الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: عدم معرفة ما يمكن توقعه يمكن أن يجعل الألم أسوأ

الثلاثاء 18/مارس/2025 - 02:03 م
القلق
القلق


عندما نلمس شيئا مألوفا، فإن أدمغتنا تعرف مسبقا الشعور المتوقع ومدى الألم، لكن إذا كنت معصوب العينين ولم تكن تعلم أنك تلمس مقلاة دافئة مثلا، فستشعر بألم أشد، حتى لو لم تكن دافئة بما يكفي لإيذائك.

تُظهر دراسة جديدة من قسم الطب السريري بجامعة آرهوس أن عدم معرفة ما نتوقعه يُغير طريقة تفسير الدماغ للألم، مما يزيده سوءًا حتى في غياب الخطر الحقيقي.

في الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز"، صمم الباحثون تجربةً تنبأ فيها المشاركون بما إذا كانوا سيشعرون بإحساس دافئ أو بارد على ساعدهم، ولكن في بعض الأحيان، كانوا يتعرضون لمحفزات دافئة وباردة في آنٍ واحد، مما أثار لديهم شعورًا بألم حارق، وهي ظاهرة محيرة تُعرف باسم "وهم الشواية الحرارية"، كما توضح الأستاذة المساعدة فرانشيسكا فاردو من جامعة آرهوس.

وقالت فاردو: "أظهرت أبحاث سابقة أن توقعاتنا تُؤثر على كيفية شعورنا بالألم، وفي هذه الدراسة، أردنا معرفة ما إذا كان عدم اليقين في تلك التوقعات، أو عندما لا يمتلك الدماغ تنبؤًا واضحًا، قد يزيد أيضًا من الألم، بالاستفادة من حالة وهم الشواية الحر

ارية الغريبة، تمكنا من إثبات أنه حتى في حالة عدم حدوث أي ضرر، فإن عدم معرفة ما نتوقعه يجعلنا نشعر بمستوى عالٍ من الألم".

هل تتغير كيفية تعاملنا مع الألم؟

في الدراسة، جمع الباحثون بين تصوير الدماغ المتطور والنمذجة الحاسوبية على 300 مشارك.

سمح لهم ذلك برؤية كيفية ارتباط استجابات عدم اليقين بأجزاء محددة من الدماغ.

تُظهر نتائجنا أن عدم اليقين، وليس مجرد التوقع، يلعب دورًا مهما في الألم.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة حول تأثيرات الدواء الوهمي والتأثيرات النفسية السلبية أن توقع الراحة يمكن أن يُخفف الألم، بينما توقع الضرر قد يزيده سوءًا.

تُضيف نتائجنا بُعدًا جديدًا: عندما يكون الدماغ غير متأكد مما يتوقعه ويواجه إشارات غامضة، فإنه يُبالغ في الحذر، مما يُفاقم الألم بما يتجاوز الحد الضروري، كما يوضح فاردو.

وقد يؤثر ذلك على كيفية تعاملنا مع المرضى الذين يعانون من الألم والقلق.

وقالت فاردو: "على المدى القصير، قد تساعد هذه النتائج علماء الألم على فهم أفضل لكيفية عمل هذه العمليات، وقد تساعد أيضًا في توجيه المتخصصين في الرعاية الصحية في تصميم استراتيجيات أفضل لإدارة الألم، مثل تقديم معلومات أكثر وضوحًا أو تحديد توقعات دقيقة، بحيث يشعر المرضى بقدر أقل من عدم اليقين بشأن ما سيحدث".

وتهدف فاردو الآن إلى تكرار الدراسة على الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن والبحث فيما إذا كانت العوامل النفسية مثل الاكتئاب والقلق تلعب أيضًا دورًا في كيفية إدراكنا للألم.