السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يضاعف نزيف المخ خطر الإصابة بالخرف؟

الثلاثاء 18/فبراير/2025 - 12:00 م
نزيف الدماغ
نزيف الدماغ


اكتشف باحثون في طب وايل كورنيل أن النزيف داخل الجمجمة، أو "نزيف الدماغ"، الناجم عن تمزق الأوعية الدموية في الدماغ، يضاعف من خطر إصابة الشخص بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

في حين أن العلاقة بين الخرف والسكتات الدماغية الإقفارية الناجمة عن الجلطات التي تمنع تدفق الدم إلى الدماغ قد تلقت المزيد من الاهتمام، فإن الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة Stroke، توسع النتائج السابقة لتشمل النزيف.

قال المؤلف الأول الدكتور صامويل بروس، أستاذ مساعد في علم الأعصاب بكلية طب وايل كورنيل: "نرى باستمرار ارتفاعًا في خطر الإصابة بالخرف، بغض النظر عن نوع النزيف".

يشير هذا إلى أنه يجب فحص الأشخاص الذين عانوا من نزيف داخل الجمجمة بانتظام بحثًا عن ضعف الإدراك لأن النتائج قد تفيد قرارات الرعاية المستقبلية للمرضى وأسرهم.

تفاصيل الدراسة

قيّم الدكتور بروس وزملاؤه ما يقرب من 15000 شخص يعانون من أنواع مختلفة من النزيف داخل الجمجمة، والذي يتسبب في تجمع الدم في أنسجة المخ أو تحت الجمجمة.

يمكن أن تحدث النزيفات بعد إصابات الرأس، لكن الباحثين ركزوا على تلك التي حدثت بشكل تلقائي، ولاحظوا زيادة بمقدار الضعف في حالات التشخيص الأول للخرف في غضون 5.6 سنوات في المتوسط ​​بعد النزيف داخل الجمجمة لهؤلاء المرضى، مقارنة بأكثر من مليوني شخص لم يصابوا بنزيف.

تضيف هذه النتائج إلى الدراسات من مختبرات أخرى تظهر أن النزيف مرتبط بمشاكل إدراكية لاحقة.

ففي دراسة تستند إلى السجلات الطبية في الدنمارك، على سبيل المثال، أصيب 11.5% من الأشخاص بالخرف بعد تمزق الأوعية الدموية داخل أدمغتهم، أي بزيادة قدرها 2.5 ضعف عن عامة السكان.

من ناحية أخرى، زادت السكتات الدماغية الإقفارية، الناجمة عادة عن جلطات الدم، من خطر الإصابة بالخرف بنحو 1.7 ضعف.

قال المؤلف الرئيسي الدكتور سانتوش مورثي: "لماذا يزيد النزيف داخل الجمجمة من خطر الإصابة بالخرف؟ هناك عدد قليل من الأسباب المحتملة".

قد يتسبب النزيف في الخرف بشكل مباشر عن طريق تحفيز تراكم بروتين يسمى بيتا أميلويد في الدماغ والأوعية الدموية، والذي يمكن أن يعطل وظائف المخ، أو قد يكون النزيف والخرف مرتبطين بشكل غير مباشر لأن نفس العوامل - مثل الضرر المزمن للأوعية الدموية في الدماغ - تزيد من خطر الإصابة بكلتا الحالتين.

وأضاف مورثي: "مع تزايد الأدلة التي تشير إلى أن الخرف قد يتبع النزيف، فإننا نحتاج حقًا إلى النظر في العواقب المترتبة على ذلك".

وأوضح: "على سبيل المثال، يجب أن يصبح تقييم سلامة علاجات بيتا المضادة للأميلويد لمرض الزهايمر لدى الأشخاص الذين عانوا من النزيف أولوية بحثية".

واستنتج الباحثون أنه بما أن العلاجات الجديدة التي تم تطويرها للنزيف داخل الجمجمة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إطالة عمر المرضى بعد الحادث، فسوف تكون هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لاستكشاف كيفية مساهمة النزيف في أنواع فرعية مختلفة من الخرف.