السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

طريقة جراحية جديدة لعلاج تضخم البروستاتا

الجمعة 28/مارس/2025 - 08:00 ص
تضخم البروستاتا
تضخم البروستاتا


توصلت دراسة إلى أن استخدام نفث ماء عالي الضغط لعلاج تضخم البروستاتا يمكن أن يحافظ على القدرة على القذف بشكل أفضل، مقارنة بجراحة الليزر القياسية.

وتتمتع هذه التقنية بنتائج مماثلة لجراحة الليزر ويمكن إجراؤها بمساعدة الروبوت، وبالتالي قد تقلل من أوقات الانتظار للرجال الذين يعانون من مشاكل في المسالك البولية ناجمة عن تضخم البروستاتا.

تم تقديم النتائج الأولية لتجربة WATER III في مؤتمر الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية (EAU) لعام 2025 في مدريد.

شملت تجربة WATER III إجراءً جراحيًا قائمًا على الماء، يُسمى الاستئصال المائي، ويُستخدم حاليًا لعلاج البروستاتا الصغيرة والمتوسطة الحجم.

قيّمت التجربة سلامة وفعالية هذا الإجراء لعلاج البروستاتا الكبيرة، مقارنةً بالجراحة باستخدام الليزر، كما بحثت في الآثار الجانبية الضارة، مثل ضعف الانتصاب وسلس البول.

وأجرى باحثون من جامعة بون التجربة وشارك فيها مرضى من مختلف أنحاء ألمانيا والمملكة المتحدة.

تضخم البروستاتا

تضخم البروستاتا، المعروف باسم تضخم البروستاتا الحميد (BPH)، هو حالة البروستاتا الأكثر شيوعًا لدى الرجال الأكبر سنًا.

يزداد انتشار تضخم البروستاتا الحميد مع التقدم في السن، حيث يصيب أكثر من 50% من الرجال فوق سن الخمسين، ويرتفع إلى أكثر من 80% لدى من تزيد أعمارهم عن 70 عامًا، مع وجود اختلافات عالمية وإقليمية متأثرة بشيخوخة السكان واختلاف حجم البروستاتا.

وبالرغم من أنه غير سرطاني، إلا أنه قد يسبب مشاكل في المسالك البولية ويؤثر بشكل كبير على صحة الرجال.

مع نمو غدة البروستاتا، يمكن أن يضغط تضخم البروستاتا الحميد على مجرى البول، مما يؤدي إلى كثرة التبول، وضعف تدفق البول، وتسربه أو تقطيره.

في حال عدم فعالية تغيير نمط الحياة أو الأدوية، يمكن للرجال اللجوء إلى الجراحة. وفي أغلب الأحيان، تتضمن هذه الجراحة استخدام حلقة سلكية أو ليزر لتفتيت وإزالة أنسجة البروستاتا الزائدة لفتح مجرى البول.

يُعد القذف الرجعي أحد الآثار الجانبية الشائعة لجراحة تضخم البروستاتا الحميد. وفي هذه الحالة، يتم قذف السائل المنوي إلى المثانة، بدلًا من القضيب.

ورغم أنه لا يُشكل خطرًا على الصحة، إلا أن القذف الرجعي قد يُؤثر سلبًا على المتعة الجنسية والخصوبة.

الاستئصال المائي

الاستئصال المائي هو إجراء جراحي طفيف التوغل يستخدم نفث ماء عالي الضغط، بتوجيه آلي وتصوير بالموجات فوق الصوتية، لتحديد أنسجة البروستاتا الزائدة وتدميرها.

تشمل جراحة الليزر القياسية لتضخم البروستاتا الحميد جراحة البروستاتا بليزر الهولميوم (HoLEP) واستئصال البروستاتا بليزر الثوليوم (ThuLEP)، اللذان يعملان على تفتيت أو تبخير أنسجة البروستاتا الزائدة.

