دراسة: النظام الغذائي الغني بالدهون للأم قد يسبب إجهاد الكبد لدى الجنين

عندما تتبع الأمهات نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون والسكريات، قد يُصاب أجنتهن بإجهاد كبدي يستمر حتى مراحل مبكرة من الحياة، تُلقي دراسة جديدة نُشرت في مجلة Liver International الضوء على التغيرات التي تطرأ على حمض الصفراء لدى الجنين، والتي تؤثر على كيفية تطور أمراض الكبد وتفاقمها.
عادةً ما تُساعد الأحماض الصفراوية على الهضم وامتصاص الدهون الغذائية في الأمعاء الدقيقة، ولكن عندما تصل إلى مستويات مفرطة، تُصبح سامة وقد تُلحق الضرر بالكبد.
في حين أن الأم قادرة على إزالة سموم الأحماض، يفتقر الجنين إلى هذه القدرة، قد تعود الأحماض الصفراوية إلى الأم للتخلص منها، ولكن إذا لم تفعل، فإنها تتراكم في كبد الجنين، مما يُمهد الطريق لمشاكل مستقبلية.
إصابة الجنين بإجهاض الكبد
تشير النتائج إلى أن التعرض المُبكر للأحماض الصفراوية الزائدة في الرحم قد يكون أحد العوامل المهمة الكامنة وراء التطور المُبكر لمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)، والذي يُصيب ما يصل إلى 30% من الشباب.
قال الدكتور جيد فريدمان، نائب رئيس الجامعة المساعد لبرامج السكري في جامعة أوكلاهوما للعلوم الصحية ومدير مركز هارولد هام للسكري التابع لجامعة أوكلاهوما الصحية، إنه مصدر قلق كبير على الصحة العامة، فنحن نعلم أن الأمهات المصابات بالسمنة أو اللاتي يتبعن نظامًا غذائيًا غير صحي يمكن أن يُعرّضن الجيل التالي لخطر الإصابة بالسمنة وداء السكري وأمراض أيضية أخرى تبدأ في الرحم، مما يُكمل حلقة مفرغة من الأم إلى الرضيع، شارك فريدمان في تأليف الدراسة مع الدكتورة ستيفاني ويسولوفسكي من الحرم الطبي بجامعة كولورادو أنشوتز.

بحلول الوقت الذي أصبح فيه الأطفال الذين خضعوا للدراسة صغارًا، كانوا يعانون من تلف في الكبد، بما في ذلك زيادة في كميات بروتين يُسمى الكولاجين، وهو مرتبط بالتليف (تراكم النسيج الندبي)، وتنشيط خلايا الكبد المُشاركة في التليف.
كما أدى النظام الغذائي عالي الدهون إلى تغييرات في آلية عمل بعض جينات الكبد، وخاصة تلك المتعلقة بمعالجة الأحماض الصفراوية، استمرت هذه التغييرات بغض النظر عما تناوله الأطفال بعد الفطام.
بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الأبناء الذين تناولت أمهاتهم نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون عدد أكبر من خلايا القناة الصفراوية (الخلايا التي تُصرّف الصفراء من الكبد)، مما يُشير إلى أن الكبد كان يحاول تعويض التلف.
تُقدّم هذه الدراسة دليلًا على أن MASLD ينشأ في الرحم، ويتأثر جزئيًا على الأقل بالنظام الغذائي الغني بالدهون الذي تتبعه الأم، قد يُتيح اكتشاف ارتفاع مستويات الأحماض الصفراوية لدى الأجنة فهمًا أعمق للمراحل المبكرة من MASLD وتطوره قبل أن يتفاقم.
يلعب النظام الغذائي للأم أثناء الحمل دورًا هامًا في تحديد صحة طفلها في المستقبل،ومن خلال اختيار طعام صحي، يُمكن للأمهات المساعدة في تقليل خطر إصابة أطفالهن بأمراض أيضية مثل MASLD في مراحل لاحقة من حياتهم.