تطوير لقاح جديد يمكنه توفير حماية أقوى وأطول ضد كوفيد-19 والإنفلوانزا

نجح باحثو جامعة كورنيل في تطوير منصة لقاح جديدة يمكنها توفير حماية أقوى وأطول أمدًا ضد كل من كوفيد-19 والإنفلونزا، ومناعة أوسع ضد سلالات الإنفلونزا المختلفة.
وفي دراسة نشرت في مجلة Science Advances، لم يجد الباحثون أي علامات واضحة للمرض في نماذج الفئران بعد التطعيم بالمنصة الجديدة ولم يجدوا أي ضرر خلوي للأنسجة.

قال ريتشارد أديلك، المؤلف الأول للدراسة: "كانت إحدى اللحظات الكبيرة عندما بدأنا في تحقيق معدل بقاء بنسبة 100% وغياب المرض السريري في جميع الفئران الملقحة بعد التحدي إما بفيروس SARS-CoV-2 أو فيروس الإنفلونزا".
وأضاف: "عندما لم نجد أي فيروس يمكن اكتشافه في الأنسجة، فحصنا أنسجة الرئة والدماغ بعد الإصابة، كانت تلك لحظة مليئة بالإثارة، فقد اقتنعنا بالنتائج، وفكرنا في أن هذا الشيء يعمل بالفعل".
في حين أن اللقاحات الحالية لفيروس SARS-CoV-2، الفيروس المسؤول عن مرض كوفيد-19، والإنفلونزا آمنة وفعالة بشكل متفاوت، إلا أنه لا يزال هناك مجال للتحسين.
إن لقاحات كوفيد-19 mRNA شديدة الحساسية لدرجات الحرارة الباردة، مما يفرض تحديات على التوزيع والإدارة في المناطق التي لا توجد بها بنية تحتية موثوقة لسلسلة التبريد.
وفي الوقت نفسه، تكافح لقاحات الإنفلونزا الحالية، التي تقل فعاليتها في كثير من الأحيان عن 50%، في الحماية من السلالات العديدة من الفيروس.
كما يوفر كلا اللقاحين مناعة قصيرة الأمد نسبيا، مما يتطلب جرعات معززة سنوية ــ أو حتى أكثر تواترا ــ مما يجعل إدارتها أكثر صعوبة، ويعالج اللقاح الجديد هذه العيوب.
قال المؤلف الرئيسي هيكتور أجيلار كارينو: "هذه تقنية معيارية جديدة ومثيرة يمكنها استيعاب مستضدات الجليكوبروتين من العديد من الفيروسات المختلفة في لقاح ثابت حراريًا، مما يجعل من الممكن الحصول على أهداف فيروسية مزدوجة أو ثلاثية أو أكثر في نفس اللقاح".
وأضاف: "إن وجود أهداف فيروسية متعددة في نفس اللقاح يجعل عملية تصنيع اللقاح أسهل وأرخص".
وبالإضافة إلى تحفيز المناعة الكاملة، وجد الباحثون أن الأجسام المضادة المحايدة استمرت في نماذج الفئران لمدة ثمانية أشهر بعد التطعيم.
وعندما تم إدخال سلالة مختلفة من الإنفلونزا، كان اللقاح يحمي من تلك السلالة أيضًا، وهو الاختراق الذي يمكن أن يحسن بشكل كبير من فعالية لقاح الإنفلونزا القياسي.
ولتطوير اللقاح، استخدم الباحثون فيروس التهاب الحويصلات الفموية (VSV)، وهو فيروس يصيب الخيول والأبقار بشكل أساسي، لكنهم قاموا بتعديله لإزالة البروتينات السكرية من سطح جسيم الفيروس، وهي الخطوة التي تجعل الفيروس غير قادر على التكاثر أو أن يصبح ضارًا.
ثم أضاف الباحثون إلى السطح بروتين السنبلة الموجود على سطح فيروس SARS-CoV-2 وبروتين النورامينيداز الموجود في فيروس الإنفلونزا أ.
يعمل اللقاح عن طريق تحفيز الجهاز المناعي للمضيف لإنتاج أجسام مضادة استجابة للبروتينين.
تتميز منصة اللقاح بثباتها الحراري، مما يجعل إدارتها أسهل وأكثر سهولة من لقاحات mRNA الحالية لكوفيد-19. بالنسبة للإنفلونزا، يتم الحفاظ على بروتين النورامينيداز عبر العديد من سلالات الإنفلونزا، مما يحفز الاستجابة المناعية لسلالات متعددة.
وقال بوخهولز: "إن بروتين الهيماجلوتينين يستخدم لتوحيد معايير لقاحات الإنفلونزا لأنه أكثر وفرة على سطح الفيروس، ولكنه أقل حفظًا عبر السلالات وأكثر عرضة للتحور، لذا هناك حاجة كل عام لإعادة صياغة لقاحات الإنفلونزا لتتناسب مع السلالات المنتشرة".
7 ملايين حالة وفاة بسبب كوفيد-19
توفي 7 ملايين شخص بسبب مرض كوفيد-19 منذ عام 2019، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 290 ألفًا و650 ألف شخص يموتون كل عام بسبب الإنفلونزا، وكثير منهم أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات في الدول النامية.
وبالإضافة إلى أن اللقاح الجديد قد يكون أكثر استقرارا، فقد لا تكون هناك حاجة إليه كل عام، وهو ما قد يزيد من المشاركة في اللقاح، ويقلل العبء على النظم الصحية، ويجعل التطعيم أقل تكلفة وأكثر سهولة في الوصول إليه، وفي نهاية المطاف ينقذ الأرواح.
وقال أديلك: "قد يحتاج الناس إلى اللقاح كل 5 سنوات فقط، أو اعتمادًا على كيفية سير التجارب التالية، ربما يوفر اللقاح حماية مناعية مدى الحياة".
وأضاف: "نحن نحاول الآن دفع هذا الأمر في اتجاه الصحة العامة، الأمر يتطلب الكثير من الوقت والمال، لكننا نسعى إلى تحقيق ذلك بأقصى ما نستطيع".