السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما سر عدم استجابة بعض الأفراد بشكل جيد للقاح المكورات الرئوية؟

الإثنين 17/مارس/2025 - 03:07 م
لقاح المكورات الرئوية
لقاح المكورات الرئوية


قد تكون ميكروبات الأمعاء العامل الرئيسي الذي يُفسر عدم استجابة بعض الأفراد بشكل جيد للقاح المكورات الرئوية، وهي بكتيريا يُمكن أن تُسبب أمراضًا مُختلفة، مثل الالتهاب الرئوي.

استُخلص هذا الاستنتاج من دراسة حديثة أجرتها مجموعة أبحاث بيولوجيا الخلايا البائية في معهد أبحاث مستشفى ديل مار، ونُشرت في مجلة Science Advances.

حلل الباحثون استجابات اللقاح باستخدام نماذج فئران معدلة وراثيًا لدراسة نوعين من لقاحات المكورات الرئوية - أحدهما شائع الاستخدام لدى الأطفال والآخر لدى البالغين.

ورغم اختلاف آليات عمل هذين اللقاحين، إلا أنهما يوفران تغطية واسعة.

ومع ذلك، لدى الأفراد المصابين بنوع محدد من نقص المناعة، وهو نقص الغلوبولين المناعي أ (IgA)، لا يُقدم الجهاز المناعي دائمًا استجابة كافية، مما يجعلهم عرضة لالتهابات الجهاز التنفسي التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، والسبب: ضعف تنظيم ميكروبات الأمعاء.

دور الغلوبولين المناعي أ

يلعب IgA دورًا حاسمًا في التحكم في ميكروبات الأمعاء، فهو ينظم وظيفتها ويضمن استمرار وجودها المفيد للجسم.

ومع ذلك، في غياب IgA، يمكن للبكتيريا التي تُكوّن ميكروبات الأمعاء أن تنمو بشكل مفرط وتنتشر خارج الأمعاء.

يؤدي هذا النمو المفرط إلى تحفيز استجابة الجهاز المناعي للسيطرة على البكتيريا، لكن هذه الاستجابة تظل نشطة باستمرار بمرور الوقت، مما يؤدي إلى استنفاد الخلايا المناعية.

وفقًا للدكتور أندريا سيروتي، الباحث في معهد أبحاث مستشفى ديل مار ومعهد ICREA، "قد يكون اللقاح أقل فعالية في غياب الغلوبولين المناعي أ، لأن الجزيئات البكتيرية القادمة من الأمعاء تُحفز الجهاز المناعي بشكل مفرط، مما يُنهكه. تؤدي هذه الظاهرة إلى إنتاج كمية زائدة من جسم مضاد آخر، وهو الغلوبولين المناعي ج (IgG)".

في الظروف العادية، "تُولّد اللقاحات استجابة من خلال أجسام مضادة من نوع IgG خاصة بالمكورات الرئوية، ومع ذلك، يُقلّل نقص IgA في المرضى الذين يعانون من نقص IgA من فعالية اللقاح"، كما يوضح ماوريسيو غوزمان، الباحث في معهد رامون إي كاخال للأبحاث في مستشفى ديل مار. تشير هذه النتيجة إلى ضرورة مراعاة هذا العامل في استراتيجيات التطعيم.

التدخل المبكر

يُشير مؤلفو الدراسة إلى أنه على الرغم من أن نقص IgA يُصيب البالغين في المقام الأول، إلا أن تأثيره السلبي على الجهاز المناعي قد يبدأ في سن مبكرة جدًا.

تشير نتائج الدراسة إلى أن الاستجابة المفرطة غير الطبيعية لـ IgG لمكونات ميكروبات الأمعاء ، وضعف الاستجابة للقاحات، تبدأ في مرحلة مبكرة جدًا من الحياة.

ولهذا السبب، "يجب علينا استكشاف إمكانية التكميل المبكر بالأجسام المضادة IgA المعاد تركيبها، كشكل من أشكال العلاج المناعي، لمقاومة الاستجابة المناعية المفرطة للبكتيريا المعوية ومنع استنزاف الجهاز المناعي"، كما يشير الدكتور سيروتي.

يمكن أن يساعد هذا النهج في منع الخلايا المناعية من الفشل في الاستجابة للقاحات بعد سنوات من التنشيط المناعي المستمر الناجم عن نقص تنظيم ميكروبات الأمعاء الذي توفره IgA.

ويعتقد فريق البحث أن هذه النتائج قد تؤدي إلى استراتيجيات وقائية جديدة للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى المكورات الرئوية الشديدة، مثل الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والأفراد الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة، والذين يوصى بالتطعيم لهم.

بالإضافة إلى ذلك، قد تمتد نتائج الدراسة لتشمل لقاحات أخرى أيضًا.

ويشير الباحثون أيضًا إلى أن الأبحاث جارية بالفعل لتطوير تركيبات من الغلوبولين المناعي أ قادرة على منع اختراق الميكروبات للأمعاء وتصحيح نقص الغلوبولين المناعي أ.