اكتشاف جديد قد يحسن علاج متلازمة تكيس المبايض

تجد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) صعوبة في الحمل، ويتعرضن للإجهاض بشكل متكرر، كما أنهن أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
في دراسة جديدة بعنوان "التحليل النسيجي للخلية الواحدة لبطانة الرحم لدى مرضى متلازمة تكيس المبايض"، نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن" ، أظهر باحثون سويديون أن بطانة الرحم لدى هؤلاء النساء تختلف من حيث تركيب الخلايا الفردية والتعبير الجيني.
تفتح هذه النتائج الباب أمام علاجات دوائية جديدة.

متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض هي أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا، إذ تصيب ما بين 11% و13% من النساء في سن الإنجاب.
تواجه المصابات بهذه المتلازمة صعوبة في الحمل، ويزداد لديهن خطر الإجهاض وسرطان الرحم، وخاصة سرطان بطانة الرحم.
كما أن من الشائع أن تعاني النساء المصابات بها من زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.
بدراسة عينات من أنسجة بطانة الرحم من خمس نساء سليمات و12 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض، أنشأ الباحثون خريطة خلوية للخلايا الفردية.
كانت جميع النساء متشابهات في العمر والوزن ومؤشر كتلة الجسم، وأُخذت عينات الأنسجة في نفس مرحلة الدورة الشهرية لاستبعاد العوامل التي قد تؤثر على التحليلات.
في الدراسة، كانت جميع النساء يعانين من زيادة الوزن، ولكن فقط النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض كن مقاومات للأنسولين وكان لديهن مستويات مرتفعة من الهرمونات الجنسية الذكرية.
إجمالاً، تم تحليل ما يقرب من 250 ألف نواة خلوية من بطانة الرحم لدى النساء.
وجد الباحثون اختلافًا واضحًا في تركيب أنواع الخلايا، حيث ارتفعت نسبة ما يسمى بالخلايا الظهارية، وانخفضت نسبة الخلايا السدوية في أرحام النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
تقول إليزابيث ستينر فيكتورين، قائدة البحث في الدراسة الحالية: "تظهر هذه النتائج أن نمو الخلايا يتأثر، وهو ما قد يفسر لماذا قد يستغرق الأمر وقتًا أطول حتى تصبح النساء المصابات حاملاً ولماذا يصبحن أكثر عرضة للإجهاض، فضلاً عن المساهمة في زيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم".
في خريطة الخلايا التفصيلية، أظهر الباحثون أن العديد من الجينات في أنواع محددة من الخلايا تعاني من اضطراب في التعبير الجيني لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
ترتبط نسبة كبيرة من الجينات المتأثرة بصعوبة التصاق الجنين في مراحله المبكرة بالرحم، والإجهاض، وسرطان بطانة الرحم، مع وظائف تؤثر على الالتصاق والتواصل بين الخلايا.
وقال جوستاو إريكسون، أحد المؤلفين الأوائل للدراسة: "تشير تحليلاتنا إلى أن أنواعًا معينة من الخلايا في بطانة الرحم عطلت التواصل والتفاعل الخاص بمتلازمة تكيس المبايض".
تضمنت الدراسة أيضًا جزءًا خضعت فيه النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لعلاج السكري بدواء الميتفورمين، مع أو بدون نصائح تتعلق بنمط الحياة، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
بعد 16 أسبوعًا من العلاج، وجد الباحثون أن العديد من التعبيرات الجينية في أنواع معينة من الخلايا، وخاصةً في الخلايا الظهارية والخلايا السدوية، قد عادت إلى طبيعتها بفضل الميتفورمين، وكذلك بفضل تغييرات نمط الحياة، وإن لم يكن ذلك بنفس القدر من الوضوح.
يمكننا أن نبيّن أن للميتفورمين وظائف أكثر بكثير لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من مجرد خفض مستوى السكر في الدم. في الدراسة، كانت جميع النساء يعانين من زيادة الوزن، ولكن من المرجح أن يكون للميتفورمين تأثيرات مماثلة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، اللاتي لا يعانين من زيادة الوزن ولكن لديهن مقاومة للأنسولين، إذا كنّ يعانين من مشاكل في الحمل أو تعرّضن للإجهاض المتكرر، كما تقول ستينر-فيكتورين.
وكان من بين النتائج المهمة الأخرى الارتباط بين التعبير الجيني في أنواع معينة من الخلايا والسمات السريرية المهمة لمتلازمة تكيس المبايض، مثل ارتفاع مستويات هرمون الذكورة ومقاومة الأنسولين، مما يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين العوامل الهرمونية والأيضية واختلال وظائف بطانة الرحم.
وتقول ستينر فيكتورين: "نظرًا لأننا حددنا التغيرات في التعبير الجيني في أنواع معينة من الخلايا، فإن هذه الدراسة توفر إرشادات حاسمة لتطوير علاجات أكثر استهدافًا لخلل بطانة الرحم المرتبط بمتلازمة تكيس المبايض".