السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف جديد يزيد من فعالية العلاج في سرطان الدم الليمفاوي الحاد

الثلاثاء 25/مارس/2025 - 03:55 م
 سرطان الدم الليمفاوي
سرطان الدم الليمفاوي


سرطان الدم الليمفاوي الحاد من الخلايا البائية (B-ALL) هو شكلٌ شديد العدوانية ومهدد للحياة من سرطان الدم.

ويعد هذا النوع أكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعًا، إذ يُشكل 35% من حالات سرطان الأطفال، ولكنه قد يُصيب الأشخاص في أي عمر.

وقد حسّن علاج الخلايا التائية المُستضدية CAR-T نتائج مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد من الخلايا البائية بشكل ملحوظ، إلا أن الانتكاس لا يزال يحدث في أكثر من 50% من الحالات، مما يجعل خيارات العلاج محدودة لدى الكثيرين.

وتهدف الأبحاث الجارية إلى مواجهة هذا التحدي وتحسين فعالية علاج الخلايا التائية المُستضدية CAR-T.

الانتكاس

يُعدّ الانتكاس أحد التحديات الرئيسية في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحادّ للخلايا البائية باستخدام علاج الخلايا التائية المُستقبِلة للخلايا الكاريّة (CAR T cells).

ومن القضايا الرئيسية التي يبحثها الباحثون سبب فشل الخلايا التائية المُستقبِلة للخلايا الكاريّة (CAR T cells)، وهي دواء حيّ، أحيانًا في الاستجابة للخلايا السرطانية، حتى في وجودها.

وقد توصّل الباحثون إلى خيط واعد من خلال دراسة التفاعل بين الورم والخلايا المناعية، بما في ذلك الخلايا التائية المُستقبِلة للخلايا الكاريّة.

نشرت النتائج في مجلة Blood Journal.

اتضح أن أورام سرطان الدم الليمفاوي الحاد البائي قد تستغل آليات الدفاع الطبيعية في الجسم، وتحديدًا مسارات نقاط التفتيش المناعية.

تعمل هذه المسارات عادةً كـ"مفاتيح إيقاف"، حيث تُنبه الخلايا المناعية إلى التوقف عن الهجوم بمجرد زوال العدوى أو التهديد.

ومع ذلك، يمكن للأورام أن تستغل هذا النظام لتجنب هجوم الجهاز المناعي.

في علاج CAR T، تُستخرج الخلايا الليمفاوية التائية من دم المريض لمعالجتها وتعديلها في المختبر، حتى تتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية واستهدافها بدقة.

بعد تعديلها، تُعاد الخلايا الليمفاوية التائية إلى جسم المريض.

في حالة سرطان الدم الليمفاوي الحاد البائي (B-ALL)، اكتشف الباحثون أن خلايا سرطان الدم المنتكس تحتوي على مستويات عالية بشكل غير طبيعي من الجالكتين-9، وهو ربيطة تُشكل جزءًا من جهاز نقاط التفتيش المناعي.

من ناحية أخرى، تُعبر خلايا CAR T عن مستويات عالية من TIM-3، وهو مستقبل يتفاعل عادةً مع الجالكتين-9 لتثبيط النشاط المناعي.

يبدو أن الورم يستخدم هذا التفاعل لإيقاف خلايا CAR T، مما يسمح للسرطان بالاستمرار.

لمعالجة هذه المشكلة، ابتكر الباحثون طُعمًا وهميًا لبروتين TIM-3، وهو نسخة قابلة للذوبان من بروتين TIM-3، يمكنه منع تفاعل الربيطة مع المستقبل.

كانت الفكرة أن هذا الطُعم سيمنع الورم من إيقاف خلايا CAR T، دون أن يُصدر إشارة مباشرة لها لإيقاف نشاطها المناعي.

في الاختبارات المعملية التي أُجريت على فئران مُعدّلة وراثيًا بخلايا سرطان الدم الليمفاوي الحاد البائي (B-ALL) البشرية، كانت النتائج واعدة.

أظهرت خلايا CAR T المُعدّلة وراثيًا لإفراز طُعم TIM-3 فعالية مُحسّنة في مكافحة سرطان الدم واستمرارية طويلة الأمد.

بالرغم من أن هذا البحث لا يزال في مرحلة ما قبل السريرية، إلا أنه يمثل خطوة أولى مهمة نحو تحسين علاجات مرضى سرطان الدم الليمفاوي الحاد البائي.

الهدف هو تعزيز فعالية علاج CAR T وتقليل الانتكاسات، وهما تحديان رئيسيان يواجههما المرضى الذين يخضعون لعلاجات CAR T الحالية.

كما يمكن أن يمهد هذا النهج الطريق لتطوير "خلايا CAR T مدرعة" وتوسيع إمكانات علاج CAR T لعلاج الأورام الصلبة في المستقبل.