دراسة: السمنة في الطفولة ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن في البلوغ

أظهرت دراسة حديثة سيتم عرضها في المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO 2025) في مالقة، إسبانيا، علاقة مثيرة بين زيادة الوزن والسمنة في مرحلة الطفولة وزيادة خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في مرحلة البلوغ.
قاد هذا البحث كل من فريدا ريختر والأستاذة جينيفر لين بيكر من مركز البحوث السريرية والوقاية، بمستشفى جامعة كوبنهاغن.
خلفية الدراسة
تزايد الاهتمام بعوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، خاصة تلك التي لا تتعلق بالتدخين، رغم أن هناك دراسات سابقة ربطت بين السمنة وأمراض تنفسية أخرى مثل الربو ووظائف الرئة، إلا أن العلاقة الدقيقة بين السمنة ومرض الانسداد الرئوي المزمن كانت بحاجة إلى مزيد من التوضيح، ولذلك، كان الهدف من هذه الدراسة هو تقييم تأثير مسارات مؤشر كتلة الجسم (BMI) خلال الطفولة على احتمالية الإصابة بالمرض في وقت لاحق.

منهجية البحث
شملت الدراسة بيانات من 276,747 طفلاً دنماركياً، تم جمعها من سجلات الصحة المدرسية في كوبنهاغن. وُلد هؤلاء الأطفال بين عامي 1930 و1982، وكان لديهم ما بين قياسين و12 قياساً لوزنهم وطولهم في الفترة من 6 إلى 15 عاماً.
باستخدام أساليب نمذجة إحصائية، حدد الباحثون خمسة مسارات مختلفة لمؤشر كتلة الجسم: أقل من المتوسط، متوسط، أعلى من المتوسط، وزن زائد، وسمنة. ومن ثم، تابع الفريق حالة هؤلاء الأفراد من عام 1977 إلى عام 2022 في سجلات الرعاية الصحية الوطنية.
نتائج الدراسة
خلال فترة المتابعة، تم تشخيص 18,227 امرأة و15,789 رجلاً بمرض الانسداد الرئوي المزمن. أظهرت النتائج أن النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم فوق المتوسط في الطفولة كن أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 10% مقارنة بنظيراتهن من ذوات الوزن المتوسط، و26% للوزن الزائد، و65% للسمنة. بالنسبة للرجال، كانت المخاطر أكثر بنسبة 7% و16% و40% على التوالي حسب نفس الفئات. وفي المقابل، أظهرت النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم الأقل من المتوسط انخفاضاً في الخطر بنسبة 9%.
خلص الباحثون إلى أن وجود مؤشر كتلة جسم أعلى من المتوسط في مرحلة الطفولة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن لاحقاً في الحياة. وقد أشاروا إلى وجود عوامل محتملة مثل تدخين الوالدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي، إلا أنهم اعتبروا أن تأثير زيادة الوزن والسمنة في الطفولة يمثل مؤشراً مستقلاً على خطر الإصابة بالمرض في المستقبل.
دلالة البحث
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية مراقبة الوزن والسلوكيات الصحية في مرحلة الطفولة وتأثيرها المستقبلي على صحة الأفراد، مما يعكس ضرورة البرامج الوقائية والعلاجية الموجهة للأجيال الناشئة.