الأحد 04 مايو 2025 الموافق 06 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

في أبحاث جلطات الدم.. نموذج جديد قد يُحسّن علاج الالتهاب الخثاري

الجمعة 04/أبريل/2025 - 05:17 م
الجلطات الدموية
الجلطات الدموية


ترتبط جلطات الدم بأمراض تهدد الحياة مثل الإنتان، ومرض فقر الدم المنجلي، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية.

ومع ذلك، قد يُحدث بحث جديد من جامعة إيموري ثورة في كيفية فهم الأطباء لهذه الجلطات الدموية الضارة، أو ما يُعرف بالخثرات، وعلاجها، وهي ناتج ثانوي لحالة تُسمى التهاب الخثرة.

علاج مرضى الجلطات

في دراسة نُشرت في مجلة نيتشر، اكتشف الباحثون إمكانية توفير أدوية مُنقذة للحياة لمرضى جلطات الدم في الوقت المناسب وبالجرعة المناسبة، من خلال تركيبات جديدة، استنادًا إلى نموذج جديد.

للحصول على هذه الرؤى، طوّر الباحثون نموذجًا لالتهاب الخثرة على رقاقة، قادر على الحفاظ على الجلطات لعدة أشهر بطريقة أكثر دقة، تُشبه البشر، باستخدام أوعية دموية مجهرية ثلاثية الأبعاد على رقاقة.

يسمح هذا النموذج المبتكر للخثرات بالبقاء في دم وأوردة الإنسان لأشهر، ثم تختفي كما يحدث طبيعيًا لدى المريض الحقيقي.

يتمكن الباحثون بعد ذلك من تتبع تخثر الدم وقياس فعالية خيارات العلاج المختلفة.

يختلف هذا النموذج عن النماذج الحالية، التي لا يمكنها الحفاظ على تخثر الدم إلا لفترات قصيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن هذا النموذج الجديد الخلايا الحقيقية اللازمة لفك التخثر، بينما لا تتضمنه نماذج المختبرات الأخرى.

يوضح ويلبر لام، المؤلف المراسل للدراسة، أنه لا يُعرف الكثير عن كيفية حل جلطات الدم في الحياة الواقعية بعد النجاة من سكتة دماغية أو نوبة قلبية، ولكن تكرار العملية على شريحة يمكن أن يكشف عن معلومات مهمة في تطبيق أو تطوير علاجات جديدة.

يقول الدكتور لام: "بفضل ابتكارنا لهذا النظام الذي نرصد فيه جلطة دموية على شريحة لفترات طويلة، تتراوح بين أيام وأسابيع، يُمكننا رسم خريطة لعملية تحللها بالكامل، وهو أمر لم يُنجز من قبل".

ويضيف: "هذا مهم لأن النماذج الحيوانية تُمثل تحديًا كبيرًا. فبينما يصعب للغاية رصد جلطة دموية عن كثب في جزء مُحدد من جسم فأر لمدة أسابيع، يُمكننا الآن القيام بذلك على شريحة ومراقبتها عن كثب".

كما أكد يونجتشي تشيو، المؤلف المشارك في الدراسة، على أهمية دقة النموذج الواقعية.

يقول تشيو: "قياسنا العملي فريد من نوعه، إذ يصعب دراسة الجلطات في البيئات السريرية نظرًا لضعف الدقة المكانية للأدوات المتاحة، ما يُصعّب رؤية كيفية تحلل هذه الجلطات بوضوح".

ولإجراء هذه الدراسة، قام تشيو أيضًا بتطوير الهيدروجيل لهذا النموذج باستخدام الدم البشري في الوريد البشري، مما يجعله النموذج الوحيد الذي يدمج الأوعية الدموية الدقيقة ثلاثية الأبعاد والتي يمكن إجهادها ومراقبتها في ظل ظروف فسيولوجية ذات صلة.

بالإضافة إلى السكتة الدماغية أو السكتة القلبية، تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، والصدمات الشديدة، والحروق، والالتهابات الأخرى هي أيضًا عوامل في تطوير الالتهاب الخثاري، مما يجعل جزءًا كبيرًا من البلاد معرضًا للخطر.

بما أن هذا النموذج يفتح الباب لفهم كيفية تحلل جلطات الدم بشكل طبيعي، يُمكن للباحثين الآن دراسة توقيت التدخلات الطبية الحالية وجرعاتها وتأثيرها، بالإضافة إلى تركيبات جديدة محتملة.

ومن بين هذه الاكتشافات الدور الحيوي للعدلات، التي تُذيب الجلطات وتُسبب الالتهاب في آنٍ واحد - وهو سلاح ذو حدين، وفقًا للام.

بالإضافة إلى ذلك، تكشف هذه الدراسة أن العلاج المستخدم بعد السكتة الدماغية، وهو منشط البلازمينوجين النسيجي، يعمل أيضًا على إصلاح أي أوعية دموية لم تكن معروفة من قبل بشكل مباشر.

تشير الدراسة أيضًا إلى أن الجمع بين الوساطات المتاحة قد يحمي وظيفة بطانة الأوعية الدموية، أو فتح وإغلاق الشرايين، لدى مرضى فقر الدم المنجلي.

وأخيرًا، تشير هذه الدراسة إلى أن من يخضعون لزراعة نخاع العظم قد يستفيدون من تركيبات دوائية معينة للحماية من مرض الانسداد الوريدي، وهو حالة تنتج عن جرعات عالية من العلاج الكيميائي قد تُسبب تلفًا في الكبد عن طريق سد الأوردة الصغيرة فيه.

يقول لام: "إن أحد أهم الأشياء المتعلقة بالقدرة على خلق الجلطات في ظل الظروف الالتهابية هو أننا قادرون الآن على رسم خريطة لها بمرور الوقت وتطوير فرضيات حول الأدوية التي ستكون الأكثر فائدة، وفي أي سياق، والأهم من ذلك، متى"، مما يجعل الدراسة حجر الزاوية في الأبحاث المستقبلية والتجارب السريرية في السعي لإنقاذ الأرواح.