السبت 03 مايو 2025 الموافق 05 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف الفروق الرئيسية بين مرض الزهايمر البصري والزهايمر المرتبط بالذاكرة

الجمعة 04/أبريل/2025 - 05:14 م
الزهايمر
الزهايمر


توصلت دراسة جديدة إلى أن الاختلافات في توزيع بعض البروتينات والعلامات في الدماغ قد تفسر سبب تعرض بعض الأشخاص لتغيرات في الرؤية أولا بدلا من فقدان الذاكرة في مرض الزهايمر.

ضمور القشرة الخلفية (PCA) هو شكل نادر من مرض الزهايمر، والذي لا يسبب مشاكل في الذاكرة، بل يؤدي إلى صعوبات في القراءة والتنقل والتعرف على الأشياء.

تشير الدراسات إلى أن واحدًا من كل عشرة مرضى مصابين بمرض الزهايمر يعاني من شكل بصري، وليس مرتبطًا بالذاكرة.

بالإضافة إلى ظهور أعراض غير عادية، فإن الأفراد المصابين بـ ضمور القشرة الخلفية (PCA) عادة ما يصابون بأعراض في سن أصغر من معظم الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، حيث تبدأ الأعراض عادة في الخمسينيات والستينيات من العمر.

تفاصيل الدراسة

في دراسة جديدة نشرت في مجلة Neuropathology and Applied Neurobiology، قام الباحثون بدراسة أنسجة المخ من 26 شخصًا مصابًا بمرض PCA و27 شخصًا مصابًا بمرض الزهايمر النموذجي والذين تبرعوا بأدمغتهم للأبحاث إلى بنك Queen Square Brain Bank في جامعة كوليدج لندن.

قام الباحثون بدراسة بروتينات وعلامات محددة في أجزاء مختلفة من الدماغ لمعرفة مدى تأثرها.

قاموا بقياس كمية وتوزيع الأميلويد والتاو (البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر) والخلايا الدبقية الصغيرة (جزء رئيسي من الجهاز المناعي في الدماغ يشارك في تطهير خلايا الدماغ التالفة والبروتينات).

توصلت الدراسة إلى أن توزيع الأميلويد والتاو لدى الأشخاص المصابين بمرض PCA كان أكثر انتشارًا في الجزء الخلفي من الدماغ (المنطقة الجدارية)، حيث تتم معالجة المعلومات البصرية ودمجها.

ووجد الباحثون أيضًا أن نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة كان مرتفعًا في PCA، وخاصة في مناطق الدماغ المعرضة عادةً لمرض الزهايمر، على سبيل المثال جانبي الدماغ (المنطقة الصدغية)، وهو الجزء من الدماغ المعرض بشكل مميز لمرض الزهايمر المرتبط بالذاكرة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن المنطقة الصدغية لدى المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر المرتبط بالذاكرة بشكل أكثر شيوعًا كانت لديها أقل كمية من نشاط الخلايا الدبقية الصغيرة وأعلى كمية من تاو مقارنة بمناطق الدماغ الأخرى.

يوضح هذا كيف أن توزيع بعض البروتينات والعلامات المرتبطة بمرض الزهايمر يمكن أن يؤدي إلى أعراض مختلفة.

وقالت الدكتورة زينب عبدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تشير هذه النتائج إلى وجود صلة بين موقع الالتهاب وتراكم البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر، وهو ما قد يفسر سبب إصابة بعض الأشخاص بأعراض الذاكرة بينما يعاني آخرون من مشاكل في الرؤية".

ويأمل الباحثون أن تحفز نتائجهم الأبحاث المستقبلية حول العلاقة بين الالتهاب وتراكم بروتينات المخ في مرض الزهايمر، وتؤدي في نهاية المطاف إلى علاجات مستهدفة ورعاية أكثر ملاءمة لمرضى الزهايمر.

وأضافت الدكتورة عبدي: "من خلال فهم الخصائص الفريدة للأشكال البصرية النادرة من مرض الزهايمر، يمكننا التقدم نحو تطوير علاجات مُستهدفة تُلبي الاحتياجات الخاصة لكل مريض، ويُسلّط هذا البحث الضوء على أهمية اتباع مناهج مُخصصة في معالجة هذا المرض المُعقّد".

قال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للأبحاث والابتكار في جمعية الزهايمر: "يُعدّ الخرف السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة، حيث يُعاني منه حوالي مليون شخص، إنه مرضٌ شديد التعقيد، ونحن في حاجة ماسة لمعرفة المزيد عن أسبابه، حتى نتمكن من التغلب عليه".

هناك الكثير مما لا نفهمه بعد عن الأشكال النادرة وغير التقليدية من الخرف، وبدون فهم الآليات الكامنة وراء هذه الأشكال الأقل شيوعًا من مرض الزهايمر، لن نتمكن من تطوير طرق دقيقة لتشخيص هذه الأمراض أو علاجها.

وأضاف أوكلي: "يعد هذا النوع من العمل أمرًا بالغ الأهمية لتقريبنا من التشخيص الأفضل والعلاجات الجديدة حتى لا يتخلف أحد عن الركب، بغض النظر عن نوع الخرف الذي يعاني منه".