السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

من بينها الزهايمر.. كشف سبب جديد للإصابة بأمراض التنكس العصبي

الخميس 20/مارس/2025 - 12:30 م
الزهايمر
الزهايمر


كشف باحثون عن دليل علمي جديد يمكن أن يفتح المسار الخلوي الرئيسي المؤدي إلى أمراض عصبية تنكسية مدمرة.

تشمل هذه الأمراض الزهايمر، والضرر التدريجي للفص الجبهي والصدغي في الدماغ في التنكس الجبهي الصدغي (FTD) والمرض المصاحب للتصلب الجانبي الضموري (ALS).

نشرت النتائج في مجلة Nature Neuroscience،

نُشرت دراسة بعنوان "استنزاف TDP-43 البطاني يُعطّل مسارات الحاجز الدموي الدماغي الأساسية في حالات التنكس العصبي"، في 14 مارس 2025.

أجرى الباحث الرئيسي، عمر مصطفى فتحي، البحث في مختبر الباحث الرئيسي الدكتور باتريك أ. مورفي، الأستاذ المشارك والمدير المؤقت المُعيّن حديثًا لمركز بيولوجيا الأوعية الدموية.

أُجريت الدراسة بالتعاون مع الدكتور ري تشيانج يان، الخبير الرائد في أبحاث مرض الزهايمر والتنكس العصبي.

يقدم هذا العمل استكشافًا جديدًا وهامًا لكيفية مساهمة الخلل الوظيفي الوعائي في الأمراض العصبية التنكسية، مُجسّدًا التعاون الوثيق بين مركز بيولوجيا الأوعية الدموية وقسم علوم الأعصاب.

في حين أن الأدلة السريرية لطالما أشارت إلى أن خلل الحاجز الدموي الدماغي (BBB) ​​يلعب دورًا في التنكس العصبي، إلا أن المساهمة المحددة للخلايا البطانية ظلت غير واضحة.

حماية الدماغ

يعمل الحاجز الدموي الدماغي كحاجز وقائي أساسي، يحمي الدماغ من العوامل المنتشرة التي قد تسبب الالتهاب والخلل الوظيفي.

على الرغم من أن أنواعًا متعددة من الخلايا تساهم في وظيفته، إلا أن الخلايا البطانية - البطانة الداخلية للأوعية الدموية - هي مكونه الرئيسي.

يُقال غالبًا في هذا المجال إن عمرنا يقاس بعمر شراييننا.

ومع تطور الأمراض، نتعلم أهمية البطانة الغشائية، لم يكن لدي أدنى شك في أن الأمر نفسه ينطبق على التنكس العصبي، لكن رؤية ما تفعله هذه الخلايا كانت خطوة أولى حاسمة، كما يقول مورفي.

واجه عمر ومورفي وفريقهما تحديًا رئيسيًا: الخلايا البطانية نادرة ويصعب عزلها من الأنسجة، مما يجعل تحليل المسارات الجزيئية المشاركة في التنكس العصبي أكثر صعوبة.

للتغلب على هذه المشكلة، طوّر الباحثون نهجًا مبتكرًا لإثراء هذه الخلايا من أنسجة مجمدة مخزنة في بنك حيوي كبير برعاية المعاهد الوطنية للصحة، ثم طبّقوا تقنية inCITE-seq، وهي طريقة متطورة تُمكّن من القياس المباشر لاستجابات إشارات مستوى البروتين في الخلايا المفردة، مسجلةً بذلك أول استخدام لها على الإطلاق في الأنسجة البشرية.

أدى هذا الاكتشاف إلى اكتشاف مذهل: تشترك الخلايا البطانية من ثلاثة أمراض عصبية تنكسية مختلفة - مرض الزهايمر (AD)، والتصلب الجانبي الضموري (ALS)، والخرف الجبهي الصدغي (FTD) - في أوجه تشابه جوهرية تميزها عن الخلايا البطانية في الشيخوخة الصحية.

كان من أهم النتائج نضوب TDP-43، وهو بروتين رابط للحمض النووي الريبي (RNA)، مرتبط وراثيًا بمرض ALS-FTD، وعادةً ما يتعطل في مرض الزهايمر.

حتى الآن، ركزت الأبحاث بشكل أساسي على الخلايا العصبية، لكن هذه الدراسة تُسلط الضوء على خلل وظيفي لم يُكتشف سابقًا في الخلايا البطانية.

يقول عمر: "من السهل اعتبار الأوعية الدموية أنابيب سلبية، لكن نتائجنا تُشكك في هذا الرأي. ففي العديد من الأمراض العصبية التنكسية، نلاحظ تغيرات وعائية متشابهة بشكل ملحوظ، مما يُشير إلى أن الأوعية الدموية ليست مجرد ضرر جانبي، بل هي تُشكل تطور المرض بشكل نشط، إن إدراك هذه القواسم المشتركة يفتح الباب أمام إمكانيات علاجية جديدة تستهدف الأوعية الدموية نفسها".

ويعتقد فريق البحث أن هذه المجموعة الفرعية التي تم تحديدها حديثًا من الخلايا البطانية يمكن أن توفر خريطة طريق لاستهداف هذا الخلل في الخلايا البطانية لتجنب المرض، وكذلك لتطوير علامات حيوية جديدة من دم المرضى المصابين بالمرض.