الأحد 04 مايو 2025 الموافق 06 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما علاقة جودة السائل المنوي بعمر الرجال؟

الثلاثاء 11/مارس/2025 - 07:13 م
السائل المنوي
السائل المنوي


ترتبط جودة السائل المنوي عند الرجال بمدة حياتهم، وذلك وفقًا لدراسة أجريت على ما يقرب من 80 ألف رجل ونشرت في مجلة Human Reproduction.

تابعت الدراسة الرجال لمدة تصل إلى 50 عاما، ووجدت أن أولئك الذين لديهم عدد إجمالي من الحيوانات المنوية المتحركة، أي الحيوانات المنوية التي يمكنها التحرك أو السباحة، يزيد عن 120 مليونا يمكن أن يتوقعوا أن يعيشوا لمدة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات أطول من الرجال الذين لديهم عدد إجمالي من الحيوانات المنوية المتحركة يتراوح بين 0 إلى 5 ملايين.

وهذه هي أكبر دراسة تبحث في العلاقة بين جودة السائل المنوي والوفيات.

تفاصيل الدراسة

أجرى البحث الدكتور لاركي بريسكورن، الباحث الأول، والدكتور نيلز يورجنسن، كبير أخصائي أمراض الذكورة، وكلاهما يعمل في قسم النمو والتكاثر في مستشفى جامعة كوبنهاجن بالدنمارك.

قاموا بتحليل بيانات 78284 رجلًا تم تقييم جودة السائل المنوي لديهم بين عامي 1965 و2015 في مختبر تحليل السائل المنوي العام في كوبنهاجن بسبب العقم الزوجي المبلغ عنه، وهذا يعني أن جودة السائل المنوي بين الرجال تراوحت من جيدة جدًا إلى أولئك الذين ليس لديهم حيوانات منوية.

وتضمن تقييم جودة السائل المنوي حجم السائل المنوي، وتركيز الحيوانات المنوية، ونسبة الحيوانات المنوية المتحركة والشكل الطبيعي.

خلال فترة المتابعة، استخدم الباحثون البيانات الواردة في السجلات الوطنية الدنمركية الفريدة، لمعرفة عدد الوفيات لأي سبب.

خلال هذه الفترة، كان هناك 8600 حالة وفاة، تمثل 11% من هذه المجموعة من الرجال.

ومن بين هذه المجموعة، قدم 59657 رجلًا عينات من السائل المنوي بين عامي 1987 و2015، وكانت المعلومات المتاحة لهذه المجموعة أكثر، بما في ذلك المستوى التعليمي كمؤشر على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والتشخيصات المسجلة للحالات الطبية في السنوات العشر التي سبقت تقديم العينة.

قام الباحثون بتعديل تحليلاتهم بحيث تأخذ في الاعتبار المعلومات الإضافية المتاحة عن الرجال الذين قدموا العينات منذ عام 1987 فصاعدا، لأن ذلك قد يؤثر على النتائج.

قال الدكتور بريسكورن: "أشارت الأبحاث السابقة إلى أن العقم عند الذكور وانخفاض جودة السائل المنوي قد يكونان مرتبطين بالوفاة، وقد أجرينا هذه الدراسة لاختبار الفرضية وفي الوقت نفسه الحصول على تقدير مطلق لمدى تأثير جودة السائل المنوي على عمر الرجل وفهم ما إذا كانت الأمراض التي تم تشخيصها قبل تقييم جودة السائل المنوي قد تفسر بعض الارتباطات المبلغ عنها".

وأضاف: "قمنا بحساب متوسط ​​العمر المتوقع للرجال وفقًا لجودة السائل المنوي لديهم، ووجدنا أن الرجال الذين يتمتعون بأفضل جودة يمكن أن يتوقعوا أن يعيشوا لمدة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات أطول، في المتوسط، من الرجال الذين يتمتعون بأدنى جودة للسائل المنوي".

وأوضح أنه "بالنسبة المطلقة، فإن الرجال الذين لديهم عدد إجمالي من الخلايا المتحركة يزيد عن 120 مليونًا عاشوا 2.7 عامًا أطول من الرجال الذين لديهم عدد إجمالي من الخلايا المتحركة يتراوح بين 0 و5 ملايين، وكلما انخفضت جودة السائل المنوي، انخفض متوسط ​​العمر المتوقع، ولم يتم تفسير هذا الارتباط بأي أمراض في السنوات العشر التي سبقت تقييم جودة السائل المنوي أو المستوى التعليمي للرجال".

ويشير الباحثون إلى أن ضعف جودة السائل المنوي قد يكون مؤشرا لعوامل أخرى كامنة تؤثر على الخصوبة والصحة العامة، وقد يكون لهذا القدرة على اكتشاف المشاكل الصحية في الوقت الذي يخضع فيه الرجال لفحص جودة السائل المنوي.

وقال الدكتور يورجنسن: "نحن بحاجة إلى فهم أفضل للعلاقة بين جودة السائل المنوي والصحة العامة للرجال، ومع ذلك، تشير هذه الدراسة إلى أنه يمكننا تحديد مجموعات فرعية من الرجال الذين يعانون من ضعف جودة السائل المنوي والذين يبدو أنهم يتمتعون بصحة جيدة عند تقييم جودة السائل المنوي لديهم، ولكنهم معرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض معينة في وقت لاحق من الحياة".

وأضاف أن "تقييمات الخصوبة، التي تُجرى عادة عندما يكون الرجال في سن صغيرة نسبيًا، من شأنها أن تشكل فرصة للكشف عن مخاطر المشاكل الصحية الأخرى والتخفيف منها على المدى الأبعد، وفي الدراسة الحالية، لم نحلل ما إذا كانت جودة السائل المنوي الرديئة مرتبطة بالوفيات المبكرة الناجمة عن أسباب معينة، مثل السرطان أو أمراض القلب، وهذا أمر سوف ندرسه في المستقبل".

وتابع أنه "باستخدام مجموعات أخرى من الرجال، سنحاول أيضًا تحديد المؤشرات الحيوية ذات الصلة التي يمكنها تحديد مجموعات فرعية من الرجال المعرضين لخطر متزايد، وهذا أمر أساسي لبدء استراتيجيات الوقاية ذات الصلة".