مكمل غذائي بسيط قد يحسن فرص بقاء مرضى القلب على قيد الحياة

عملية زراعة القلب عملية مخيفة وخطيرة وتكلفتها مرتفعة، لكنها قد تكون الخيار الوحيد للشفاء بالنسبة لمرضى قصور القلب.
لكن الآن، توصل فريق بحثي متعدد المؤسسات بقيادة جامعة أوساكا إلى أن تناول المكملات الغذائية قد يكون كل ما يحتاجه بعض مرضى قصور القلب للتعافي، ولا حاجة إلى إجراء عملية جراحية.
التريكابرين علاج القلب
في دراسة نشرت في مجلة Nature Cardiovascular Research، وجد فريق البحث أن التريكابرين، وهو مكمل طبيعي، يمكن أن يحسن البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل والتعافي من قصور القلب لدى المرضى الذين يعانون من اعتلال عضلة القلب والأوعية الدموية الناتج عن رواسب الدهون الثلاثية (TGCV).
يعد TGCV نوعًا جديدًا من أمراض القلب؛ وينتج عن ضعف قدرة القلب وخلايا العضلات الملساء على تكسير الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون.
يؤدي تراكم الدهون الثلاثية في الخلايا إلى تلف بنيوي ووظيفي في القلب والأوعية الدموية.
وتؤدي هذه التغيرات إلى انسداد الشرايين وضعف عضلات القلب، مما قد يسبب أعراضًا منهكة وفي النهاية فشل القلب، مما يستلزم زراعة القلب.

ولحسن الحظ، تمكن الباحثون، من خلال سلسلة من التجارب، من تحديد كيفية تشخيص المرض وتطوير علاج يحسن أعراض المرض وتوقعاته.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة كين إيتشي هيرانو: "كانت أبحاثنا السابقة حول تأثير التريكابرين على المرضى المصابين بفيروس TGCV واعدة للغاية، ولكن هذه المرة قررنا دراسة المدة التي تستمر فيها التأثيرات الإيجابية للدواء".
ولتحقيق هذه الغاية، قام الباحثون بتسجيل المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بهذه الحالة من السجلات اليابانية وقارنوا معدلات البقاء على قيد الحياة بين أولئك الذين تلقوا عقار تريكابرين وأولئك الذين لم يتلقوه.
شملت الدراسة 22 مريضًا من 12 مستشفى مختلفًا تلقوا عقار تريكابرين و190 مريضًا من المجموعة الضابطة.
قام الباحثون بدراسة تأثير التريكابرين على تحلل الدهون الثلاثية؛ وللتغلب على الاختلافات في المجموعات المقارنة، تمت مطابقة 81 من أصل 190 من الضوابط مع مجموعة التريكابرين وفقًا لخصائصها الأساسية لمقارنة معدلات البقاء على قيد الحياة.
وقال هيرانو، الباحث الرئيسي لمجموعة الدراسة: "لم تستمر التأثيرات الإيجابية على أعراض المرضى فحسب، بل تحسنت وظيفة عضلة القلب وتم عكس التغييرات البنيوية التي حدثت أيضًا".
كان جميع المرضى المسجلين يعانون في البداية من قصور في القلب؛ ومع ذلك، كانت معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث وخمس سنوات أعلى بشكل ملحوظ في مجموعة تريكابرين (100% و100% على التوالي) مقارنة بمجموعة التحكم (78.6% و68.1% على التوالي). وكانت النتيجة الإيجابية الأخرى هي أن العديد من المرضى الذين كانت لديهم تأثيرات إيجابية مع تريكابرين كانوا يخضعون لغسيل الكلى. هؤلاء المرضى لديهم تشخيص سيئ للغاية بدون تريكابرين.
وقال هيرانو: "إن نشر الوعي بهذا المرض لتحقيق التشخيص المبكر والعلاج يمنح المرضى أفضل فرصة للشفاء".
وتستند نتائج هذه الدراسة إلى بيانات من مرضى يابانيين، وكخطوة تالية، ينبغي إجراء دراسات على مرضى من أعراق أخرى لدعم الأدلة لصالح هذا الدواء الواعد.
ويمنح هذا البحث الجديد الأمل في أن يتمكن المرضى ليس فقط من الحفاظ على قلوبهم بعد فشل القلب المنهك، بل وأيضًا التعافي منه.