الجمعة 02 مايو 2025 الموافق 04 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل تزيد السمنة خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن عند الأطفال؟

الجمعة 28/مارس/2025 - 07:01 ص
 الانسداد الرئوي
الانسداد الرئوي المزمن


تشير أبحاث جديدة إلى أن وجود مسار من زيادة الوزن أو السمنة أثناء الطفولة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في مرحلة البلوغ.

أجريت الدراسة بواسطة فريدا ريختر والأستاذة جينيفر لين بيكر من مركز البحوث السريرية والوقاية، مستشفى جامعة كوبنهاجن - بيسبيبيرج وفريدريكسبرج، منطقة العاصمة الدنماركية، كوبنهاجن، الدنمارك، وزملائهم.

يتم الاعتراف بشكل متزايد بالاهتمام بعوامل الخطر المرتبطة بمرض الانسداد الرئوي المزمن غير التدخين في الدراسات المتعلقة بالعوامل البيئية والمهنية وحتى العوامل المرتبطة بالعمر المبكر.

بالرغم من أن الدراسات السابقة أشارت إلى وجود صلة بين السمنة والربو غير التحسسي ووظائف الرئة لدى البالغين، فإن ارتباطها بمرض الانسداد الرئوي المزمن لا يزال بحاجة إلى توضيح، لذلك، كان الهدف هو دراسة مدى ارتباط مسارات مؤشر كتلة الجسم (BMI) في مرحلة الطفولة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

تفاصيل الدراسة

أدرج الباحثون بيانات 276747 طفلًا دنماركيًا (137493 فتاة) وُلدوا بين عامي 1930 و1982، وكان لديهم ما بين قياسين و12 قياسًا للوزن والطول، تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا، من سجل سجلات الصحة المدرسية في كوبنهاجن.

باستخدام أحد أشكال النمذجة الإحصائية، تم تحديد 5 مسارات مميزة لمؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال: أقل من المتوسط، ومتوسط، وأعلى من المتوسط، وزيادة الوزن، والسمنة.

بعد ذلك، تابع المؤلفون الأفراد من عام 1977 إلى عام 2022 في سجلات الرعاية الصحية الوطنية، وحددوا الأفراد الذين شُخِّصوا بمرض الانسداد الرئوي المزمن من سن الأربعين فما فوق.

قُدِّرت نسب المخاطر (HR) لمرض الانسداد الرئوي المزمن بشكل منفصل للنساء والرجال باستخدام النمذجة الإحصائية.

وجد الباحثون أنه خلال فترة المتابعة، شُخِّصت 18227 امرأة و15789 رجلًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

بالمقارنة مع النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المتوسط ​​في مرحلة الطفولة، كانت مخاطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أعلى بنسبة 10% لدى النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم الأعلى من المتوسط، وأعلى بنسبة 26% لدى النساء ذوات الوزن الزائد، وأعلى بنسبة 65% لدى النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتبط بالسمنة.

وبالمقارنة بالرجال الذين لديهم مسار مؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة متوسط، كانت مخاطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن أعلى بنسبة 7% بالنسبة للرجال الذين لديهم مسار أعلى من المتوسط، وأعلى بنسبة 16% بالنسبة للرجال الذين لديهم مسار زيادة الوزن وأعلى بنسبة 40% بالنسبة للرجال الذين لديهم مسار السمنة.

وعلى النقيض من ذلك، لوحظ انخفاض خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن في المستقبل فقط بين النساء اللاتي كان مؤشر كتلة الجسم لديهن في مرحلة الطفولة أقل من المتوسط ​​- 9% أقل مقارنة بالنساء اللاتي كان مؤشر كتلة الجسم لديهن في مرحلة الطفولة متوسط.

استنتج المؤلفون أن "وجود مسار مؤشر كتلة الجسم أعلى من المتوسط ​​في مرحلة الطفولة قد يزيد من خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن لاحقًا، وبالتالي، تشير نتائجنا إلى أن زيادة الوزن خلال هذه الفترة المبكرة من الحياة تُعدّ مؤشرًا على خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن".

وعند التفكير في الأسباب المحتملة لهذا الارتباط، يضيف الباحثون: "إن تدخين الوالدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي هما عاملان محتملان وغير قابلين للقياس في هذه الدراسة".

وأضاف الباحثون أنه "مع ذلك، بما أن تقديرات التأثير كانت متسقة عبر مجموعات المواليد، على الرغم من التغيرات الطبية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة (بما في ذلك أنماط التدخين) خلال فترة الدراسة، فإن التحيز يعتبر محدودًا، مما يعني أن زيادة الوزن والسمنة في مرحلة الطفولة من المرجح أن تكون مؤشرات مستقلة لخطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن في مرحلة البلوغ".