اختبار جديد يساعد الأطباء على التنبؤ بالآثار الجانبية الخطيرة لعلاج السرطان

اكتشف باحثون طبيون في اليابان طريقة للتنبؤ بالآثار الجانبية التي قد تهدد الحياة للعلاج المناعي للسرطان قبل حدوثها.
ومن خلال تحليل السائل النخاعي الذي تم جمعه قبل العلاج، حدد الباحثون في جامعة كيوشو بروتينات محددة مرتبطة باستجابة مناعية ضارة يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي المركزي بعد العلاج.
وقد تؤدي النتائج التي نشرت في مجلة Leukemia إلى جعل علاج السرطان بالعلاج المناعي أكثر أمانا من خلال مساعدة الأطباء على تحديد المرضى المعرضين للخطر مسبقا، مما يسمح بالعلاج المبكر أو حتى الوقاية من هذه الحالة.

العلاج المناعي للسرطان
على مدى العقد الماضي، أصبح العلاج المناعي للسرطان ـ حيث يتم استخدام الجهاز المناعي للمريض لمحاربة السرطان ـ استراتيجية علاجية جديدة واعدة.
يستخدم أحد أشكال العلاج المناعي، المسمى علاج الخلايا التائية CAR-T، الهندسة الوراثية لإعادة برمجة الخلايا المناعية للمريض (الخلايا التائية) لاستهداف الخلايا السرطانية وتدميرها.
وقد أثبت نجاحه في علاج سرطانات الدم ولكنه يأتي مع مخاطر جسيمة، بما في ذلك متلازمة السمية العصبية المرتبطة بالخلايا المناعية المؤثرة (ICANS)، والتي تسبب التهابًا في الجهاز العصبي المركزي.
يقول الدكتور يويا كونيساكي، أستاذ في قسم الكيمياء السريرية وطب المختبرات في مستشفى جامعة كيوشو: "يمكن أن يظهر مرض ICANS بأعراض خفيفة، مثل الصداع أو الخمول، ولكن في الحالات الأكثر شدة يمكن أن يكون مهددًا للحياة، حيث يعاني المرضى من ضعف الوعي أو النوبات أو النزيف في المخ".
وأضاف: "معدل الإصابة بـ ICANS بعد العلاج CAR-T مرتفع للغاية، حوالي 64%، ولكن حتى الآن، لم تكن هناك طريقة موثوقة للتنبؤ بشدة ICANS".
في هذه الدراسة، قام فريق البحث بتحليل البروتينات الموجودة في السائل النخاعي المتبقي المأخوذ من 29 مريضًا مصابًا بسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين من النوع B قبل تلقيهم علاج CAR T.
في هذه المجموعة، أصيب 11 مريضًا بـ ICANS بينما لم يصاب 18 مريضًا.
تمكن فريق البحث من تحديد 864 بروتينًا موجودًا في جميع عينات السائل الشوكي، ومن ثم، قاموا بتضييق القائمة إلى 46 بروتينًا أظهرت اختلافات واضحة في المستويات بين المرضى الذين أصيبوا بـ ICANS وأولئك الذين لم يصابوا به، مما يجعلها مؤشرات حيوية محتملة للتنبؤ بالحالة.
وفي النهاية، وجد الباحثون أن C1RL، وهو بروتين بمستويات مرتفعة لدى مرضى ICANS، وFUCA2، وهو بروتين بمستويات أقل لدى مرضى ICANS، كانا أفضل المتنبئين.
عند النظر إلى هذين البروتينين معًا، حدد اختبار تنبؤي أن نسبتهما كانت عالية الدقة في التمييز بين المرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بـ ICANS وأولئك المعرضين لخطر منخفض.
ثم قام الفريق باختبار المؤشر الحيوي C1RL/FUCA2 على مجموعة ثانية من 10 مرضى يخضعون لعلاج CAR-T ووجدوا أنه بالنسبة لجميع المرضى، حددت نسبة البروتين بشكل صحيح خطر الإصابة بـ ICANS.
ومع ذلك، حذر الباحثون من أنه على الرغم من دقتها العالية، فإن حجم العينة الصغير للدراسة يعني أن نتائجهم لا تزال أولية.
وقالت الدكتورة توموكو نومياما، المؤلفة المشاركة الأولى: "نحتاج الآن إلى إجراء الدراسة مع عدد أكبر من المرضى للتحقق من نتائجنا بشكل كامل".
وأوضح كونيساكي: "إذا أظهرت نسبة المؤشرات الحيوية أن المريض معرض لخطر كبير للإصابة بمتلازمة ICANS، فيمكننا علاجه مسبقًا بأدوية تمنع نظام المكمل لتقليل المخاطر، وبالتالي، يمكن أن يمهد هذا الاختبار التنبئي الطريق لنهج أكثر تخصيصًا وأمانًا لعلاج السرطان".
ويخطط فريق البحث أيضًا لاختبار مدى دقة هذه المؤشرات الحيوية لدى المرضى المصابين بأنواع أخرى من سرطان الدم بخلاف سرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين.
وأخيرًا يعمل الباحثون أيضًا على توسيع نطاق بحثهم، على أمل اكتشاف المؤشرات الحيوية الرئيسية في السوائل التي يسهل جمعها، مثل مصل الدم.