الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

العمل على لقاح يمنع انتقال فيروس الهربس إلى الأطفال حديثي الولادة

الأحد 16/مارس/2025 - 11:38 م
حديثي الولادة
حديثي الولادة


تقدم دراسة جديدة رؤية حاسمة لتطوير لقاح يمكنه منع انتشار الفيروس المضخم للخلايا (CMV) عبر المشيمة إلى الأطفال بشكل أكثر فعالية قبل ولادتهم.

الفيروس المضخم للخلايا

يُعد الفيروس المضخم للخلايا (CMV) أحد أكثر الفيروسات شيوعًا، ومعظم الناس لا يدركون إصابتهم به.

ومع ذلك، فإنه يحمل مخاطر جسيمة على الجنين النامي، بما في ذلك مضاعفات صحية مدى الحياة مثل فقدان السمع، وتأخر النمو، وضعف الجهاز العصبي.

ومن شأن لقاح فعال أن يساعد في حماية الأطفال من الآثار الصحية المستقبلية.

وجدت الدراسة، المنشورة في مجلة "ساينس ترانسليشنال ميديسن"، أن الفيروس المضخم للخلايا الذي يفتقر إلى مركب بروتيني فيروسي معين - والذي يُعتبر حاليًا هدفًا أساسيًا في اللقاحات لمنع انتشاره عبر المشيمة - لا يزال بإمكانه الانتقال والتسبب بأضرار جسيمة للجنين النامي.

تشير هذه النتائج بقوة إلى ضرورة تحديد واستكشاف أهداف لقاحات إضافية يمكن أن توفر حماية فائقة.

قال الدكتور دانيال مالولي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "نأمل أن يُمهّد عملنا الطريق لاختيار لقاحات أكثر واعدة، والتي سنختبرها في دراسات مستقبلية".

وأضاف: "في النهاية، نأمل أن يُفضي بحثنا إلى لقاح فعال يُمكن توفيره على نطاق واسع".

وقف انتشار الفيروس عبر المشيمة

الفيروس المضخم للخلايا هو فيروس شائع يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، وقد أصيب أكثر من نصف البالغين بهذا الفيروس قبل سن الأربعين.

في حين أن عدوى الفيروس المضخم للخلايا يمكن أن تسبب أعراضًا خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا، إلا أن معظم الأشخاص لا تظهر عليهم أي علامات للمرض ولا يدركون أنهم أصيبوا بالفيروس.

ومع ذلك، فإن العدوى أثناء الحمل يمكن أن تشكل خطرا كبيرا لانتقال العدوى إلى الجنين النامي، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية مدى الحياة للمولود.

يُعد الفيروس المضخم للخلايا (CMV) السببَ المُعدي الرئيسي لاضطرابات النمو العصبي الشديدة عالميًا، بما في ذلك فقدان السمع لدى الأطفال والإعاقة الذهنية.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يُصاب حوالي طفل واحد من كل 200 طفل يولدون في الولايات المتحدة بعدوى الفيروس المضخم للخلايا الخلقية، ويُصاب حوالي 20% منهم بعيوب خلقية خطيرة أو يعانون من مشاكل عصبية أو صحية أخرى طويلة الأمد.

يقول مالولي إن هناك حاجة ماسة لاستراتيجيات لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، ولكن على الرغم من أكثر من أربعة عقود من الأبحاث السريرية، لم يُطوَّر أي لقاح فعال. ويعود هذا النقص في التقدم بشكل كبير إلى فجوة في فهم التفاعلات بين الفيروس والمضيف التي تسمح للفيروس المضخم للخلايا بعبور المشيمة لدى المرضى من البشر.

قال مالولي: "إنّ الحصول على معلومات أكثر دقة حول التفاعلات بين الفيروس والمضيف البشري أمرٌ بالغ الأهمية لاختيار أهداف واعدة يمكن استخدامها لتطوير لقاح فعال".

وأضاف: "تتعارض البيانات التي كشف عنها بحثنا مع الافتراضات الشائعة في مجال تطوير لقاحات الفيروس المضخم للخلايا، وتشير إلى أن بعض أهداف اللقاحات الأكثر استخدامًا قد لا توفر حماية كافية من الانتشار عبر المشيمة، وهذا يشير إلى أنه قد يلزم تضمين بروتينات أخرى للفيروس المضخم للخلايا في تصميمات اللقاحات المستقبلية لمنع انتقال العدوى هذه".

لقاح فعال

افترض الباحثون أن تحفيز الأجسام المضادة المحايدة ضد المركب الخماسي لفيروس تضخم الخلايا - أي مزيج من البروتينات الفيروسية المتعددة اللازمة لإصابة أنواع معينة من الخلايا - من شأنه أيضًا منع انتشار الفيروس عبر المشيمة إلى الجنين.

اختبر فريق البحث فرضيتهم على نماذج الرئيسيات غير البشرية.

المثير للدهشة أنهم وجدوا أن الفيروس الذي يفتقر إلى المركب الخماسي لا يزال قادرًا على عبور المشيمة وإلحاق الضرر بالجنين، مما يشير إلى ضرورة دراسة أهداف أخرى، وهو عمل عاجل ذو أهمية بالغة لبرامج تطوير اللقاحات الجارية في شركات الأدوية.

وسوف تستفيد الأبحاث المستقبلية التي سيقوم بها مالولي وفريقه من النماذج الحالية المستخدمة في هذه الدراسة لفهم تفاعلات الفيروس مع المضيف بشكل أفضل والتي تتطلبها عملية الانتقال عبر المشيمة، وتحديد أهداف لقاح جديدة وأكثر فعالية.

وقال بيرمار من كلية وايل كورنيل للطب: "بصفتي مقدم رعاية صحية للأطفال، فأنا شغوف بمنح الأطفال أفضل بداية ممكنة لحياة كاملة وصحية، لذلك من المحزن أن نرى طفلًا يعاني من هذه العدوى ويواجه مضاعفات مدمرة وربما تستمر مدى الحياة".

وأضاف أن "هذه النتائج مثيرة للاهتمام لأنها تقربنا خطوة واحدة من تطوير لقاح فعال، والذي نأمل أن يتمكن من حماية النساء الحوامل والأطفال في جميع أنحاء العالم".