السكري من النوع الثاني وزيادة خطر الإصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالسمنة.. ما العلاقة؟

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تشخيص داء السكري من النوع الثاني (T2D) يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان المرتبط بالسمنة. أُجريت هذه الدراسة بقيادة أوين تيبينغ والبروفيسور أندرو رينيهان من جامعة مانشستر، حيث سعت إلى توضيح الفجوات المنهجية في الأبحاث السابقة التي تناولت هذه العلاقة.
منهجية الدراسة
تضمنت الدراسة مقارنة 23،750 مريضًا حديث التشخيص بداء السكري من النوع الثاني مع 71،123 مشاركًا غير مصاب، وجرى مطابقة المشاركين بناءً على مؤشر كتلة الجسم (BMI) والعمر والجنس.
تمّ استخدام نماذج إحصائية لتحليل البيانات، مع مراعاة عوامل مثل استهلاك الكحول، والتدخين، ومراقبة الحالات بعد تشخيص داء السكري، حيث تُعتبر هذه العوامل من المتغيرات المُدخلة التي قد تؤثر على النتائج.

النتائج الرئيسية
على مدار فترة متابعة متوسطة بلغت خمس سنوات، سُجّلت 2،431 حالة سرطان جديدة بين المشاركين المصابين بداء السكري، بالإضافة إلى 5،184 حالة جديدة بين المجموعة الضابطة.
أظهرت النتائج أن داء السكري من النوع الثاني مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع خاصة من السرطان، حيث ارتفع خطر الإصابة بـ:
- سرطانات الأمعاء: بنسبة 27% لدى الرجال و34% لدى النساء.
- سرطان البنكرياس: بنسبة 74% لدى الرجال و100% للنساء.
- سرطان الكبد: زادت المخاطر نحو أربعة أضعاف للرجال وخمسة أضعاف للنساء.
ومع ذلك، لم تُلاحظ أي ارتباطات مع بعض الأورام السرطانية مثل سرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث لدى النساء.
تفسيرات ودلالات
تشير الدراسة إلى أن التأثيرات المختلطة قد تساهم في تلك الاختلافات بين الجنسين، مثل مستويات الهرمونات وحساسية الأنسولين، يستدعي هذا البحث مزيدًا من الدراسة لفهم الآليات التي قد تربط بين داء السكري والسرطان، حيث يُعتبر فرط الأنسولين في الدم، الذي يتسم بقدرته على تحفيز نمو الخلايا، من أبرز العوامل المحتملة.
الخلاصة
تشير هذه النتائج إلى وجود علاقة مهمة بين داء السكري من النوع الثاني وأنواع محددة من السرطان المرتبط بالسمنة، بالرغم من وجود تحيزات وأسئلة تحتاج إلى دراسة، فإن نتائج هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية فعالة.