنواع السرطان حسب العمر
الصلة بين السرطان والعمر قد تختلف حسب نوع السرطان، على سبيل المثال، أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عامًا أو أقل هي سرطان الدم أو الليمفوما أو سرطان المخ أو الجهاز العصبي المركزي.
أكثر من واحد من كل أربعة أشخاص تم تشخيص إصابتهم بسرطان العظام هم تحت سن العشرين.
ويرتفع خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان جنبًا إلى جنب مع العمر، حوالي 16٪ من النساء اللاتي تم تشخيصهن حديثًا بسرطان المبيض تتراوح أعمارهن بين 45 و54 عامًا.
يتم تشخيص أكثر من 70٪ من النساء المصابات بسرطان المبيض في سن 55 عامًا أو أكبر، بشكل عام، سيتم تشخيص حوالي 1 من كل 87 امرأة خلال حياتها بسرطان المبيض.

العمر وخطر الإصابة بالسرطان: ما هي الصلة؟
بعض أسباب الصلة بين السرطان والتقدم في السن واضحة، مثل حقيقة بسيطة مفادها أن أجهزة المناعة البشرية تصبح أضعف مع تقدم العمر وبالتالي تصبح أقل كفاءة في قتل الخلايا السرطانية قبل أن تتكاثر.
تبدأ فعالية الجهاز المناعي في التراجع تدريجيًا في سن العشرين تقريبًا، لكن هذا التراجع يتسارع بشكل كبير في الستينيات، ومع تباطؤ استجابة الجهاز المناعي، تتباطأ قدرته على اكتشاف العيوب في الخلايا وتصحيحها.
وهناك عامل آخر يتمثل في التدهور التدريجي للخلايا وبروتيناتها، فجسم الإنسان يشبه آلة نسخ بدون مفتاح إيقاف تشغيل تقضي حياتها بالكامل في إنتاج نسخ من الخلايا الجديدة لتحل محل تلك التي ماتت.
ومثل آلة النسخ التي تنتج نسخًا ورقية من النسخ عامًا بعد عام، فمع مرور الوقت، قد تصبح هذه النسخ مشوهة وتبدو مختلفة تمامًا عن النسخ الأصلية أو المبكرة.
ومع إنتاج جسم الإنسان لنسخ جديدة من الخلايا على مر السنين، تزداد احتمالات حدوث الطفرات أو الخلايا المعيبة.
كما أن التقدم في السن مصحوب بالعديد من "علامات الشيخوخة" التي تتداخل مع العوامل الرئيسية المساهمة في الإصابة بالسرطان، وتشمل هذه:
- عدم الاستقرار الجيني، أو التراكم التدريجي للضرر الجيني أثناء حياة الشخص
- التعرض اليومي لعوامل الخطر، مثل الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، يزيد من احتمالية تلف خلايا الجلد التي قد تؤدي إلى سرطان الجلد وسرطان الجلد الخبيث
- الاستمرار في التدخين لسنوات عديدة
- العدوى الفيروسية
- التعرض للملوثات الكيميائية أو تلوث الهواء
- المخاطر المهنية