نتائج واعدة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي

اكتشف باحثون طريقة ثورية لتقليل نوبات وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل لدي الاطفال مع منع تطور المرض.
ونشر الدكتور فارشيد جيلاك مؤخرًا نتائج بحثه حول طريقة جديدة للعلاج بالتوقيت الزمني، وهي إعطاء الأدوية بناءً على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما قد يغير طريقة علاج هذه الحالة في المستقبل.
نُشر البحث في مجلة Nature Communications.

تطوير دوائر جينية
يشير الإيقاع اليومي إلى ساعة الجسم التي تعمل على مدار 24 ساعة، والتي ينظمها الدماغ وتستجيب للضوء.
باستخدام مزيج من علم الأحياء الاصطناعي وهندسة الأنسجة، طور فريق البحث التابع للدكتور جيلاك دوائر جينية تعتمد على الساعة اليومية، يطلق عليها "الكرونوجرافيات"، والتي يمكن برمجتها في الخلايا الجذعية التي، بمجرد زرعها في الجسم، تتوافق مع الإيقاع اليومي الطبيعي للمريض وتوفر أدوية مضادة للالتهابات على أساس يومي في وقت محدد.
يجب حقن بعض أدوية التهاب المفاصل يوميًا لتكون فعالة، وهو أمر يصعب على الأطفال تحمله بشكل خاص.
وقالت الدكتورة لارا بفردهيرت، المؤلفة الأولى للدراسة: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الساعة الداخلية للخلية للتحكم في توصيل الدواء".
وفي حين أن المختبر كان قد طور في السابق خلايا "ذكية" ذاتية التنظيم تنتج عقاقير استجابة للالتهابات، فقد تم استخدام هذا النهج الجديد لإنشاء خلايا جذعية تصنع العقاقير تلقائيًا بناءً على إيقاع الجسم اليومي.
وقال جيلاك: "كل خلية في جسمنا لها دورة مدتها 24 ساعة، بما في ذلك الخلايا التي يمكن أن تحمل نوبات الالتهاب التي غالبًا ما تصاحب حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل عند الأطفال".
وأضاف: "غالبًا ما يعاني المرضى الذين يعانون من آلام التهاب المفاصل من أعراضهم والتهاباتهم في الصباح الباكر، حوالي الساعة 3 صباحًا إلى 5 صباحًا، وهي الفترة التي لا يتناول فيها الأشخاص الأدوية عادةً.
وتابع: "لمعالجة هذه المشكلة، أنشأنا مجالًا جديدًا يسمى علم الوراثة الزمني، وهو عبارة عن خلايا جذعية معدلة بيولوجيًا تطلق تلقائيًا الأدوية الموقوتة لجسمك لعلاج نوبات المرض حتى قبل حدوثها".
وقال الدكتور جيلاك إن أبحاث فريقه أظهرت أن تحديد توقيت استخدام الدواء بما يتماشى مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم لا يساعد فقط في تخفيف الألم، بل وفي بعض الحالات، يغير مسار المرض.
وأشار إلى أن النتائج يمكن استخدامها في نهاية المطاف لعلاج حالات صحية أخرى، مثل السرطان أو مرض السكري، والتي تظهر أيضًا خصائص الساعة البيولوجية.
وقال الدكتور جيلاك: "بالنسبة لأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، كلما تم تشخيص الحالة وعلاجها في وقت مبكر، كلما تمكنت من منع الالتهاب الذي يضر بالمفاصل".
وتابع: "إذا كان الجسم قادرًا على تلقي الأدوية قبل ظهور تلك النوبات، وبالتالي منع تلف المفاصل، فلن يتطور المرض، يمكن أن يكون التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال مؤلمًا للغاية وقد تكون الأعراض منهكة للغاية، وخاصة بالنسبة للأطفال، لذلك نأمل أن يساعد هذا البحث الجديد في تقليل الأعراض. تتمتع هذه التكنولوجيا بإمكانية تغيير حياة الكثير من الناس".
ولفت إلى أنه "لا توجد أدوية حاليًا تعكس مسار المرض، لكننا نأمل أن تتمكن من القيام بذلك".