احذر فقدان حاسة التذوق.. مؤشر خفي على خطر الوفاة المبكرة
يعتبر فقدان حاسة التذوق عادة علامة على الشيخوخة، ولكن هل يمكن أن يتنبأ بأكثر من ذلك؟ يكشف الباحثون الآن أن فقدان التذوق، وخاصة القدرة على استشعار النكهات المالحة والحامضة، قد يشير إلى ارتفاع خطر الوفاة المبكرة.
تفاصيل الدراسة
في دراسة حديثة نشرت في JAMA Otolaryngology–Head & Neck Surgery، قام الباحثون بتقييم أكثر من 7000 بالغ فوق سن الأربعين ووجدوا أن أولئك الذين فقدوا حاسة التذوق لديهم خطر أعلى بنسبة 47٪ للوفاة المبكرة.
كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لم يتمكنوا من تذوق الملح كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 65٪ بينما كان فقدان القدرة على اكتشاف الحموضة أعلى بنسبة 69٪.
على الرغم من أن حاسة الشم والتذوق غالبًا ما ترتبط ببعضها البعض، إلا أن الدراسة لاحظت أنه عندما يفقد الأشخاص حاسة التذوق، فإنهم يكونون أكثر عرضة للوفاة، وخاصة عند النساء (71٪) حتى لو كانوا لا يزالون قادرين على الشم بشكل طبيعي.
عند مقارنة فقدان حاسة التذوق بين الجنسين، وجد الباحثون نمطًا مثيرًا للاهتمام: النساء اللاتي فقدن القدرة على تذوق المرارة كان لديهن خطر أعلى للوفاة المبكرة، بينما ارتبط الخطر المتزايد لدى الرجال بفقدان القدرة على تذوق الحموضة.
ومع ذلك، لا تثبت الدراسة أن فقدان حاسة التذوق يسبب الوفاة المبكرة بشكل مباشر، يقترح الباحثون أن فقدان حاسة التذوق قد يكون علامة على حالة صحية أساسية، مما قد يساعد في تفسير العلاقة بين فقدان التذوق وارتفاع خطر الوفاة.
يمكن أن يحدث فقدان التذوق لأسباب مختلفة، مثل الآثار الجانبية للأدوية وعلاجات السرطان والعدوى الفيروسية مثل كوفيد-19 ومشاكل الأسنان والتدخين أو الزوائد الأنفية.
في كثير من الحالات، تتحسن المشكلة بمجرد معالجة السبب الأساسي، مثل عندما تختفي العدوى أو عند التوقف عن التدخين.
ومع ذلك، فإن أحد مخاطر فقدان التذوق هو أن الناس قد يبدأون في إضافة المزيد من السكر أو الملح إلى طعامهم للتعويض، مما قد يضر بصحتهم من خلال زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وضغط الدم.
وبما أن حاسة التذوق تساعد الناس على اكتشاف ما إذا كان الطعام فاسدًا، فإن أولئك الذين يفقدون حاسة التذوق معرضون لخطر متزايد للتسمم الغذائي، حيث قد لا يتمكنون من التعرف على الطعام الفاسد.
وإذا استمر فقدان حاسة التذوق لفترة أطول، فقد يأكل الناس أقل، مما يؤدي إلى فقدان الوزن ونقص التغذية، كما يمكن أن يؤثر فقدان التذوق الشديد على الحالة المزاجية والرفاهية العقلية، مما قد يسبب التوتر أو الإحباط.
