هل الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الأطفال بسرطان الدم؟

سرطان الدم عند الأطفال هو السرطان الأكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق له لا يزال غير معروف، فقد تم تحديد العديد من العوامل التي تؤثر على تطوره من خلال الأبحاث الطبية، بما في ذلك العوامل الوراثية والعوامل البيئية.
وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت حديثًا أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون عاملًا مهمًا في الحد من خطر الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال.
أهمية الرضاعة الطبيعية للوقاية من سرطان الدم عند الأطفال
يحتوي حليب الأم على مجموعة مذهلة من العناصر الغذائية الأساسية والأجسام المضادة والعوامل الحيوية النشطة التي تغذي الجهاز المناعي النامي للطفل.
وتؤكد العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لأكثر من ستة أشهر لديهم فرص أقل للإصابة بسرطان الدم مقارنة بالرضع الذين يرضعون حليبًا صناعيًا أو الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية لأقل من ستة أشهر.

راجعت دراسة تحليلية أجرتها JAMA Pediatrics العديد من الدراسات وخلصت إلى أن الرضاعة الطبيعية لأكثر من ستة أشهر مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال بنسبة 19٪.
ويعتقد العلماء أن الآلية الوقائية قد تكون بسبب المركبات المعززة للمناعة في حليب الثدي، بما في ذلك اللاكتوفيرين والليزوزيمات والسكاريدات القليلة، التي تحمي من العدوى وتعزز صحة الأمعاء.
قال الدكتور فيكاس دوا، المدير الرئيسي ورئيس قسم أمراض الدم لدى الأطفال وأورام الدم وزرع نخاع العظم، معهد فورتيس التذكاري للأبحاث، إن الرضاعة الطبيعية تجعل جهاز المناعة لدى الطفل أقوى، وبالتالي تقلل من قابلية الإصابة بالعدوى التي قد تؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا مما يسبب سرطان الدم، كما لاحظ الأطباء أن الرضاعة الطبيعية ليست ضمانة ولكنها لا تزال تساهم في صحة الرضيع بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرضاعة الطبيعية لها العديد من المزايا الأخرى، بما في ذلك تعزيز الوظيفة الإدراكية، وتقليل خطر السمنة، وزيادة صحة الأمعاء، تستمر مزايا الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة بعد الرضاعة وتساهم في الصحة على المدى الطويل.
على الرغم من المزايا الموثقة جيدًا، فإن انتشار الرضاعة الطبيعية يتأثر بالمعرفة المحدودة والقيود المفروضة في مكان العمل والظروف الفردية.
من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة من قبل الآباء والأمهات، يوصي المتخصصون في مجال الصحة بزيادة دعم الرضاعة الطبيعية، والتعليم الذي يسهل الوصول إليه، وسياسات بيئة العمل المفيدة.
ومع التوجيه والدعم المناسبين للآباء والأمهات، يمكن تعظيم الممارسة من حيث مجموعة من الاحتياجات والقيود.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقيق في العلاقة الكاملة بين الرضاعة الطبيعية وسرطان الدم لدى الأطفال، فإن الأدلة الموجودة تشير إلى تأثير وقائي قوي.