السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

خيارات جديدة لعلاج السمنة.. ما علاقة دائرة الدماغ المسؤولة عن دوار الحركة؟

الأربعاء 26/مارس/2025 - 11:50 م
دوار الحركة
دوار الحركة


دوار الحركة هو حالة شائعة جدًا تؤثر على حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص، لكن الدوائر الدماغية المعنية غير معروفة إلى حد كبير.

في دراسة نُشرت في مجلة Nature Metabolism، وصف باحثون من كلية بايلور للطب، ومركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في هيوستن، ومعهد جان ودان دنكان لأبحاث الأعصاب في مستشفى تكساس للأطفال، دائرة دماغية جديدة مرتبطة بدوار الحركة، وتساهم أيضًا في تنظيم درجة حرارة الجسم والتوازن الأيضي

قد تُقدم هذه النتائج استراتيجيات غير تقليدية لعلاج السمنة.

تفاصيل الدراسة

قال المؤلف المراسل للدراسة، الدكتور يونج شو، أستاذ طب الأطفال والتغذية والمدير المساعد للعلوم الأساسية في مركز أبحاث التغذية للأطفال التابع لوزارة الزراعة الأمريكية: "عندما اقترح الدكتور لونجلونج تو، وهو زميل ما بعد الدكتوراه في مختبري، التحقيق في الدوائر الدماغية المرتبطة بدوار الحركة، وهي حالة يكون عرضة لها بدرجة كبيرة، لم أكن متحمسًا جدًا للفكرة لأنها ليست من بين الاهتمامات الرئيسية لمختبري".

وأضاف أنه "مع ذلك، أصبحت أكثر اهتماما ودعمت فكرة تو عندما شرح الأدلة الناشئة التي تشير إلى وجود صلة بين دوار الحركة والتوازن الأيضي، وهو أحد مجالات اهتمامي البحثية."

يعمل مختبر شو مع نماذج الفئران للتحقيق في كيفية تنظيم الدماغ لعملية التمثيل الغذائي وكيف يمكن أن يكون ذلك مرتبطًا بالسمنة وإبلاغ تطوير أدوية أكثر فعالية للسمنة.

تُوفر نماذج الفئران وفرةً من الأدوات الجزيئية والوراثية، بالإضافة إلى اختبارات سلوكية ذات صلة لتوضيح الآليات العصبية الكامنة وراء الاستجابات الفسيولوجية.

لكن كان هناك تحدٍّ، إذ إن الفئران غير قادرة على التقيؤ، وهو أحد أهم أعراض دوار الحركة لدى البشر.

ومن المثير للاهتمام أن الفئران والبشر الذين تعرضوا لمحفزات دوار الحركة، مثل تجربة الحركة الأفقية ذهابًا وإيابًا لبعض الوقت، أظهروا انخفاضًا في درجة حرارة الجسم.

أوضح شو أن "هذا سمح لنا بتطوير نموذج للفأر لدوار الحركة حيث قمنا بقياس درجة حرارة الجسم الأساسية والنشاط البدني ونشاط الدماغ أثناء تعرض الحيوانات لمحفزات الحركة".

ووجد الفريق أن الحركة تعمل على تنشيط الخلايا العصبية الغلوتاماتية - الخلايا العصبية التي تنتج الغلوتامات، الناقل العصبي المثير الأساسي في الجهاز العصبي المركزي - في الجزء الخلوي الصغير من النواة الدهليزية الإنسيّة (MVePC Glu ) من الدماغ.

يُعدّ تنشيط هذه الخلايا العصبية ضروريًا وكافيًا للتوسط في التكيفات الحرارية الناتجة عن الحركة. وقد أثبت الباحثون صحة النموذج بإثبات أن انخفاض حرارة الجسم الناتج عن دوار الحركة لا يحدث عند إعطاء الفئران دواء سكوبولامين المضاد للغثيان.

وقال شو: "لقد قمنا بدراسة دائرة دوار الحركة هذه بشكل أكبر عن طريق تثبيط الخلايا العصبية MVePC Glu في غياب محفزات الحركة".

أدى تثبيط هذه الخلايا العصبية إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، إلى جانب زيادة النشاط البدني.

تشير هذه التغيرات الفسيولوجية إلى أن التثبيط المزمن لخلايا MVePC Glu قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة لدى الفئران.

عندما قام الباحثون بالتحقيق في الفوائد الأيضية المحتملة للتثبيط المزمن لخلايا عصبية MVePC Glu ، وجدوا أنه على الرغم من أن الفئران تناولت المزيد من الطعام، إلا أنها اكتسبت وزناً أقل وأظهرت تحملاً أفضل للجلوكوز وحساسية متزايدة للأنسولين ، وهي استجابات فسيولوجية مرتبطة بصحة أفضل.

وقال شو: "تسلط هذه النتائج الضوء على الوظيفة غير المقدرة للنظام الدهليزي في الدماغ في التوازن الأيضي، وتزيد من احتمالية أن يؤدي الفهم الأفضل للأساس العصبي لتنظيم درجة الحرارة أثناء دوار الحركة إلى توفير أهداف غير تقليدية لعلاج السمنة".