في التجربة، تطوع 202 رجلًا احتاجوا إلى جراحة لعلاج تضخم البروستاتا الحميد. كان جميع الرجال يعانون من تضخم البروستاتا (بين 80 و180 مل).

خضع أكثر من نصف المرضى (98) لعلاج الاستئصال المائي، بينما خضع الباقون (88) لجراحة ليزر HoLEP أو ThuLEP.

خلال فترة المتابعة التي استمرت 3 أشهر، تم تقييم الرجال فيما يتعلق بالقذف الرجعي، وسلس البول، وشدّة أعراض المسالك البولية السفلية، باستخدام مقياس أعراض البروستاتا الدولي.

من بين 89 رجلًا شاركوا في التجربة وكانوا نشطين جنسيًا، عانى 15% فقط من الرجال في مجموعة الاستئصال المائي من القذف الرجعي، مقارنةً بأكثر من ثلاثة أرباع الرجال (77%) في مجموعة جراحة الليزر، كما أُبلغ عن سلس البول لدى 9% من الرجال في مجموعة الاستئصال المائي، مقارنةً بـ20% في مجموعة العلاج القياسي.

كان التحسن قصير المدى في الأعراض والآثار الجانبية متشابهين في كلتا المجموعتين.

قال الباحث الرئيسي، البروفيسور مانويل ريتر، رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى جامعة بون في ألمانيا: "تظهر دراستنا وعدًا كبيرًا لعلاج الاستئصال المائي كبديل للعلاجات القائمة على الليزر للرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد".

يتقبل العديد من الرجال أعراضهم كجزء طبيعي من التقدم في السن، ولكن بعد الجراحة، يشعر هؤلاء المرضى بسعادة غامرة بالتخلص من أدويتهم وأعراضهم. كما أن الأدلة على فعاليتها في الحفاظ على وظيفة القذف تُقدم فوائد إضافية لمن يرغبون في الحفاظ على حياتهم الجنسية.

وتابع قائلًا: "إن منحنى التعلم للجراحين لإجراء جراحة الليزر حاد، وبالتالي فإن القدرة على تقديم عملية استئصال البروستاتا بالليزر للرجال حتى مع وجود حجم أكبر في البروستاتا سوف تجعل العلاجات أكثر سهولة في الوصول إليها".

هناك عدة طرق جراحية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد.

الخيار الأكثر شيوعًا، وهو استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP)، يستخدم حلقة سلكية ساخنة لإزالة أنسجة البروستاتا الزائدة.

وقد أظهرت تجربة سابقة استمرت 5 سنوات أن الاستئصال المائي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر القذف الرجعي كأثر جانبي مقارنةً باستئصال البروستاتا عبر الإحليل.

وفي تعليقه على التجربة، قال البروفيسور كوزيمو دي نونزيو، أستاذ جراحة المسالك البولية: "يعتبر القذف غير الطبيعي من المضاعفات الشائعة للغاية بعد جراحة تضخم البروستاتا الحميد، وبالتالي فإن التحدي الذي نواجهه هو إيجاد التوازن بين علاج الأعراض والحفاظ على وظيفة القذف".

وأضاف: "يُشكّل القذف الرجعي مصدر قلق خاص لدى الرجال الذين يُفضّلون عدم وجود تأثير يُذكر على حياتهم الجنسية بعد العلاج، لذا، تُظهر نتائج هذه الدراسة أن الاستئصال المائي خيار واعد جدًا لهذه المجموعة من الرجال، ومع ذلك، فإن فترة المتابعة التي تبلغ ثلاثة أشهر قصيرة للغاية، وسوف تحتاج الأبحاث المستقبلية إلى تضمين المرضى الذين يعانون من احتباس البول المزمن أو قسطرة مجرى البول، والذين غالبًا ما يحتاجون إلى العلاج من تضخم البروستاتا الحميد".

واختتم: "ستحتاج الدراسات طويلة الأمد أيضًا إلى تضمين تدابير مهمة أخرى، مثل تقليل مستضد البروستاتا النوعي في الدم، أو تحسين معدل تدفق البول".