الأحد 04 مايو 2025 الموافق 06 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

جزيء طبيعي يظهر نتائج واعدة في علاج الذئبة

الجمعة 14/مارس/2025 - 04:22 م
 علاج الذئبة
علاج الذئبة


الذئبة الحمامية الجهازية، أو الذئبة، مرض مناعي ذاتي معقد، يهاجم فيه الجهاز المناعي الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ، مما يؤثر غالبًا على الجلد والمفاصل والكلى والجهاز العصبي.

تشمل أعراض الذئبة الالتهاب والطفح الجلدي وآلام المفاصل وتلف الأعضاء.

حتى الآن، ركزت العلاجات على الأدوية المثبطة للمناعة، التي تُبطئ تطور المرض، ولكنها غالبًا ما تُسبب آثارًا جانبية كبيرة.

كشفت دراسة نشرت في مجلة Science Translational Medicine عن نهج جديد واعد حيث يمكن لجزيء طبيعي - جلوكونولاكتون - أن يساعد في إعادة التوازن إلى الجهاز المناعي دون قمعه.

تنظيم المناعة

تلعب الخلايا التائية التنظيمية (Tregs) دورًا رئيسيًا في توازن جهازنا المناعي، فهي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة خلايا الجسم، وتحدّ من الالتهابات الضارة فيه.

في مرض الذئبة، يختل هذا التوازن، وقد أظهر الباحثون أن الجلوكونولاكتون يزيد بشكل ملحوظ من عدد ووظيفة الخلايا التنظيمية لدى كل من الفئران والبشر.

لم يقتصر دور المكون النشط على تعزيز تكوين الخلايا التنظيمية التائية في مزارع الخلايا، بل ساهم أيضًا في تثبيط مجموعتين فرعيتين من الخلايا التائية المساعدة، وهما من الخلايا المسببة للالتهابات، واللتان تلعبان دورًا هامًا في التفاعلات المناعية الذاتية.

بعبارة أخرى، يُسهم الجلوكونولاكتون في بيئة مناعية أكثر توازنًا.

وقال الباحثون: "يعمل الجلوكونولاكتون كغذاء فعال للخلايا التائية التنظيمية، وهو وضع مربح للجانبين لتنظيم المناعة".

وقد لوحظ هذا التأثير أيضًا في نموذج فئران خاص لمرض الذئبة، حيث عُدِّلت الفئران وراثيًا لتطوير مرض شبيه بمرض الذئبة.

حسّن الجلوكونولاكتون وظيفة الخلايا التنظيمية التائية لدى الحيوانات، وخفف من الطفح الجلدي الالتهابي الذي يحدث عادةً في مرض الذئبة.

بالإضافة إلى ذلك، تم تأكيد هذه الآلية في دراسات أُجريت على خلايا من مرضى الذئبة، حيث عزز الجلوكونولاكتون الخلايا التائية التنظيمية وساعد على إعادة توازن الجهاز المناعي.

وقد أدى كريم جلوكونولاكتون، الذي أثبت فعاليته بشكل خاص، إلى تحسنات ملحوظة في دراسة سريرية أُجريت على مرضى الذئبة الجلدية بعد أسبوعين فقط.

وقال الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى أن الغلوكونولاكتون يمكن أن يكون خيار علاج مستهدف مع آثار جانبية أقل لأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة".

إمكانات العلاجات الجديدة

من خلال تعزيز الخلايا المناعية الوقائية في الجسم والحد من الالتهاب المفرط، يمكن أن يكون الجلوكونولاكتون خيارًا واعدًا ليس فقط لعلاج الذئبة، ولكن أيضًا لأمراض الجلد المناعية الذاتية الأخرى مثل الصدفية وكذلك الأمراض الجهازية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد.