اكتشاف علاج جديد لداء الفطريات المخاطية القاتل

الفطار المخاطي، وهو عدوى فطرية تسببها بكتيريا Mucorales، يُسبب معدلات وفيات عالية لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
كما تصيب هذه العدوى الذين يعانون من صدمات شديدة كالحروق وإصابات الانفجارات أو ضحايا الكوارث الطبيعية.
وقد تسبب المرض في عدوى خطيرة بين مرضى كوفيد-19 الذين عولجوا بجرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات، حيث قاربت معدلات الوفيات 60%.
في الولايات المتحدة، تُسجل حوالي 4000 حالة سنويًا، بمعدل 200 ألف حالة في جنوب شرق آسيا، حيث يتوطن المرض في الهند.
وبالرغم من توفر اللقاحات والعلاجات المناعية ضد الفيروسات والبكتيريا، إلا أن العلاجات المناعية المضادة للفطريات الفعالة لمرض الفطار المخاطي، تحديدًا، غير متوفرة.

تفاصيل البحث
أجرى الدكتور أشرف إبراهيم، وهو باحث في معهد لوندكويست للابتكار الطبي الحيوي في المركز الطبي هاربور-يو سي إل إيه لأكثر من 33 عامًا، والباحث العلمي المساعد يييو جو، الحاصل على درجة الدكتوراه، في معهد TLI لأكثر من 8 سنوات، أبحاثًا باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لمعالجة هذه الفجوة.
تركز أبحاث إبراهيم على تعزيز فهم الآليات المسببة للأمراض وعوامل الضراوة للعدوى الفطرية والبكتيرية، وعلى ترجمة هذه المعرفة إلى استراتيجيات علاجية مناعية جديدة لمكافحة الأمراض المعدية.
نُشرت ورقتهم البحثية، المعنونة "جسم مضاد مُؤنسن ضد الفطار المخاطي يستهدف غزو الأوعية الدموية ويعزز الاستجابة المناعية للمضيف"، في مجلة "ساينس ترانسليشنال ميديسن".
يناقش الباحثون فيها استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لاستهداف بروتين رئيسي على سطح الخلايا الفطرية، وهو CotH، والذي يُمكّن الفطر من غزو الخلايا البشرية والتسبب في الفطار المخاطي.
ستزيد نتائجهم من فعالية خيارات العلاج الحالية، وبالتالي ستُحسّن نتائج علاج الفطار المخاطي القاتل.
وقال إبراهيم إن "داء الفطريات العفنة مرض مدمر يصيب عادة المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل مرضى السكري الذين لا يمكن السيطرة عليهم، ومرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، ومرضى زراعة الأعضاء"، مضيفًا أن المرض شهد زيادة مطردة على مدى العقود الأربعة الماضية بسبب زيادة عدد الأشخاص المصابين بالسكري والسرطان، بالإضافة إلى التقدم في إجراءات زراعة الأعضاء.
هذه العدوى عدوانية وتُعتبر حالة طبية طارئة تتطلب عناية طبية فورية، وغالبًا ما تتطلب جراحةً مشوهة لإزالة الأنسجة المصابة.
ويُثير تلف الأوعية الدموية القلق لأن هذه هي الطريقة التي يُوصل بها العلاج الدوائي المضاد للفطريات إلى موقع العدوى.
وقال إبراهيم: "يسمح الجسم المضاد أحادي النسيلة المُؤنسن الذي طورناه بالوصول إلى العلاج الدوائي المضاد للفطريات إلى الأنسجة المصابة، لأنه يمنع الخلايا الفطرية من إتلاف الخلايا البشرية والأوعية الدموية".
نتيجةً لذلك، طوّر إبراهيم وغو جسمًا مضادًا يُسمى VX-01، وهو جسم مضاد مُؤنسن أثبت فعاليته في الارتباط بالفطريات مقارنةً بالجسم المضاد الأصلي.
ورغم أن كليهما يحمي من العدوى، إلا أن الجسم المضاد المُؤنسن يُقلل من المناعة ويُعزز التأثير العلاجي عند استخدامه لدى البشر، وهي خطوةٌ رئيسية في تطوير العلاج.
وتظهر الاختبارات الأولية أن VX-01 آمن، ولا توجد له آثار ضارة على الخلايا السليمة، مما يشير إلى أن VX-01 قد يكون علاجًا واعدًا للمساعدة في مكافحة داء الفطريات المخاطية في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.