دراسة: كبار السن قد يكونون أكثر مقاومة لعدوى إنفلونزا الطيور من الأطفال

وفقًا لبحث جديد فإن التعرض المسبق لأنواع محددة من فيروسات الإنفلونزا الموسمية يعزز المناعة التفاعلية المتصالبة ضد فيروس إنفلونزا الطيور H5N1.
وقد وُجد أن كبار السن الذين تعرضوا لفيروسات الإنفلونزا الموسمية التي انتشرت قبل عام 1968 كانوا أكثر عرضة لتكوين أجسام مضادة ترتبط بفيروس إنفلونزا الطيور H5N1.
وتشير النتائج التي نشرت في مجلة "نيتشر ميديسن" إلى أن البالغين الأصغر سنا والأطفال سوف يستفيدون أكثر من لقاحات H5N1، حتى تلك التي لا تستهدف على وجه التحديد السلالة الحالية المنتشرة بين الطيور والماشية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور سكوت هينسلي، أستاذ علم الأحياء الدقيقة: " نعلم أن التعرض للإنفلونزا في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يثير استجابات مناعية تستمر مدى الحياة".
وأضاف: وجدنا أن استجابات الأجسام المضادة التي حفزتها فيروسات H1N1 وH3N2 قبل عقود يمكن أن تتفاعل تفاعلًا متبادلًا مع فيروسات H5N1 الطيرية المنتشرة اليوم. معظم هذه الأجسام المضادة المتفاعلة تفاعلًا متبادلًا لا تستطيع منع العدوى، لكنها على الأرجح ستحد من المرض في حال حدوث جائحة H5N1".

حماية محتملة من فيروس سريع التغير
انتشرت فيروسات H5N1 بين الطيور لسنوات عديدة، ولكن ظهرت نسخة جديدة منها، تسمى فيروس CLADE 2.3.4.4b H5N1، في الآونة الأخيرة، وانتشرت منذ ذلك الحين بين الماشية.
لا ترتبط سلالة H5N1 الحالية جيدًا بمستقبلات الجهاز التنفسي العلوي لدى البشر، ولكن انتشارها على نطاق واسع لدى الثدييات قد يؤدي إلى طفرات تُمكّن الفيروس من إصابة خلايا الجهاز التنفسي لدى البشر وزيادة انتقاله.
في حال حدوث ذلك، قد يبدأ H5N1 بالانتشار بين البشر.
فيروسات الإنفلونزا مُغطاة ببروتينين شبيهين بالمصاصة، هما الهيماغلوتينين والنورامينيداز، واللذان سُميت الفيروسات باسمهما (مثل H5N1).
هذان البروتينان هما ما يُمكّنان الفيروس من الارتباط بالخلايا السليمة وبدء عملية العدوى. تُحفز لقاحات الإنفلونزا الحالية بشكل أساسي الأجسام المضادة التي تتعرف على بروتينات الهيماغلوتينين، وتمنعها من إصابة خلايا الجسم.
تتطور "رؤوس" مصاصات بروتينات الهيماجلوتينين بشكل أكثر تكرارًا في حين أن "أعواد" مصاصات الهيماجلوتينين، والتي تسمى السيقان، لا تتطور بنفس السرعة.
أجرى باحثون فحصًا لعينات دم من أكثر من 150 شخصًا وُلدوا بين عامي 1927 و2016، بحثًا عن أجسام مضادة تستهدف بروتينات سيقان فيروسات إنفلونزا مختلفة، بما فيها فيروس H5N1، ووجدوا أن عينات الدم المأخوذة من كبار السن المولودين قبل عام 1968، والذين يُحتمل تعرضهم لأول مرة لفيروس H1N1 أو H2N2 في طفولتهم، تحتوي على مستويات أعلى من الأجسام المضادة التي يمكنها الارتباط بسيقان فيروس H5N1.
وجد الباحثون أن سنة ميلاد الفرد ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكمية الأجسام المضادة لفيروس H5N1 في دمه. الأطفال الصغار الذين لم يتعرضوا لفيروسات الإنفلونزا الموسمية لديهم مستويات منخفضة من الأجسام المضادة القادرة على مكافحة فيروس H5N1.
اللقاحات الموجودة فعالة
لتحديد كيفية استجابة الأفراد الذين ولدوا في سنوات ميلاد مختلفة للقاحات H5N1، حصل الباحثون على عينات دم من مجموعة منفصلة من الأفراد الذين ولدوا بين عامي 1918 و2003 قبل وبعد تطعيمهم بلقاح H5N1 لعام 2004 والذي لم يتطابق تمامًا مع فيروس H5N1 من النوع 2.3.4.4b المنتشر حاليًا.
تماشيًا مع النتائج الأولية للباحثين، كان لدى كبار السن كميات أكبر من الأجسام المضادة التي يمكنها الارتباط بسيقان فيروس H5 قبل التطعيم.
بعد التطعيم، زادت الأجسام المضادة لسيقان فيروس H5 بشكل طفيف لدى كبار السن، لكنها زادت بشكل كبير لدى الأطفال.
ارتبطت هذه الأجسام المضادة بكل من فيروس H5N1 لعام 2004 وفيروس H5N1 من النوع 2.3.4.4b المنتشر حاليًا.
في حال تفشي جائحة فيروس H5N1، من المرجح أن تكون جميع الفئات العمرية أكثر عرضة للإصابة، ولكن من المحتمل أن يكون الأطفال الأكثر تأثرًا بالمرض، وفي هذه الحالة، ينبغي إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال ضد فيروس H5N1.