السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

خفض العمر الحيوي.. كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بـ مرض الزهايمر؟

الثلاثاء 18/مارس/2025 - 02:12 م
الزهايمر
الزهايمر


قد يكون "العمر الحيوي" للشخص، أو مدى شباب خلاياه في توليد الطاقة، مؤشرا رئيسيا على ما إذا كان معرضا لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، وفقا لبحث جديد أجراه باحثون بكلية طب وايل كورنيل.

وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications، إلى أن الحياة الصحية يمكن أن تعيد الساعة الحيوية إلى الوراء لدى بعض الأشخاص، مما يساعدهم على صد مرض الزهايمر بنفس فعالية دواء جديد يسمى ليكانيماب.

قال الدكتور يان كرومسيك، الباحث الرئيسي في الدراسة: "هذا إنجازٌ كبير، لأنه يعني أن بعض الأشخاص يستطيعون تقليل مخاطرهم دون الآثار الجانبية غير المؤكدة للعلاجات الحالية".

تُقرّبنا النتائج الجديدة خطوةً نحو حلّ لغزٍ طال انتظاره.

من العلامات المُبكرة لمرض الزهايمر فقدان خلايا الدماغ قدرتها على إنتاج الطاقة واستخدامها بكفاءة، مثل استقلاب الجلوكوز (السكر)، لكن بعض الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض المرض لسنوات.

يشير هذا التأخير بين اختلالات مسارات الطاقة وظهور أعراض المرض إلى وجود "سعة حيوية" تُوفر حمايةً لهؤلاء الأفراد. فأجسامهم وأدمغتهم أكثر قدرةً على الحفاظ على مستويات الطاقة مرتفعةً حتى عند بدء ظهور المشاكل.

في هذه الحالات، قد يتمتع الأشخاص بصحة جيدة بشكل غير عادي عند النظر إلى قدراتهم الإدراكية، كما قال الدكتور كرومسيك.

وأضاف: "يصلون إلى سن الشيخوخة دون أن يصابوا بالتدهور الذي يتسلل إليهم عادةً".

ولكن هل يستطيع الباحثون تحديد الأفراد الذين يتمتعون بهذه القدرة الحيوية العالية المفيدة ومساعدة أولئك الذين لا يتمتعون بها؟

أداة جديدة للتنبؤ بمرض الزهايمر

لجأ الدكتور كرومسيك وزملاؤه إلى مجموعة من الجزيئات تُسمى أسيل كارنيتين، وهي مرتبطة بتراجع الإدراك وتكسير الدهون والبروتينات أو استقلابها للحصول على الطاقة.

لاختبار ما إذا كانت مستويات أسيل كارنيتين المرتفعة في الدم قادرة على التنبؤ بالمعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، استخدم الباحثون بيانات من دراسة واسعة النطاق تُسمى مبادرة التصوير العصبي لمرض الزهايمر.

قال الدكتور كرومسيك: "كان الأمر مثيرًا للاهتمام، ساهم تقسيم المشاركين في الدراسة إلى مجموعات بناءً على مستويات الأسيل كارنيتين الخاصة بهم في تحديد الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر الأكثر شدة، وآخرين يعانون من أعراض أقل".

دفع هذا الباحثين إلى تحديد ساعة حيوية تعتمد على الأسيل كارنيتين، أي عمر عملية الأيض لدى الشخص مقارنةً بعمره الحقيقي.

يرتبط ارتفاع عمر الطاقة الحيوية بارتفاع مستويات الأسيل كارنيتين، وتفاقم مرض الزهايمر، والتدهور المعرفي، وضمور الدماغ.

قام الباحثون أيضًا بقياس التدهور المعرفي باستخدام اختبار شائع يُسمى فحص الحالة العقلية المصغر، حيث تشير النتيجة الأقل من 24 من 30 نقطة إلى وجود ضعف، ووجدوا أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الأسيل كارنيتين في البداية تراجعت قدراتهم المعرفية بشكل أبطأ، حيث خسروا حوالي 0.5 نقطة أقل سنويًا من الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الأسيل كارنيتين، وتضاهي هذه الفائدة دواء ليكايناب لعلاج الزهايمر.

إلى حد ما، تتحرك الساعة الحيوية للطاقة لدى الشخص بمعدل تحدده جيناته، ولكن اتباع نمط حياة صحي، على سبيل المثال، تناول نظام غذائي قائم على النباتات وممارسة الرياضة، يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات الأسيل كارنيتين منخفضة، مما يعني عمرًا حيويًا أصغر، كما أوضح الدكتور كرومسيك.

ثم حددوا مجموعة فرعية من المشاركين، تُمثل حوالي 30% من مبادرة التصوير العصبي لمرض الزهايمر، ممن لديهم عمرٌ حيويٌّ متقدمٌ ولكن لديهم خلفيةٌ وراثيةٌ مواتية.

قد يستفيد هؤلاء الأفراد بشكلٍ أكبر من تدخلات نمط الحياة المبكرة المُصممة لتقليل عمرهم الحيوي، وربما تأخير أو منع ظهور مرض الزهايمر.

الخطوات التالية

في المستقبل، يأمل الدكتور كرومسيك في التركيز على التدخلات الحياتية الأكثر فعالية لخفض العمر الحيوي. على سبيل المثال، قد يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات في الحفاظ على صحة الأيض، ولكن ما هو الحد الأدنى المطلوب لاستهلاك الكربوهيدرات حتى تظهر الفوائد؟

وتشير الدراسة أيضًا إلى اختبار سريع وغير مكلف يمكنه تحديد مستويات الأسيل كارنيتين لدى الشخص.

قال الدكتور كرومسيك: "من حسن الحظ أن فحوصات الدم هذه، التي طُوّرت في الأصل لتحديد الاضطرابات الأيضية والميتوكوندريا لدى حديثي الولادة، يمكنها أيضًا المساعدة في تقييم عمر الشخص من حيث الطاقة الحيوية".

وأضاف: "إذا استطعنا إعادة توظيف هذه التقنية لكبار السن، فقد يُتيح ذلك طريقة لبدء علاج مُخصّص في وقت أبكر".